«25»

333 19 0
                                    

-أنا فرحانة عشانك أوي
هتفت بجملتها وهي تحيط خصره بيديها فتحول صراخه عليها منذ قليل لدهشة وتساؤل نظرت له وتابعت مجيبةً على تعبيراته المستفسره:
-لمعة السعادة فيعينيك لما شوفتها، الابتسامة اللي اترسمت تلقائي لما دخلت، وجودها حواليكِ قادر يخرجك من كل الحزن اللي أنتَ فيه، فرحانة عشان أنتَ نورت لما اتكلمت معاها اتمنى تفضلوا حلوين سوا دايمًا
أنهت كلامها وهي تضع رأسها على كتفه وتشدد من حِصارها على خصره فطبع قبلة على شعرها قائلًا بعيون تلتمع عشقًا لربما تُخرج قلوبًا الآن:
-تعرفي إني بحبك
-وأنا بحبك أكتر مما تتخيل لحدود مش موجودة أصلًا
دفنت رأسها بكتفه تحاول أن تواري تأثرها، هي أيضًا اشتاقت لوالدتها التي فارقتها في العاشرة من عمرها، حتى وإن كان السبب يجلس بينهم الآن إلا أنها تلقي بكامل اللوم على والديها! لِمَ كانت والدتها هشة بهذه الطريقة؟ لِمَ لَمْ تقاوم من أجلها؟ لِمَ لَمْ يحاول والدها البحث عنها وإعادتها؟ ألهذه الدرجة كان زاهدًا فيها!
-اسكتي يا رخمة
كان هذا صوت "علي" الذي قرص ذارع "سلمى" بغيظ فتأوهت وهي تسبه بصوتٍ خفيض سمعه وردت له قرصته تلك وقالت:
-لمّا أنا رخمة أنتَ إيه؟
نظرت "جميلة" لجهة اليمين فوجدت "فهد" "وآية" يتهامسان ويضحكان فحمدت الله وسألته أن يجعل حياتهم عامرة بالحب والتفاهم دائمًا.
قلبت عينيها للجهة الأخرى ليتسنى لها النظر لابنها الأصغر وزوجه كانا يـ.. ما هذا أتجلس وسط أطفال! في الواقع هما طفلان كبيران، يبدوان كالقط والفأر بتصرفاتهما هذه، دعت ربها أن يهديهما فربما هناك خلل بعقليهما.
يؤسفُني اخباركِ سيدة "جميلة" أن جميع من بالغرفة أطفال عداكِ يا ذات العيون الزرقاء
مر الوقت ورحل الجميع بعد الكثير والكثير من الجدال حول من سيبقى مع "علي" اليوم وبالنهاية توصلوا لبقاء "جميلة" رفقة ابنها وعودة الجميع للبيت فعليهم نيل قسطٍ من الراحة
____________

مر الوقت حتى أصبحت الساعة الرابعة فجرًا وكزته في كتفه عدة مرات متتالية وهي تقول:
-هشام.. قوم
همهم لها بنعاس ولم تبدر منه أي إشارة على أنه استيقظ أو يسمعها من الأساس أعادت إيقاظه برفق وهي تقول برجاء وتشعر أنها تكاد تموت وجعًا:
-هشام.. الله يوفقك قوم حبيبي
هزته بعنف قليلًا ففتح عينه نصف فتحة قائلًا بنعاس وبحه رجولية خشنة أثر النوم:
-في إيه
-بولد
قالتها وهي تبكي أثر الألم الذي تشعر به فقال بنعاس وهي يحتضنها معاودًا النوم:
-بتولدي إيه بس نامي يا حبيبتي لسه شهرين
صرخت به بعنف وانهالت عليه بسيل من الشتائم قائلةً:
-لك قوم الله لا يوفقك، يلعن الساعة اللي اتجوزتك فيها يا واطي
اعتدل في الفراش وظل يرمش بعينيه قليلًا وهو يستمع لها في محاولة استيعاب ما تقوله هذه المجنونة مَن الذي يُشتم؟ أهذا كابوس؟ أفاقه من تفكيره صراخها ولا زالت تسبه إذًا هو واقع لم تهدأ بل بدأت تضربه أيضًا أمسكها من يدها وصرخ بها لتصمت فأجفلت وظلت تنظر له والدموع لا تزال عالقة بأهدابها الطويلة:
-زينة أنتِ بتولدي بجد
أجابته بصرخة عالية شقت سكون الليل ثم سقطت بعدها مغشيًا عليها فوقف سريعًا يدور بالغرفة ذهابًا وإيابًا بفزع ماذا يفعل ارتدى كنزته سريعًا وبدل لها ثيابها فتوسعت عيناه بصدمة وهو يرى دماءها تغرق الفراش نظر لها بصدمة ثم للدماء على يده وركض حاملًا إياها للخارج خارج الشقة كان "فهد" يقف أمام الباب ولم يكد يطرق الباب حتى خرج هشام ووجهه شاحب بهذا الشكل ولم ينطق بشيءٍ سوى:
-هيروحوا مني
ردد جملته بهستريا وهو يحملها بين يديه ونظراته زائغة وعقله مُشتت حتى أنه نسي إغلاق الباب خلفه دلف "فهد" سريعًا وحمل "حور" لشقته تاركًا إياها جوار "أبرار" وأسرع خلف "هشام" الذي كان على وشك الرحيل أعاده جوار زوجته وقاد السيارة ليذهبوا للمشفى.
___________

خطايا الظل✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن