الفصل الرابع عشر

914 108 42
                                    


ضحكت درية قائلة بمرح :- شكلها الفرحة مش ساعتها فأغمى عليها تاني أما أفوقها بقى .

بعد وقت كانت متيقظة تجلس نصف جلسة ملامحها خالية من أي تعبير يظهر سواء الحزن أو الفرح عليها، تسمع لنصائح والدة زوجها أو بالأصح تتظاهر بذلك، أما عقلها مسافر بعيدا يحلل كيف حدث هذا الأمر ؟
لقد كانت ستذهب للطبيبة لتفحصها لتأخر عادتها الشهرية طوال هذه المدة، ولم تتخيل يومًا أن سبب هذا هو كونها تحمل جنين داخل رحمها .
وكأن تلك الليلة تفرض ذكراها عنوة، لتذكرها مدى الإهانة والوجع الذي تعرضت له حينها، والذي ما زالت تعاني منه إلى يومنا هذا، فالصدمات تلاحقها واحدة تلو الأخرى .

فاقت من شرودها حينما سمعت درية تذكر اسمه قائلة :- يعني حبكت فادي يروح يخلص ورق الجمارك بتاع البضاعة مش كان معانا هنا واحتفلنا بالمناسبة السعيدة دي، على العموم محدش هيقوله إلا لما يرجع بإذن الله خليها مفاجأة، أنا نبهت على جوز المفاعيص ميقولوش حاجة وربنا يستر .

اضطرت أن ترسم ابتسامة مزيفة وكأنها توافقها الرأي، وبداخلها مأتم تتوافد عليه المواجع والسقم، وبعد ذلك انصرفوا لتأتي والدتها التي لم تقل عليهم في الفرح فقد كانت تطير فرحًا، وصاحبة الشأن تموت قهرًا يا لها من معادلة صعبة الفهم .

**********************************

يجري اتصالاته ويتابع أعماله على شاشة الحاسوب المحمول أمامه، وعلى مقربة منه تجلس هي تعض على أناملها بغيظ من هذا البارد الذي لم يفصح عن هويته بعد، ولا يريد أن يتركها وشأنها وفي الوقت ذاته لا يريد أن يؤذيها، إذا من هو ولم يتصرف على هذا النحو ؟ أيحبها بالفعل كما قال ؟ وإن كان الأمر كذلك أين ومتى حدث هذا ؟
يا إلهي ستجن وهو يجلس بكل برود كلوح ثلج تماماؤ اتتها فكرة مجنونة فصرخت فجأة، مما جعله يسكب الماء التي يشربها على ملابسه، وهو ينظر لها بفزع مرددًا :- مالك في إيه ؟

هتفت بغضب وقد فاض بها المطاف :- يا سلام يا أخويا إيه البرود دة ! بقولك عاوزة أمشي إيه ما بتفهمش .

نهض وأخذ يقترب منها قائلًا بتهديد واهي :- أنتِ قد عملتك دي ؟

مالت للخلف حتى التصقت بالأريكة ومسكت الوسادة ووضعتها أمام وجهها تحتمي بها منه وهي تقول بخوف :- عيلة وغلطت يا كبير عديها المرة دي مش هتتكرر .

ابتسم على مظهرها ليقول بصرامة مزيفة :- لا إحنا عندنا اللي بيغلط بيتعاقب .

قالها وهو يعبد الوسادة من عليها، لتصرخ بفزع قائلة :- خلاص والله مش هعمل كدة تاني بس مش تضربني . بقلم زكية محمد

جلس إلى جوارها ومسكها من يديها وردد بحنو :- ممكن تبطلي صويت وتسكتي، أنا استحالة اضربك أنا هنا علشان أكون امانك مش أهدده .

سحبت يدها بعنف مرددة بحدة :- طيب بص كدة يا كابتن إيدي متمسكهاش تاني علشان مينفعش، وثانيا إيه الغموض دة يا عم شارلوك هولمز، ما تقول أنت مين ؟

ملتقى القلوب (الجزء الاول)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن