الفصل الثالث والعشرون

1K 104 22
                                    


أردفت جميلة برجاء وهي تشعر بتنميل في أطرافها:- طارق سيبني أقوم أرجوك .

أبى ذلك معترضا وهو يقول :- أبقى حمار لو سبتك وبعدين يا بت أنتِ مراتي، مش كاتبين كتابنا إمبارح وكلها كام يوم ونتجوز!

لم تجد حلا سوى أن تخفي نفسها فيه إذ احتضنته قائلة بكلمات متقطعة :- طارق أنا ....متبصش كدة ليا.

ضحك بقوة مرددًا بمرح :- حبيبي المكسوف يا ناس .

ردت بهمس وصل لأذنه:- طارق علشان خاطري .

رفع وجهها لتكون في مقابل وجهه وهو يقول بصدق :- عاوزك تعرفي حاجة واحدة بس يا جميلة، أنا لما وافقت على ارتباطي بيكي محدش غصبني على دة، ومبصتش على الشكل أنا عملت كدة علشان اكتشفت إني بحبك ومقدرش أعيش وأنتِ بعيدة عني، عارفة لما كنتي مخصماني كنت في حالة ما يعلم بيها إلا ربنا، فاكرة يوم ما وقعتي في حضني على السلم يومها قلبي دق بشكل فظيع، وكنت متلخبط أوي وحشني كل حاجة بتعمليها يا جميلة مقالبك وهزارك معايا، عاوزك ترجعي زي الأول بس مفيش مانع من الحلويات والقطايف دي .

ضربته في صدره قائلة بتوبيخ :- قليل الأدب.

ردد بضيق :- بقى يا بت بقولك كلام حلو تقوليلي قليل الأدب! دة بدل ما تعزمي عليا بتصبيرة لحد الفرح .

نظرت له بعدم فهم وقالت :- عاوز تفطر ؟ حاضر هروح أعملك فطار .

مسك يدها ليقول بخبث :- أيوة عاوز أفطر أصلي جعان أوي وقدامي طبق مهلبية عاوز يتاكل أكل.

نظرت حولها بغباء لتقول :- مفيش مهلبية هنا يا طارق .

ضحك بغيظ وهو يشير نحو رأسها :- علشان دة قفل مصدي ما بيفهش، وعاوزة تعرفي فين المهلبية حاضر أنا هقولك فينها .

وبلحظة خطف أنفاسها وظل على وضعه هذا حتى سمع صوت شهقة عالية من خلفهم وصوت حاد يقول بتعنيف:- بتعمل ايه يا ابن ماجدة ؟ وقعتك مهببة.

ابتعد عنها بخجل وهو يوزع أنظاره في كل مكان عدا هي، بينما ركضت جميلة نحو أمها تقول بصوت يغلبه البكاء وكأنها تشتكي لها من فعلته :- والله يا ماما هو أنا مليش دعوة .

حدجتها بقوة ومن ثم أردفت بصرامة :- أدخلي جوة .

وبسرعة البرق كانت بغرفتها، فهي في أمس الحاجة للاختفاء من أمامه ومن أمام والدتها بعد الذي فعله، بينما توجهت نعمة نحو طارق وهي تقول بغيظ :- ممكن أعرف إيه اللي أنت هببته دة ؟

بعثر خصلات شعره بحرج قائلًا بابتسامة بلهاء :- عملت إيه يا مرات عمي دي مراتي على فكرة .

ضيقت عينيها لتقول بحنق :- مش قادر تصبر اليومين الباقيين، وبعدين براحة على البت هي مش أدك متخوفهاش.

ردد بوله:- دة أنتِ طلعتي مخلفة دكر بس جواه بسكوتاية مقرمشاية.

ضربته بغضب وهي تقول:- طيب امشي يا واد بدل ما أقول لعمك وهو يعرف يتصرف معاك .

ملتقى القلوب (الجزء الاول)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن