سقط فؤادها أرضًا حينما أدركت خبث نواياه، انكمشت بخوف ورعب شديدين وعقلها يصور لها بشاعة ما سيحدث لها على يده، أقترب هو وأطلقت هي صرخة مدوية مصحوبة بقهر العالم أجمع لما تحمله من ضعف وقلة حيلة .
في نفس الوقت وقع الحارس الموجود بالخارج إثر تلقيه ضربة مفاجئة من قبل رجال آخرون أتوا واقتحموا المكان، دلفوا للداخل حينما سمعوا صرخات أنثى فعلموا أن هدفهم المطلوب يقبع بالداخل، هرول كبيرهم ناحية ذلك الحقير الذي كان على وشك تدنيسها، ركله بقدمه وأطاحه بعيدًا عن مرماها، قام بنزع الحاكم الخاص به ومده لها وهو ينظر للجانب الآخر قائلا:- إلبسي دة .
وحينما وجدها لا تمد له يدها اضطر إلى أن ينظر لها فصُدم حينما وجدها مكبلة، أخذ البقية هذا الخسيس ورموه بالخارج وانتظروا رئيسهم ريثما ينتهي، أما هو جلس يفك تلك القيود وبعد أن حل وثاقها أردف بحزم :- إلبسي الجاكت وأطلعي ورايا بسرعة مفيش وقت هستناكي برة .
اومأت بسرعة وهي توافقه الرأي وهي لا تعرف من هو ولكن كل ما يهم أن تخرج من هنا سالمة .
ارتدته والتقطت حجابها تلفه حول رأسها بإحكام ومن ثم خرجت، لتجده يقف مع مجموعة من الرجال ضخام البنية، تطلعت لهم في ذعر فأسرع يقول بنبرة لينة :- متخافيش أنتِ في أمان بس تعالي معانا نطلع بسرعة من هنا قبل ما يعرفوا بوجودنا .وحينما وجدها تقف ثابتة جذبها من يدها وأسرع يهرب بها من هذا المكان، ينفذ أوامر رب عمله وسيعود بها إليه كما أمر، بعد دقائق كانت تجلس في المقعد الخلفي وهو يقود السيارة متوجهًا بها إلى حيث وجهة الآخر.
سألته برهبة وهي تضم الجاكت حولها بإحكام:- أنت مين ؟ وهتوديني على فين ؟
أجابها بتهذب :- هوديكي فين هتعرفي كمان دقايق، أما أنا مين فأنا عبد الرحمن البودي جارد الخاص بالشخص اللي باعتني ليكي .
قطبت جبينها بغرابة قائلة:- تقصد جدو صبري وأكرم ؟
قطب جبينه بعدم معرفة مرددًا:- معرفش بتتكلمي عن مين بس حضرتك إرتاحي على ما نوصل ومتقلقيش .
التزمت الصمت ومازال القلق يرافقها فهي لا تضمنه هو الآخر، ولكن هدأت قليلًا فإن كان يود إلحاق أضرار لها ما كان أنقذها من هؤلاء السفلة .
وبمرور الوقت غفت رغمًا عنها من خلال التعب الذي تعرضت له، وعلى مقربة من آذان الفجر وصل هو للمطار ينتظر قدوم الطرف الآخر، والذي ظهر وهو يركض بسرعة وما إن وقعت عيناه عليه أسرع من خطواته حتى وصل إليه قائلًا بلهفة :- هي فين ؟ هي كويسة مش كدة ؟هتف بعملية :- اطمن هي كويسة وقاعدة في العربية بس نايمة. بقلم زكية محمد
أسرع يفتح الباب وما إن رآها خفق قلبه بسرعة عالية، ومشاعر جديدة غزت أعماقه لا يصدق أنها أمامه ثانية بعد أن ظن أنه لن يجدها، انتبه لملابسها الممزقة ليهتف بحدة :- حصلها إيه ؟ مش أنت قولت إنها كويسة، عمل فيها إيه انطق ؟
أنت تقرأ
ملتقى القلوب (الجزء الاول)
عاطفية- لقد وقعت في براثن الذئاب، لجأت إلى أحدهم ليخبرها بمخطط منفعة متبادلة، فتوافقه لتدلف إلى عرين آخر فمتى ينتهي العذاب ؟ أراد الجد أن يقضي على الجشع والطمع المنتشر بين أفراد عائلته، فيبرم معها إتفاق ربما يودي بحياتها إلى الهلاك. - شوهت صورتها فبات يرا...