«20»

383 21 0
                                    

مر اليوم على أبطالنا بحلوه ومره منهم الغاضب ومنهم الحزين وهناك السعيد ومنهم الخائف كما منهم المطمئن.
لم يستطع "هشام" رفض طلب زوجته ولا ابنته وأخذهم في جولة في القاهرة.
بينما "علي" لا يستطيع إخفاء غيرته فداخله يحترق لكن ما طمأنه قليلًا هي نظرة "هشام" لزوجته يبدو أنه يحبها وكذلك نظرته "لسلمى" فهي تخلو من أي مشاعر ليس الكسابق كانت تلمع بحب.
عن "جاسم" فقد كان يحاول فهم ما حدث مع ابنه لتصفعه "ضحى" هكذا وقد توصل بالنهاية للسبب الوحيد الذي يجعلنا سعداء وتعساء في نفس الوقت إنه الحب.
أما "فهد" فكان يحاول بشتى الطرق أن يطمئن "آية" أنه بخير يعلم ما هو شعورها لقد جربه تلك الليلة بالمشفى يوم القبض على "ذئب" وكذلك في ولادتها كلتا المرتين كادت تموت والسبب حزنها على والدها.
"عمرو" كان نائمًا ولم يبالي بما حدث معهم أو بالأحرى لم يفهم أي شيء فهو لم ينم ليومان بينما "آلاء" ظلت مع "عائشة" تُريها ما اشترته لها من ملابس وألعاب ثم ذهبتا في ثبات عميق
الأطفال كل منهم يشغل تفكيره شيء "يزن" يحاول إرضاء "آدم" الذي يأبى التحدث إليه وفقط يبكي بغرفته بعيدًا عن الجميع لذا أصر "يزن" أن ينام معه الليلة.
"عائشة" كانت سعيدة بعودة والديها فدائمًا ما يلهيهما العمل عنها يراودها دائمًا هذا السؤال "لمَ لا تبقى والدتها معها كالباقيات هل العمل أفضل من البقاء معها".
"حور" أيضًا كانت سعيدة بالخروج مع والديها فهذه الرحلة الأولى لها بمصر انبهرت بكل شيء رأته فكم هي رائعة القاهرة ليلًا.
"أبرار" كانت تبكي كلما رأت والدتها تبكي كانت تجلس على فراشها تبكي بصمت وفي كل مرة كان "يزن" معها يطمئنها لكنها وحيدة الليلة وخائفة أيضًا وما من أحدٍ هنا ليطمئنها فُتح باب الغرفة على حين غفلة منها فصرخت بفزع وجدته والدها عادت تبكي من جديد فهرول لها وقال بقلق:
-مالك يا أبرار في إيه يا بابا
ارتمت بحضنه وتشبثت به وظلت تبكي تمامًا كما تفعل "آية" عندما تخاف من شيءٍ ما ربت على ظهرها قليلًا لتهدأ لكن ما من فائدة لاتزال تبكي حملها إلى غرفته عل "آية" تتصرف.
كانت نائمة بعمق فعض على شفته بقوة ماذا يفعل يوقظها أم يتركها؟ وفرت عليه عناء الاختيار واستيقظت فزعةً تصرخ باسمه اقترب منها وعانقها هي الأخرى فزاد بكاء "أبرار" وهي ترى والدتها تبكي لم يعرف ما الذي يتوجب عليه فعله أيبكي معهما أم يلطم صدغيه مما يعانيه هذه الفترة؟ تنهد وربت على ظهر "آية" وقبّل رأسها وهو يقول:
-مالك يا حبيبتي
-كابوس
طوقها بيده وقال بهدوء:
-طب اهدي مجرد كابوس وراح لحاله ومفيش حاجة وحشة
نظرت له بأعين دامعة وقالت بحرقة:
-أنتَ ليه عايز تسبني
شدد على عناقها وقال:
-أنا مش عايز اسيبك يا حبيبتي أنا معاكِ اهو
نظرت له بعيون دامعة وقالت برجاء:
-فهد بالله اوعى تعملها
هز رأسه بنفيٍ وهو يقبض على خصرها بقوة كادت تهشم عظامها لكنها لم تمانع ولم تتألم حتى كانت تحاول إشباع نفسها منه واقناع عقلها أنه هنا وسيظل هنا
نظر لابنته عندما لاحظ صمتها فوجدها تتابع حديث والديها وهي تنظر لهما ببراءة بعيونها الزرقاء المشابهة لوالدها وتشهق شهقات لطيفة متقطعة قبل جبينها هي الأخرى وقال:
-وحبيبة قلبي زعلانة ليه
قوست شفتيها وقالت:
-عدي قال هيضربني عشان يزن ضربه وكان هنا من شوية عايز يضربني أنا شوفته
ابتسم "فهد" وقال:
-ده حلم وحش يا بابا
ثم تابع وهز يرفع حاجبه:
-وبعدين مين يقدر يمد إيده على أميرتي ده أنا اقطعها قبل ما يفكر
ثم قبل جبينها وقال:
-يلا ننام بقى
أومأت له فوضعها بالفراش نظرت له ببراءة ألن يعيدها لغرفتها؟ فابتسم وقبل وجنتها وقال:
-لحد ما يزن يرجع هتنامي معايا
-مش عايزاه يجي
ضحك عليها والديها وأردفت "آية" وهي لاتزال بحضن زوجها:
-بتحبي بابا أكتر
أومأت لها بلطف فقال "فهد":
-طيب أنا ولا ماما
عانقت والدتها وقالت:
-ماما
ابتعدت" آية" عن "فهد" حتى تستطع معانقة ابنتها وقالت:
-يا روح قلب ماما
دفعها "فهد" بخفة وقال بضيق مصطنع:
-قومي من هنا يلا
تشبثت بوالدتها وقالت تغيظ والدها:
-أنا هنام مع ماما أصلًا امشي أنتَ
رمش بصدمة وقال:
-أنا بطرد من أوضتي بجد ولا أنا بتخيل
ضحكت "آية" عليهما وقالت:
-لا بجد
رفع حاجبه وقال متصنعًا الغضب:
-طب أنا ماشي بقى وناموا لوحدكم
صاحتا به معًا:
-لا لا خلاص
لمَ كل هذا الفزع؟ لم يكن ليرحل على أي حال
___________

خطايا الظل✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن