«23»

351 19 0
                                    

كانت تجلس جواره بينما هو يضع رأسه على كتفها ويداعب أصابعها بيده تلك الضحكات الرنانة التي كانت تصدع في الغرفة منذ قليل هدأت وحل محلها ابتسامة هادئة قال بهدوء ممازحًا:
-يعني مش أنتِ اللي حرقتيها
ضحكت برقة وهزت رأسها نافيةً:
-لا الفرن اللي عملها بالشكولاتة
ضحك قائلًا:
-طباخة فاشلة
نظرت له وقالت:
-حاسة إني بتهزأ
ضحك قائلًا:
-حاسة مش متأكدة
ابتعدت قليلًا ونظرت له رافعةً أحد حاجبيها وهي تقول:
-أنتَ هتحترم نفسك ولا لاء
هز رأسها نافيًا فقالت باستنكار:
-والله
هز رأسه بالإيجاب عندما رأها تقترب منه ووضع يداه على وجنتيه وقال:
-خلاص خلاص
انفجرت ضحكًا وقالت:
-مش هعضك
أفاقت من شرودها على صوته الهامس، كل هذا كان من نسج خيالها أيعقل! رفعت وجهها من بين كفيها ونظرت له بصدمة فقال بوهن:
-مالك
تجمعت الدموع في مقلتيها وانفجرت في بكاء مرير وصاحت به:
-أنتَ بتعمل فيا كده ليه مش هتبقى كويس بقى طب بص لو عايزني أمشي همشي والله بس بالله كفاية والله حرام عليك نفسك
هز رأسه نافيًا وقال:
-بس أنا مش عايزك تمشي
أغمض عينيه وتابع بأسى:
-أنا لسه بحبك
كفكفت دموعها وقالت:
-طب بتعمل كده ليه
أجابها وهو لايزال يغمض عينيه:
-عشان أنتِ مبقتيش تحبيني
هزت رأسها سريعًا بنفي وقالت وهي تتجه إليه:
-والله لا أنا آسفة عارفة إني غلطت لما رفضت اسمعك ولما اتهمتك والله آسفة غلطة ومش هتتكرر اديني فرصة تانية
نظر لها قليلًا ودموعه تغمر عينيه فأسرعت قائلةً:
-والله مش هتندم
فتح عينيه ونظر لها قائلًا:
-أنتِ حلفتي
-وقد حلفاني
ابتسم وأومأ لها وهو يغمض عينيه أعادت قناع الأكسجين إلى مكانه وظلت تداعب خصلاته إلى أن غفى
____________

على الجانب الآخر حيث "فهد"، كان يجلس على الأريكة بغرفة المعيشة بعدما وضع "آدم" بفراش "يزن" نظر لأخته التي كانت تنظر في الأرض بارتباك:
-ممكن أعرف إيه اللي حصل في المستشفى
قالت بسرعة واندفاع وكأنها جهزت الجواب منذ زمن:
-والله مش عملنا حاجة غلط كنا بنتكلم عن الدروس وهنحجز في السنتر امتى
قال بهدوء:
-أنتم كنتم قاعدين لازقين في بعض، ينفع؟
هزت رأسها بنفي وهي لاتزال تنظر للأرض، فتابع:
-مش احنا قولنا إنكم كبرتوا خلاص
هزت رأسها بالإيجاب وهي تكاد تموت خجلًا ولم ترفع عينيها عن الأرض، فتابع:
-طب إيه
حمحمت وقالت بارتباك:
-مش هتتكرر تاني
قبّل وجنتها وعانقها قليلًا ثم قال:
-أنا هنام متلعبيش في حاجة
نظرت له قليلًا بتفكير ثم قالت بمرح:
-أنتَ هتنام وآدم نام أنام معاكوا
-مش ده كركر باين
قالها قاطبًا حاجبيه بتساؤل فأجابت:
-هو بعينه
أبعدها عنه قليلًا وسار تجاه الباب متمتمًا:
-مجنونة
ضحكت ببراءة وقالت:
-هنام مع آدم عشان لما يصحى ميخافش
أومأ لها ثم تابع طريقه لغرفته ببطء وهو يكاد يجزم أنه لا يرى هو حتى لا يستطيع فتح عينيه فكيف له أن يرى
____________

خطايا الظل✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن