الفصل الأول

2K 117 34
                                    

هذه ليست أولمبياد فرنسا وهي تود أن تحصل على المركز الأول من أجل نيل الميدالية الذهبية، ولكن هنا الأمر يختلف إن توقفت عن الجري ستنتهي حياتها، كادت أن تتوقف أنفاسها من فرط الجهد، ودقات قلبها كالطبول تنذر بأن القادم ليس بهين، تعدو في الطرقات دون هوادة، تلتف خلفها لتتحقق ما إن هولاء الذئاب الضالة التي تود الفتك بها هل تلحقها أم لا ؟

باتت متأكدة إن لم تنتهي حياتها على يدهم، ستتوقف بسبب الهلع الذي يتملكها، تساقطت دموعها بضعف وهي لا تدري أين المفر ؟

بنظرات خاطفة اهتدت إلى إحدى العمارات المهترئة، والتي وصلت لها وسط سباقها الذي تخوضه منذ ساعات، فلم يكن هناك مجال للتوقف وانما الاستمرار بالهرب وإلا ستلقى حتفها، ولجت بداخلها بسرعة الريح، وصعدت السلالم وطرقت أول شقة قابلتها بعنف تحث من بداخلها على أن يهرعوا لإنقاذها .

فُتح الباب وظهر هو بعد أن اعتراه القلق بسبب الطرق العالي، والذي لا ينذر سوى بكارثة . ما إن رأته هتفت بكلمة واحدة قبل أن تجثو أرضًا فاقدة الوعي بعد أن انهكها التعب :- إلحقني .

بالخارج عادوا أدراجهم بعد وقت طويل قضوه في البحث عنها، أربد وجهه وهو يطلق السباب البذيء من لسانه الكريه، وهو يتوعد لها بأنه لن يرحمها ما إن تطولها يده، وأن لا تظن بأن بهذا قد نجت منه .

عاد رجلين آخرين من رجاله من إحدى الشوارع التي أمرهم بالبحث فيها عنها، وأخبروه بأنهم لم يعثرا عليها . استشاط غضبًا وأطلق صرخة عالية تحمل الكثير من المقت والوعيد .

رجع وصعد لسيارته فصدح هاتفه بالرنين، وما إن رأى المتصل أجاب على الفور حيث أتاه رد الطرف الآخر قائلًا بلهفة :- ها لقيتها ؟

جز على أسنانه بعنف قائلًا باحتدام كاد أن يحرق السيارة بمن فيها :- لا هربت بنت ال **** لكن هتروح فين مسيري هلاقيها وساعتها مش هرحمها .

هدر الآخر بعنف :- نعم ! أنت بتهزر البت دي تلاقيها وإلا كلنا هنروح في ستين داهيه .

قطب جبينه بحنق زافرًا بضيق وتمتم بغل :- هنلاقيها يا بابا ما تقلقش مش هرتاح إلا لما أجيبها راكعة تحت رجلي .

أردف بصرامة :- المهم عندي اللي شافته دة ميتعرفش حتى لو كان بموتها .

ردد بعبث وقد تلاعبت أفكاره الدنيئة نحوها، والتي لم يصل لتحقيقها لصدها الدائم له :- بس توقع تحت أيدي في أقرب وقت .

هز رأسه بموافقة واردف على عجالة من أمره :- طيب سلام، ومتنساش اللي قولتلك عليه .

بعد وقت انتفض الجميع إثر صرختها المدوية التي هزت الأرجاء، أسرعت الزوجة وابنتها للغرفة المتواجد بها الفتاة الغريبة التي دلفت عليهم فجأة، وجدوها تتلوى وكأنها في حرب طاحنة، جلست الفتاة سريعا واحتضنتها بقلق وأخذت تربت على رأسها بحنو قائلة :- متخافيش أنتِ هنا في أمان، متخافيش فتحي عنيكِ .

ملتقى القلوب (الجزء الاول)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن