«11»

528 29 2
                                    

خرجت الطبيبة بعد بعض الوقت وقلّبت نظرها في وجوههم تتبين الذعر البادي عليهم فوقفوا جميعًا واتجهوا إليها ليطمئنوا على حال "آية" والصغير أنزلت القناع الطبي وتنهدت ثم قالت بابتسامة:
-الحمد لله على سلامتها الحالة كانت متعسرة شوية بس الحمد لله هي بخير هتفضل هنا تحت المراقبة يومين أو تلاتة بالكتير عشان النزيف اللي حصل لها ودا كان نتيجة ضغوطات عليها يا ريت متزعلش أو تتحط تحت أي ضغط أنتم لو كنتم اتأخرتوا شوية كنا ممكن نفقد الأم أو الجنين بس الحمد لله الطفل كمان بخير احنا وديناه الحضّانة عشان نتطمن على صحته بحيث إنه اتولد في الشهر السابع
تنهد "فهد" براحة وأردف:
-طيب أقدر أشوفها
أومأت الطبيبة قائلةً:
-هي لسه مفاقتش من تأثير المخدر بس عادي
أومأ لها ورنا لأخيه وقال:
-روّحوا وتعالوا كمان شوية
اقتربت "ضحى" وتشبثت بقدمه وهي تقول بفضول وعيونها تلمع ببراة:
-عايزة أشوف البيبي
اقتربت "سلمى" هي الأخرى وقالت بطفولية كأختها:
-وأنا Please
قال "فهد" بنفاذ صبر:
-بتقول في الحضّانة اوديكم ازاي أنا
قال "علي" بهدوء:
-أنا هروح أشوف بابا لحد ما آية تفوق بما إننا هنا
اقتربت "ضحى" منه قائلةً:
-هاجي معاك ولما ارجع هشوف البيبي يا فهد
قال "فهد" بلامبالاة:
-ماشي
احتضن كفها الصغير بيده وذهبا سويًا لرؤية والده بينما تلك الطفلة الكبيرة نظرت له وقالت:
-عشان خاطري اسأل أي حد أنتَ مش عايز تشوف ابنك دي أول مرة تبقى فيها أب
نظر لها وقال بهدوء عكس النار المشتعلة بصدره:
-آية أهم
قالت بسخرية:
-خليك فاكر بقى عشان لما يكبر هقول له وابقى وريني هتصالحه ازاي
أخرجت لسانها له وأولته ظهرها فهتف بها ضاحكًا:
-راحة فين طيب
-هشوف حد يوديني
وقبل أن تخطو أول خطوة لها وجدت ممرضة تأتي إليهما وتحمل طفل بين يديها تارة تنظر له وتبتسم وتارة أخرى تنظر لهما هتفت بسعادة وهي تراها تقترب:
-حبيب عمته
قُرعت الطبول داخل صدره ما بين قلقٍ وارتباك وسعادةٍ لا توصف لقد صار أبًا لتوه اقتربت الممرضة وقالت:
-مُبارك يتربى في عزك
انهت حديثها وذهبت بينما كان ينصت لها وهو ينظر لصغيره قربه منه قليلًا وأدنى وجهه وطبع قبلة على جبينه فابتسم الصغير وكأنه يعرف أن هذا والده ضحك "فهد" بسعادة واقترب من أذنه ثم أذن فيها
كانت قد ذهبت لتطمئن على زوجة أخيها ثم عادت واقتربت منه فور أن انتهى وقالت وعيناها تبرق بلمعان غريب:
-عايزة اشيله وآية فاقت وعيزاك
قربه لصدره ورفض أن يعطيها إياه فها هو قد صار أبًا أهذا هو الشعور الذي كان يحادثه جاسم عنه دائمًا يا إلهي كم هو رائع قال وهو يسير تجاه غرفة زوجته:
-لا وتعالي ورايا
نكزته في ظهره قائلةً بغيظ:
-أنتَ رخم على فكرة ما كنت عايز مراتك وهو مش مهم إيه اللي اتغير
لم يعِرها أي اهتمام وقال وهو يبتسم للصغير:
-اللي اتغير إني بقيت أب
_________

خطايا الظل✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن