«1»

5.8K 98 17
                                    

في إحدى الأماكن الغريبة التي تبدو كساحة قتال نجد ذاك المُلقب بزعيم الشر "إبليس" يشاهد بعض تمرينات رجالِه من مكان بعيد فلا يحق لأحد رؤيته إلا عند الضرورة القسوة وإذا ما حدث وقابله أحدهم لا يرى منه أي شيء حتي وجهه لم يره أحد قط
-بقولك إيه يا صقر روح خليهم يخلصوا تمريناتهم دي بقى ويشوفوا شغلهم وقت تمرينهم خلص وابعت الباقي
-حاضر يا زعيم
ذهب "صقر" وأخبرهم بأن يعودوا إلى عملهم وأخبر الباقين أن يذهبوا لبدأ تمريناتهم استمع "إبليس" لصوت رنين هاتفه فابتسم بخبث عندما رأى اسم المتصل، وقال:
-قالوا لي إنك عايزني
قال الآخر:
-عملت إيه في الموضوع اللي اتقفنا عليه؟
-كله تمام سمعت انهم هيبعتوا الشحنة يوم*** طبعًا الموضوع هيكون سهل لأن الميناء اللي هناخد منها الشحنة بعيدة ومفيش عليها رقابة كبيرة ومعظم اللي هناك رجالتي يعني كله تحت تصرفي
أجابه "إبليس" فقال الآخر:
-خلاص كده كله تمام بقول لك إيه في واحد بيدور ورانا ابعت حد يجيبه لينا ويا اما يشتغل معانا يا اما نخلص عليه رجالتي جابوا الموقع بتاعه بس مش عارفين يوصلوا لاسمه.
-تمام.
قال المدعو "ذئب" وصمت قليلًا ثم تابع:
-مش هنتقابل؟
-هنتقابل في العملية الجاية دي عملية خطيرة وأكبر عملية لينا لازم احنا اللي نشرف عليها بنفسنا

______________

في إحدى الفيلات الجميلة على شاطئ الإسكندرية تجلس تلك الجميلة مع أخيها يؤديان تمريناتهما الصباحية، قالت ممازحةً:
-كده لسه 50 ضغط كمل يا أستاذ
جلس أرضًا مرهقًا وقال:
-خلاص مش قادر
-أنتَ مفطرتش صح؟
سألت بشكٍ فقال بتوتر:
-مكنتش جعان فقُلت اتدرب معاكِ الأول وبعد كده نفطر سوا
-100 مرة قُلت ظروفك غير ظروفي، قوم افطر يلا
قالت بصرامة فأجابها:
-مش هفطر غير معاكِ
هزت رأسها بإيماءة بسيطة دلالةً على موافقتها، فقال بغرورٍ مصطنع:
-طبعًا لازم توافقي أنا إنسان لا يقاوم أصلًا، اتفضلي يا أنسة آية
ضحكت قائلةً:
-شكرًا علي بيه بنفسه لا ده كتير والله

"على المائدة"

-مالك يا آية؟
سأل "علي" بشك فأجابته بابتسامة مرتبكة:
-مفيش يا حبيبي
أومأ لها بعدم تصديق أما هي فكانت تنظر له بين الفنية والأخرى وبعد وقت ليس بكثير كسرت حاجز الصمت وهي تقول بارتباك:
-علي بصراحة أنتَ لازم تسافر القاهرة لأن بابا تعبان جدًا وزي ما أنتَ عارف هو مش عايز يشوفني ولو شافني هيتعب أكتر
أومأ لها بقليل من الحزن ثم قال:
-هطلع أجهز شنطتي
-جاهزة
-كمان طيب هتوصليني ولا اشوف حد يوصلني
-يلا

____________

"في المطار"

أوصلته إلى هناك وانتظرت حتى اطمأنّت أنه ركب طائرته أما على الطرف الآخر كان يسير على بلاط مطار الإسكندرية ويتحدث في الهاتف، قائلًا:
-آه وصلت
-طيب هتعمل إيه
ساله الشخص على الطرف الآخر فأجابه بسخرية:
-هعمل حواجبي، إيه السؤال الغبي ده!
-طب يا يزن بيه متتعصبش عليا
-خلاص أنا..
خلال سيره وانشغاله بالحديث اصطدم بفتاة ما فسقطت على الأرض، من هي لتقف أمام هذا الطويل ذا الجسد المعضل الضخم والكتفان العريضان، قالت وهي تكفكف دموعها:
-أنا آسفة جدًا مخدتش بالي
مد يده لها وساعدها على النهوض تمعن في ملامحها الباكية قليلًا، وأردف:
-أنا اللي آسف أنا اللي وقعتك أنتِ بخير
التفتت إليه بابتسامة وكادت تتحدث لكن سرعان ما تلاشت تلك الابتسامة عندما رأت عيناه نظرت له بصدمة، وقالت في نفسها:
-إيه ده نفس العيون!
طال صمتها فقال:
-يا أنسة يا أنسة أنتِ يا حَاجّة
نظرت له باستنكار وقالت:
-حَاجّة أنتَ عبيط ولا إيه
طالعها بغيظ هاتفًا:
-ما تحترمي نفسك يا بتاعة أنتِ ما بكلمك بقالي ساعة مش بتردي
تنهدت بنفاذ صبر وانحنت تأخذ هاتفها من على الأرض قائلةً:
-أنا بخير شكرًا
هو الآخر فعل نفس الشيء وذهب كل منهم لإكمال يومه

خطايا الظل✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن