شعرت بنظراتهم كما لو أنها رصاص حي أضرموه عليها فأصابها في أماكن متفرقة، كادت أن تفقد وعيها فهي وحيدة في معقلهم والكثرة تغلب الشجاعة، نهرت نفسها على موافقتها إياه فما ظنته شيء وما هو على أرض الواقع شيئاً آخر، كما لو أنهم وحوش سيلتهمونها في أقرب فرصة، ولكن القرار الذي اتخذته يحتم عليها أن تضع كل الخوف جانبًا وأن تظهر فقط البسالة، ظلوا يتبادلون النظرات فيما بينهم لدقائق وكأنهم في كابوس مزعج قد زار منامهم، قاطع ذلك الصمت الرهيب تقدم جميلة لتقف قبالة جدها قائلة بمزاح :- الله يا حج صبري إيه الحلاوة دي وقعت عليها فين دي يا خلبوص ؟كادت أن تخرجه من طور جديته وثباته تلك البلهاء إذ قام بضربها على رأسها بخفة قائلًا :- احترمي نفسك يا بنت، بتكلمي عيل ولا إيه ؟
أردفت بتذمر :- يوه يا جدي بهزر معاك المهم بقى عرفنا على المزة اللي وراك دي .
جعد أنفه بضيق من كلماتها تلك، ليردد بتهديد :- جميلة لمي الدور أحسنلك وعلى العموم دي شهد زي ما قولت ولا اتطرشتي مسمعتيش .
انطلقت كالقذيفة واحتضنتها بود وعفوية قائلة بترحاب :- يا اهلا وسهلا بيكِ يا مرات جدي يا عسل .
ابتعدت عنها قليلا لتبادلها ابتسامة مهزوزة وهزت رأسها دلالة على الامتنان بينما راحت جميلة تثرثر :- بصي متقلقيش أنا هعرفك على كل فرد في العيلة وأنا هبقى صحبتك قولي إن شاء الله .
كان الأغلبية يحدجونها بغيظ فبدلا من أن تقتلع جذور شعرها تقوم بمعانقتها على هذا النحو .
هتف فادي بصوت خافت ولكنه مسموع لمن بجواره :- أخص عليك يا جدي مش كنت أنا أولى بالعسلاية دي، مش هنسهالك يا جدي .ضربه طارق في بطنه قائلا بغضب مكتوم :- أخرس يالا إيه اللي بتقوله دة .
كتم ألمه قائلا بهمس :- يا عم يعني عاجبك عمايل جدك دي، لا أنا الصنف دة معداش عليا قبل كدة ، الله يسامحك يا درية عاوزة عاوزة تلبسيني في حيطة سد .
ضحك طارق بخفوت وردد :- ياه أخيراً هنشوف بنات في العيلة اللي كلها رجالة دي، وخصوصاً الأستاذ جمال دة يا بخته عمال يحضن فيها براحته .
ردد فادي بهمس يرد له كلماته :- بس أخرس لأحسن أكرم يسمعك ويقوم عليك .
تحدث الجد بنبرة جدية لا تقبل النقاش :- شهد مراتي ليها زيها زيكم هنا، واللي هيتعرضلها هقفله أظن كلامي مفهوم .
أومأ أبنائه بدهشة وغضب ليبدأوا في الانصراف بسخط واحدًا تلو الآخر، حتى تبقوا هم بدأت تفرك أصابعها بتوتر ملحوظ ليردد هو بلطف :- اقعدي يا شهد واقفة ليه، من النهاردة البيت دة بيتك اتصرفي فيه زي ما أنتِ عاوزة، ودلوقتي في شوية اساسيات هنتفق عليها .
هزت رأسها بموافقة لتبدأ في الاصغاء له باهتمام .بالأعلى قامت القيامة في جميع المنازل الخاصة بآل صبري، حيث هنا في مكان نزوره لأول مرة بشقة أحمد، أخذ يدور في الصالة كالمجنون، بينما تجلس زوجته تغلي بغضب هي الأخرى، صرخ بغضب :- إزاي بس إزاي ؟
أنت تقرأ
ملتقى القلوب (الجزء الاول)
Romance- لقد وقعت في براثن الذئاب، لجأت إلى أحدهم ليخبرها بمخطط منفعة متبادلة، فتوافقه لتدلف إلى عرين آخر فمتى ينتهي العذاب ؟ أراد الجد أن يقضي على الجشع والطمع المنتشر بين أفراد عائلته، فيبرم معها إتفاق ربما يودي بحياتها إلى الهلاك. - شوهت صورتها فبات يرا...