كادت أن تتوقف قلوبهن وهن يتابعن كلام الطبيب الذي تابع بعملية :- عندها دور برد شديد شوية، كتبتلها على أدوية تاخدها في معادها وإن شاء الله هتكون كويسة .
أعطاه الورقة وغادر بصحبة أكرم الذي أخذها ليأتي لها بالدواء .
شعرن بمن قام بسحبهن من بئر عميقة غمرتهم مياهه وكانتا على وشك مفارقة الحياة، فانتشلتهم كلماته التي كانت بمثابة طوق النجاة لهن، يا لها من راحة وما بعدها راحة .هتفت ماجدة بلهفة مصطنعة :- ألف سلامة عليها يا حج ربنا يعجل شفاها على خير .
هز رأسه بامتنان لها لتنظر هي لنعمة وتشير لها في الخفاء بطرف عينها بأن تفعل المثل، امتثلت لطلبها وأردفت بكلمات مشابهة للسابقة ليرد عليها بنفس الرد .
بالداخل يفترش جسدها الفراش بوهن وجميلة تجلس إلى جوارها قائلة بخوف حقيقي :- حبيبتي ألف سلامة عليكي إن شاء الله طارق يارب .
ضحكت بتعب قائلة :- وايه دخل طارق بس ؟
عضت على شفتيها بقهر قائلة :- اسكتي أنتِ، ما اللي ما يعرفش يقول عدس .
لم تفهم جملتها لتوضح لها بضيق :- الواد دة أرزل واحد شافته عنيا، اه زي ما بقولك كدة عمال يلطش فيا في الطالعة والنازلة .
رددت بفضول واهتمام :- وأنتِ بتعملي إيه ؟
أجابتها بفخر وهي تهندم ملابسها :- بعلم عليه طبعا اومال اسكتله ويسوق فيها ! بشبعه بواني وياما وقعته دة من كام يوم وقعته في الشارع وكان منظره نيلة خالص .
هزت رأسها بيأس من تصرفاتها الهوجاء وتابعت :- يا جميلة يا حبيبتي أنتِ بنوتة قمراية مينفعش تتصرفي كدة خليكي كيوت .
مطت شفتيها بسخرية قائلة :- بنوتة قمراية وكيوت ! لا أنا مبحبش البنات المسهوكة دي .
طالعتها شهد بنظرات تنم عن عدم الفهم لتقول هي بضجر :- لا أنتِ شكلك هتتعبيني صحصحي معايا كدة، مش كل ما هقول كلمة هتبصيلي بالغباوة دي، أنا هكسب فيكِ ثواب وهديكي دروس في العشوائيات .
هزت رأسها باعتراض قائلة :- لا مش عاوزة أتعلم كدة، أنا اللي هعلمك يا جميلة .
طالعتها بتهكم مرددة بخشونة :- لا يا حبيبتي متشكرين لأفضالك مش عاوزة أكون طرية زيك كدة، لا يا أختي فوقي وصحصحي معايا دة أنا معلمة على عيال الشارع دة كله .
تراجعت شهد للخلف ببعض الخوف من صياحها العالي، وفي تلك الأثناء دلف صبري الذي ما إن رأى ذلك هتف بصرامة :- أنتِ بتعملي إيه؟ هي قدك دي ؟
أردفت بضحك :- لا يا حج عندك حق، دي بسكوتاية مقرمشة عيني عليك باردة عرفت تنقي .
ضربها بخفة قائلًا :- يا بت بطلي لماضة ويلا هوينا خليها تاخد نفسها شوية منك .
أنت تقرأ
ملتقى القلوب (الجزء الاول)
Romance- لقد وقعت في براثن الذئاب، لجأت إلى أحدهم ليخبرها بمخطط منفعة متبادلة، فتوافقه لتدلف إلى عرين آخر فمتى ينتهي العذاب ؟ أراد الجد أن يقضي على الجشع والطمع المنتشر بين أفراد عائلته، فيبرم معها إتفاق ربما يودي بحياتها إلى الهلاك. - شوهت صورتها فبات يرا...