الفصل الخامس عشر

741 96 34
                                    


أخذ يطالعها بصدمة وهو يراها تقف أمامه بملابس بيتية، وشعرها مفرود يتطاير على ذراعيها وظهرها، اشتعلت النيران بداخله والتي لو جلبوا مياه الأرض جميعها ما نجحت في أن تخمدها، مشى نحوها قائلًا بهجوم وهو يرفع يده ليصفعها :- مكنتش أعرف إنك رخيصة بالشكل دة .

انكمشت تغلق عينيها في انتظار صفعته على وجنتها، ولدهشتها لم تشعر بأي وجع لتفتح مقلتيها لتجد يده ممسوكة بإحكام ومعلقة في الهواء وصوت جامد قائلًا بقوة :- إياك، مش هسمحلك تمد إيدك عليها وأنا واقف .

ثم التف لتلك الواقفة ليقول بحدة :- خشي جوة يلا .

هتفت بقلق وهي تتفحص وجهه بخوف :- ياسين إيه اللي عمل فيك كدة ؟

ردد بغلظة جعلتها ترتجف في مكانها :- بقولك أدخلي جوة .

امتثلت لطلبه ودلفت للداخل بسرعة، بينما هتف أكرم بسخرية :- لا مسيطر ياض عجبتني، أخص عليك من النهاردة لا عاوز أعرفك ولا أعرفها .

وقبل أن تخط قدميه الباب، مسكه ياسين بإحكام مرددًا :- أوقف استنى متبقاش قفل أومال .

نظر له باحتدام وهو يود فصل رأسه عن جسده :- صدقني مش عاوز أصور قتيل هنا فخاف على نفسك .

ضحك بقوة عليه مرددًا :- يا باي عليك لما بتقفل بتبقى حاجة لا تطاق .

ردد بقلة صبر :- بقولك إيه أوعى كدة من سكتي بدل ما أقوم أشقك نصين يا ...يا ياسين.

أردف بإصرار:- أنت فاهم غلط على فكرة، أدخل علشان أفهمك دي أختي على فكرة .

تطلع له ببلاهة ليقول بسخرية :- عبيط أنا صح ! ولا أنت شارب شكلك كدة، قال أختي قال .

رد بصدق :- والله العظيم أختي يا جدع، طيب أعملك إيه علشان تصدق ؟ أدخل يا صاحبي الموضوع طويل ومحتاج قاعدة .

نظر له بتردد ليقول الآخر بمهاودة:- اسمع كلامي وبطل عند بقى خلينا نتكلم وأنت هتفهم كل حاجة.

لمح الصدق في نبرة صوته فاستسلم له ودلف معه وجلسا قبالة بعضهما ليقول أكرم بجدية :- سامعك.

أردف بتشتت:- بص هو الموضوع ملبك ومتلخبط وأنا خبيت عليك علشان لسة مظبطش أموري، بس لما يوصل الأمر لاني اخسرك فهنا لازم أكشف ورقي على الرغم من إن لسة الوقت مجاش لدة بس هقولك .

أردف بغلظة :- يا تتكلم زي الناس يا وليد يا اتكل على الله .

أردف بضحك :- تمام، تمام .

عودة للماضي حيث قبل وفاة والده بأيام، حيث طلب منه أبيه أن يتحدث معه في أمر هام للغاية.
دلف وليد الغرفة وأعطاه الدواء وجلس بجواره يطمئن على صحته، أخذ عابد يسعل بقوة ثم توقف ونظر لابنه قائلًا بتعب :- وليد قرب يا ابني في حاجة مهمة لازم تعرفها .

ملتقى القلوب (الجزء الاول)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن