الفصل السادس

855 95 20
                                    

كادت أن تتوقف قلوبهن وهن يتابعن كلام الطبيب الذي تابع بعملية :- عندها دور برد شديد شوية، كتبتلها على أدوية تاخدها في معادها وإن شاء الله هتكون كويسة .

أعطاه الورقة وغادر بصحبة أكرم الذي أخذها ليأتي لها بالدواء .
شعرن بمن قام بسحبهن من بئر عميقة غمرتهم مياهه وكانتا على وشك مفارقة الحياة، فانتشلتهم كلماته التي كانت بمثابة طوق النجاة لهن، يا لها من راحة وما بعدها راحة .

هتفت ماجدة بلهفة مصطنعة :- ألف سلامة عليها يا حج ربنا يعجل شفاها على خير .

هز رأسه بامتنان لها لتنظر هي لنعمة وتشير لها في الخفاء بطرف عينها بأن تفعل المثل، امتثلت لطلبها وأردفت بكلمات مشابهة للسابقة ليرد عليها بنفس الرد .

بالداخل يفترش جسدها الفراش بوهن وجميلة تجلس إلى جوارها قائلة بخوف حقيقي :- حبيبتي ألف سلامة عليكي إن شاء الله طارق يارب .

ضحكت بتعب قائلة :- وايه دخل طارق بس ؟

عضت على شفتيها بقهر قائلة :- اسكتي أنتِ، ما اللي ما يعرفش يقول عدس .

لم تفهم جملتها لتوضح لها بضيق :- الواد دة أرزل واحد شافته عنيا، اه زي ما بقولك كدة عمال يلطش فيا في الطالعة والنازلة .

رددت بفضول واهتمام :- وأنتِ بتعملي إيه ؟

أجابتها بفخر وهي تهندم ملابسها :- بعلم عليه طبعا اومال اسكتله ويسوق فيها ! بشبعه بواني وياما وقعته دة من كام يوم وقعته  في الشارع وكان منظره نيلة خالص .

هزت رأسها بيأس من تصرفاتها الهوجاء وتابعت :- يا جميلة يا حبيبتي أنتِ بنوتة قمراية مينفعش تتصرفي كدة خليكي كيوت .

مطت شفتيها بسخرية قائلة :- بنوتة قمراية وكيوت ! لا أنا مبحبش البنات المسهوكة دي .

طالعتها شهد بنظرات تنم عن عدم الفهم لتقول هي بضجر :- لا أنتِ شكلك هتتعبيني صحصحي معايا كدة، مش كل ما هقول كلمة هتبصيلي بالغباوة دي، أنا هكسب فيكِ ثواب وهديكي دروس في العشوائيات .

هزت رأسها باعتراض قائلة :- لا مش عاوزة أتعلم كدة، أنا اللي هعلمك يا جميلة .

طالعتها بتهكم مرددة بخشونة :- لا يا حبيبتي متشكرين لأفضالك  مش عاوزة أكون طرية زيك كدة، لا يا أختي فوقي وصحصحي معايا دة أنا معلمة على عيال الشارع دة كله .

تراجعت شهد للخلف ببعض الخوف من صياحها العالي، وفي تلك الأثناء دلف صبري الذي ما إن رأى ذلك هتف بصرامة :- أنتِ بتعملي إيه؟ هي قدك دي ؟

أردفت بضحك :- لا يا حج عندك حق، دي بسكوتاية مقرمشة عيني عليك باردة عرفت تنقي .

ضربها بخفة قائلًا :- يا بت بطلي لماضة ويلا هوينا خليها تاخد نفسها شوية منك .

ملتقى القلوب (الجزء الاول)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن