دقائق أخذتها لتستوعب الصدمة، طه الألفي والدها استيقظ لتوه، أي هراء هذا الذي يتفوه به هذا المختل ؟
هذا ما دار في عقلها عندما هتف الطبيب بهذه الكلمات، نظرت لياسين قائلة:- ياسين دة بيقول ايه ؟ دة أكيد اتجنن من بابا الله يرحمه مات من ست شهور .قالت جملتها بضياع وعلى حافة الانهيار، جذبها ياسين من كتفيها برفق قائلًا:- هو لسة عايش بس كان في غيبوبة وفاق منها .
رددت بتيه:- أومال اللي دفناه دة كان مين ؟ لا أنتوا بتكدبوا عليا حرام عليكم لا .
أخذت تصرخ وتبكي بعنف فضمها الأخير وهو يتماسك بشدة، فهو في موقف يحسد عليه وقال بهدوء :- أهدي إحنا مش بنكدب عليكي وعلشان تعرفي إن الكلام صح، الدكتور هيجهزنا دلوقتي وهندخل نشوفه مع بعض .
بعد مدة فتح الطبيب الباب وفحصه جيدًا، وتحدث معه ليجده يجيب عليه وأنه لا يعاني من أي ألم، أبلغه بأن أبنائه في الخارج وهما ينتظران الدخول والاطمئنان عليه .
تعجب طه من قول الطبيب أبنائه وليس ابنته، دلفا سويا يقدمان قدم ويؤخران الأخرى .
ما إن بصرها طه توقفت شهد مكانها وهي تحملق فيه بذهول وشعرت بأن الزمن توقف، أنه أبيها حقًا ينظر لها بابتسامة ويمد لها يده، تقدمت نحوه بخطوات وئيدة حتى وصلت أمامه ومدت يدها المرتجفة تسير بها على قسمات وجهه، علها تتأكد أنها لا تحلم وأن هذا هو الواقع بحذافيره، وبلحظة ألقت بنفسها بين ذراعيه وأخذت تبكي بمرارة في مشهد تدمع له الأعين، حاوطها بذراعيه بوهن فهو لم يستطع السيطرة على كافة أعصابه لطول المدة التي استغرقها في الغيبوبة، وهتف بوهن :- بس يا شهد خلاص أنا أهو معاكي .شددت من معانقته ورغم أن هذا يؤلمه قليلا إلا أنه تركها تفرغ ما بداخلها، إذ رددت بنحيب:- بابا أنت عايش، يعني محدش هيأذيني تاني خلاص .
ابتسم بوهن قائلًا:- اه يا حبيبتي محدش هيأذيكي طول ما أنا عايش وجوايا النفس .
ابتعدت عنه قليلا لتمسك بكفي يده قائلة:- الحمد لله إنك عايش أنا مش قادرة أصدق لحد دلوقتي، طيب إزاي يا بابا ؟ أنا هتجنن.
تدخل مصطفى قائلًا بمرح :- جرا إيه يا شهد ما تدي فرصة لغيرك يسلم عليه، حمدا لله على سلامتك يا باشمهندس طه، الحمد لله إنك رجعت وربنا نجاك من شرهم . بقلم زكية محمد
هتف بامتنان :- الله يسلمك يا مصطفى ليك وحشة كبيرة .
ثم سقطت أنظاره فجأة على ذلك الذي يقف بجوار الباب، ليدق قلبه بعنف وهو يشعر بأنه يرى نفسه عندما كان في مقتبل عمره هكذا، نظر لمصطفى وهو يقول بترقب :- مين دة ؟ردد بابتسامة:- هو يا طه هو .
حبس أنفاسه ذهولا، أبعد كل هذه السنوات يعود إلى حيث موطنه أخيرًا عثر عليه، هتف بتلعثم شديد:- ابني ... ابني ياسين ..
طالعه ياسين بمشاعر متضاربة أهذا الرجل الماثل أمامه هو من المفترض أن ينعته بأبي وليس أحد آخر ؟
هتف طه بلوعة :- قرب يا ابني...قرب يا ياسين عاوز أتأكد إنك حقيقة مش حلم .
أنت تقرأ
ملتقى القلوب (الجزء الاول)
Romance- لقد وقعت في براثن الذئاب، لجأت إلى أحدهم ليخبرها بمخطط منفعة متبادلة، فتوافقه لتدلف إلى عرين آخر فمتى ينتهي العذاب ؟ أراد الجد أن يقضي على الجشع والطمع المنتشر بين أفراد عائلته، فيبرم معها إتفاق ربما يودي بحياتها إلى الهلاك. - شوهت صورتها فبات يرا...