الفصل العاشر

705 88 29
                                    


وصلت بالأطفال لمنزل أبيها الراحل وطرقت الباب، فتحته والدتها التي استقبلتها بابتسامة سعيدة لتردها إليها بصعوبة شديدة فهي في أقصى حالات الوجع، ولا تريد أن تنفجر الآن لأن هذا ليس الوقت المناسب لفعل ذلك مازال في الأمر بقية .
هتفت والدتها بحب :- تعالي يا ندوش يا حبيبتي كويس جيتي علشان تفطري معايا أنتِ والعيال .

هتفت بهدوء :- لا معلش يا ماما أنا فوت عليكِ علشان أخلي الولاد معاكِ لحد ما أرجع .

قطبت حاجبيها باستجواب قائلة :- ليه خير ؟ هتروحي فين الساعة دي ؟

تلجلجت في الإجابة وهي بين حرب طاحنة، وقالت بصوت حاولت جعله طبيعي قدر الإمكان :- هروح أزور سماح صاحبة سمر الله يرحمها .

أردفت بغرابة :- هتروحيلها دلوقتي ! وايه اللي فكرك بيها ؟ أنتوا العلاقة بينكم شبه مقطوعة .

أردفت بتوتر :- ما أصل إحنا بنتكلم فين وفين على التليفون وأنا رايحالها علشان طلبت مني أروح معاها عند الدكتورة اللي متابعة معاها وقالتلي أجي معاها علشان مامتها مش فاضية، يلا أنا مش هتأخر .

اومأت لها بموافقة لتغادر الأخرى على عجالة، تشق طريقها نحوها وهي تنوي الحصول على المزيد من الأجوبة منها .

استغرق الأمر دقائق لتصل لوجهتها المطلوبة، أخذت نفسا عميقا ثم طرقت على الباب بخفوت، حتى قامت بفتحه هي لتعرفها على الفور ولكنها وقفت تطالعها بتعجب، وسؤال واحد ما الذي أتى بها إلى هنا في هذا الوقت ؟

ألقت عليها السلام وأردفت بجمود :- إزيك يا سماح ؟ فاضية أخد من وقتك شوية ؟

تنحت جانبا ببطنها المنتفخة قائلة :- أتفضلي يا ندى .

ولجت للمكان بتردد لتفهم الأخرى قلقها فأسرعت تقول :- اطمني جوزي مش قاعد نزل شغله من بدري .

تنهدت بارتياح لتأخذها الأخرى للداخل قائلة بترحاب مزيف :- اتفضلي أقعدي يا ندى .

جلست الأخرى بمحازاتها لتقول :- أخبارك إيه ؟ ربنا يكمل حملك على خير وتقومي بالسلامة .

ابتسمت بتكلف وردت بمكر :- عقبالك .

لم تهتم بما قالته وقالت بهدوء :- أكيد أنتِ مستغربة وبتسألي نفسك إيه اللي جابني هنا ؟

ارتعدت فرائسها قائلة بابتسامة مصطنعة :- لا طبعا يا حبيبتي البيت بيتك تشرفي في أي وقت .

صمتت لثوان لتكمل :- انا جيتلك علشان أعرف حاجة واحدة بس يا سماح .

صمتت لتنظر لها الأخرى بتمعن ووجل في الوقت ذاته، لتكمل الأخرى :- عملتلكم إيه علشان تعملوا فيا كدة ؟

هوى قلبها أرضًا لتقول بعدم فهم قاصدة إياه وهي عليمة بكل شيء :- عملنا إيه مش فاهمة !

رددت الأخرى ببعض الحدة :- يعني مش عارفة بجد ؟ اللي عملتوه سوا أنتِ وسمر فيا، سمر الله يرحمها أختي حبيبتي طعنتني في ضهري من غير ما أحس بدة إلا متأخر، ومتأخر أوي كمان، أنا جتلك علشان أواجهك هي معادتش موجودة دلوقتي، جتلك أنتِ تقوليلي ليه ؟

ملتقى القلوب (الجزء الاول)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن