«3»

1.1K 45 5
                                    

طرق الباب مرات عدّة ففتحت له بعد وقت ليس بكثير ألقى عليها السلام وسألها عن مكان محفظته ردت عليه السلام وأخبرته بأن ينتظرها في حديقة منزلها حتى تعود لم تُطل عليه وعادت تحملها بين كفيها
-اتفضل محفظتك قول لي بقى تشرب إيه
-ولا حاجة أنا همشي
-لا لا استنى شوية متمشيش
قالتها بعفوية وفور أن أدركت ما قالته، أردفت:
-قصدي يعني أول مرة تيجي بيتي لازم تشرب حاجة
فكر قليلًا ثم قال ممازحًا:
-طب إذا كان كده بقى عشيني ولا يرضيكِ أنام جعان
أومأت وقالت:
-خلاص نتعشا سوا
-بهزر أنا كده كده هتعشا في المطعم
-أنا كمان كنت هتعشا هناك بس دلوقتِ لا مفر من العشا من غيري ولا عندك معاد بالشياكة دي
قالتها وهي تضيّق عينيها وتنظر له بشك أمّا هو فكان يمازحها ولم يدرك أنها ستأخذ الأمر على محمل الجد، ضحك وقال بغرور:
-أقل حاجة عندي
-ربنا يزيدك تواضع
قالت بسخرية لذلك المغرور وكاد يجيب عليها لكن قاطعه صوت رنين هاتفها المحمول نظرت للشاشة التي أضاءت باسم "علي" وقالت بابتسامة:
-إيه يا حبيبي عامل إيه
-الحمد لله وأنتِ
برغم أن نبرته كانت عادية إلا أنها قالت بقلق:
-أنا الحمد لله بخير حصل حاجة
لوى الآخر شفتيه بعدم رضى وقال:
-آه بابا مش راضي ياخد الدواء غير لما تكلميه
-طيب هو فين
أعطى والده الهاتف وتمتم بغيظ:
-ما أصلي ابن البطة السودا
ضحك والده وتجاهله قائلًا:
-عاملة إيه يا حبيبتي
-أنا الحمد لله وحضرتك
-الحمد لله هتيجي امتى
لا تدري لِمَ أبوها يتوق لعودتها هكذا، هي أيضًا اشتاقت له لكنه يتصرف بغرابة أهو بفعل الاشتياق أم أن هنالك سبب آخر؟ قالت:
-هخلص الموضوع اللي قُلت لك عليه واجي، قول لي بقى يا سي بابا مخدتش الدوا ليه
-أنا بقيت كويس
-ماشي يا حبيبي بس الدكتور قال نمشي على العلاج فترة كمان
-مش عايز يا آية
-عشان خاطري أنا
أجاب إصرارها هذا قائلًا:
-بشرط
-إيه هو
-تيجي تشوفيني ومش هقبل أي نقاش وهاتي اللي قاعد معاكِ وأنتِ جاية
شهقت بخفة واتسعت حدقتا عينيها عندما استمعت لجملته الأخيرة نظرت للجالس أمامها والذي كان ينظر لها نظرة لم تفهم كنهها، قالت وهي تنظر حولها:
-أنتَ عرفت منين؟ بابا؟
نظرت للهاتف وجدته قد أغلق فعادت لتجلس على الكرسي بالحديقة وصمتت قليلًا فقال:
-مالك
قالت بشرود:
-بابا عايزني اروح اشوفه
-طب ما تروحي
قال ببساطة فنظرت له نظرة غامضة وقالت:
-اثبت براتي الأول وبعدين أروح أنا حالفة إني مش هدخل البيت غير وأنا رافعة راسي وراسه
همهم قائلًا:
-كنتي بتبصي لي كده ليه
عادت لتصمت من جديد ثم أردفت بعد مدة:
-بصراحة.. هو عايز يقابلك وعرف منين إنك معايا دلوقتِ معرفش
-يقابلني أنا ليه
غضن حاجبيه متعجبًا فهزت كتفيها في حركة تلقائية منها دلالةً على جهلها بما يريد والدها فعله أومأ لها برأسه، وأردف:
-أنا لحد دلوقتِ معرفش عنك حاجات كتير ومعرفش إيه السبب اللي يخليكِ تسيبي بيتك ووالدك بس هو دلوقتِ تعبان ومحتاجك لازم ترجعي
هزت رأسها بعنف في نفي وعيناها فاضت بالدموع شعر بقلبه خُلع لدى رؤيتها بهذ الحال، قالت بصوت تخنقه الدموع:
-مقدرش
-طب اهدي كله هيبقى تمام
-عارف
قالتها وصمتت قليلًا فابتسم لها وهز رأسه يحثها على اكمال حديثها أخذت نفسًا عميقًا قبل أن تقول:
-حياتنا كانت هادية وجميلة أوي لحد ما..
لم تكمل جملتها حتى وجدا المكان محاصرًا من جميع الاتجاهات بأشخاص أشكالهم وملابسهم غريبة يبدون كأنهم تابعين لإحدى العصابات لِمَ لا فهم رجال "ابليس" هم "مافيا الظل"
-مش تقولي إنك مستنية ضيوف
قالها مازحًا وهو يقلب نظره بينهم، فقالت بخوف وهي تنظر من خلفه:
-أنا معرفش مين دول
تحدث أحد الأشخاص قائلًا بعجرفة وهو ينظر لهما:
-هتيجوا بالذوق ولا هتتعِبونا
-وانتم مين أساسًا عشان تدخلوا بيتي بالمنظر ده
قالتها بصراخ في وجههم نظر لها قليلًا نظرات خالية، وأردف ببرود:
-آه انتم هتتعبونا مش كده، هاتوهم
-دول شكلهم عصابة
همست له فأجابها بذات الهمس:
-طب إيه هنمشي معاهم من سُكات ولا هنضرب وبردو هنروح معاهم
رفعت حاجبها مستنكرةً وقالت بسخط:
-والله امال كنت عامل فيها قلب الأسد على حراسي ليه الفاتحة على الرجالة
لم يمنحوه الفرصة ليجيب حيث اقترب منهم بعض الأشخاص وامسكوا بهما واخذوهما إلى السيارة نظرت له، وأردفت بسخرية:
-سبتهم ياخدونا من سكات امال كنت عامل فيها بطل أول مرة اتقابلنا ليه
طالعها باستنكار وهتف ساخرًا:
-أنتِ مش شايفة دول قد إيه الحرس بتوعك كانوا 3 إنما دول جيش أضرب مين ولا مين دول هيطحنوني وبعدين فين كلامك "سيبك منهم أنا بعرف احمي نفسي كويس"
قال جملته الأخيرة مقلدًا اياها فصرخ بهم أحد المحاصرين لهم قائلًا:
-اسكتوا مش عاوز اسمع صوت صدعتونا
تجاهلته وقالت وهي تنظر لـ "يزن" ليكملا شجارهما:
-أنا كنت ممكن اضربهم بس فستاني مش مساعدني
-ايوه بأمارة ما كنتي مستخبية فيا مش كده
سخريته اللاذعة تلك كادت تجعلها تفتك به لكن نبرتها تغيرت من الغضب والصراخ إلى الهمس والتساؤل وهي تشير لأحدهم:
-هو اللي هناك ده بيبص لي كده ليه
كان هذا أحد الأشخاص نظر لها نظرة إعجاب ومدّ يده يحاول أن يلمس يدها وكأنه مغيب عن الوعي لكن يد "يزن" كانت الأسرع قال بغضب وهو يعصر أصابع الأخر بكفه حتى كُسرت:
-ايدك لا توحشك
جذبه بعدها من يده ووقف ملقيًا إياه بجانب زميله ثم جلس جوارها فقال زعيمهم:
-لو مكنتش في حماية إبليس كنت قتلتك
تتشبث بذراعه بشدة بينما هو قلب نظره بينهم وتوقف بعينيه قليلًا عند الذي كسر أصابعه وهو يكاد يحرقه بنظراته قال بغضب مكتوم:
-محدش هيلمسك متخافيش
-مش.. خايفة
قالت كلماتها بارتباك وخوف جالي على ملامحها ونبرتها فقال سائق السيارة ساخرًا:
-مش خايفة إيه يا مدام ده أنتِ عاملة زي الكتكوت المبلول
-مدام إيه يا حيوان أنتَ إزاي تسمح لنفسك تتكلم معايا أصلًا
قالتها بغضب فأردف بنفاذ صبر موجهًا حديثه لـ "يزن":
-سكت مراتك وإلا وعرش ربنا اجيب لك أجلها
-مراتي!
قال مستنكرًا فأردفت:
-مراته! لا أنا مش مراته أنتَ فاهم غلط
قال زعيمهم:
-خطيبته
أردف "يزن" بضيق:
-يا عم ولا خطيبتي احنا صحاب وبس
التفت إليهما زعيمهم:
-عايز تفهمني إنك كسرت صوابع الواد عشان صحاب وبس يعني مش غيرة؟ وهي من خوفها ماسكة فيك كده عشان صحاب وبس أقطع دراعي إن ما كنتوا بتحبوا بعض
شرد كلاهما بذهنه فى الآخر قليلًا لكن أفاقهم من شرودهم توقف السيارة فقد حان وقت النزول إلى المكان الذي سيشهد الكثير من الأحداث والذي إمّا أن ينتهي فيه مصيرهما أو أن يعيشا فيه حياة الجريمة،
الآن قد حان وقت ذاك المنتقم لبدء مهمته فقد أدخلته هي إلى المكان بكل سهولة والآن سينتقم من ذاك المدعو "إبليس" والآخر "ذئب" حانت اللحظة التي سيريح العالم من أخطارهم ومن شرهم انتظر كثيرًا اللحظة التي سيقضي فيها عليهما ليُعيد حقوق الكثيرين من الأبرياء الذين انتُهكت حقوقهم وحقوق الكثير من الأطفال الذين قُتلوا دون معرفة ذنبهم، الآن بدأت مهمته ولن يتقبل الهزيمة إما أن يخرج منتصرًا وإما أن يموت وهو يحاول فهو لن يقبل أبدًا بالتهاون مع من قتل أباه.
___________

خطايا الظل✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن