مر اليوم وعاد "علي" من المشفى بعد غسيل المعدة الذي أجراه الأطباء له حيث أن المهدء تسبب له بحالة تسمم.
كانوا جميعًا حوله لكنه لم يشعر بأي شيء والآن أشرقت شمس اليوم الثالث منذ عودته من المشفى تحسن قليلًا وأصبح بحالة لا بئس بها جلس "فهد" جواره وقال برجاء:
-مش هقول لك اسمعني ولا هتكلم في اللي فات عشان أنا غلطان وعارف ده كويس والموضوع منتهي بس ممكن تديني فرصة تانية
وضع يده على رأس أخيه في نهاية حديثه فحرك "علي" رأسه بعيدًا ولم يبدِ أي رد فعل له فهز "فهد" رأسه بتفهم وألم وقال:
-عندك حق أنا مستاهلش
نظر له "علي" ببرود لكن الألم واضح في زوايا عينه فخرج "فهد" من الغرفة فهو لن يتحمل رؤيته هكذا أكثر أعاد النظر للسقف مجددًا أعتقد أنه يستمتع بهذا.
جلست "آية" مكان زوجها ودموعها لم تجف على وجنتيها وضعت يدها على وجنته وقالت:
-أنا آسفة
ضحك بخفة وقال بسخرية:
-على إيه أنتِ عملتي حاجة أنتِ بس اتخليتي عني ومسمعتنيش شيء مش مهم صفر على الشمال زي ما بيقولوا
زادت دموعها وقالت برجاء:
-علي بالله اسمعني بس
نظر لها وقال بحدة:
-وأنتِ مسمعتنيش ليه كنتي فين وقت احتياجي ليكِ كنتي فين وأنا لوحدي ومفيش حد حواليا مش نوران اللي المفروض كانت تصدقني وتاخد بالها مني المفروض أنتِ تكوني مكانها
قالت بصوت مختنق:
-والله آسفة أنتَ عارف إني بحبك وعارف..
قاطعها بتهكم:
-حبك هيفيد بإيه لو بتظهري العكس كنتي المفروض تكوني في صفي حتى فهد أنا أخوه زي ما هي أخته كان المفروض يعاملنا زي بعض أنتم بتعملوا كده ليه!
وافقته الرأي قائلةً:
-غلطنا في حقك أنا عارفة، جرحناك بردو عارفة، بس والله بنحبك
ضحك بسخرية وقال:
-لا حبكم واضح عارفة أنا معنديش غير تفسير واحد لكل ده وهو أنكم بتكرهوني بسبب أمي صح؟ قوليها
نظرت له بصدمة ودلف "فهد" الذي كان يتابع حديثهم وهو يقف عند الباب مصعوقًا أثر كلمات أخيه وقال بصدمة:
-أنتَ ازاي بتفكر كده
أردف ببرود:
-والله ده التفسير الوحيد المنطقي
صاح "فهد" بغضب وهو يمسك خصلاته حتى كاد يقتلعها من شدة غضبه:
-أمك هي أمي يا متخلف
قال ساخرًا:
-دلوقتِ بقى سهل تعترف إنها أمك
قطب "فهد" حاجبيه وقال باستنكار:
-وأنا امتى أنكرت ده
ارتجفت شفته بضعف يبدو أنه على وشك البكاء وقال:
-ممكن تسيبوني لوحدي مش عايز أشوف حد
هز "فهد" رأسه وقال نافيًا:
-لا مش ممكن
عاند "علي" هو الأخر وقال وهو ينظر لزوجته:
-لا ممكن وخد أختك في إيدك أنا عايز أنام
وقفت من مكانها سريعًا وقالت وهي تمحو دموعها:
-مش هعمل صوت والله ولا هضايقك أنا هفضل بس عشان أخد بالي منك
-اطلعي برا يا سلمى
صرخ بها بصوت عالي أجفلها، لحظة بل أجفلهم جميعًا صراخه بها هكذا هو لم يصرخ بوجهها قط، ثم من أين أتى بالقوة ليفعل وهو منذ ساعة تقريبًا كان فاقدًا وعيه بالمشفى تصنعت القوة وقالت ببرود:
-مش طالعة ده بيتي زي ما هو بيتك
ثم جلست جواره على الفراش وقالت:
-خد جنب بقى عايزة أنام
-وجنب ليه أنا سيبها لك خالص
كاد يقف لكنه سقط على الفراش مجددًا متأوهًا بألم تنهد "فهد" وجلس جواره ثم وضع يده على كتف أخيه قائلًا:
-عايز حاجة تانية غير إنها تمشي
هزّ رأسه نافيًا فأومأ له "فهد" واصطحب "آية" وغادر تاركًا "سلمى" تنظر له برجاء فقال ببرود ساخرًا:
-نسيتي طريق الباب؟
ابتلعت غصتها وقالت بارتباك:
-سيبني بس أخد بالي منك وأنا والله مش هتكلم ومش هتحس بوجودي
قال بضيق:
-أنا كويس مش محتاج مساعدة حد
-أنتَ أبدًا مش كويس! أنا والله ما هضايقك بأي شكل وأول ما أشوف إنك بقيت كويس هعمل اللي أنتَ عايزه وهمشي من غير ما تتكلم
ليست لديه الطاقة لخوض جدال والدخول في نقاش فأومأ لها كي يريح رأسه ويوفر طاقته الشحيحة وأيضًا ليريح قلبه الغبي الراغب بقربها بعد كل ما حدث
___________
أنت تقرأ
خطايا الظل✓
Randomعندما يكون هذا عشقك الأول، وفجأة تكتشف أن من تعشقه حد الجنون هو ذاته زعيم الشر، إبليس الظلام، زعيم مافيا الظل، كيف سيكون حالك؟ وما رد فعلك يا تُرى؟ وماذا إن عاد الماضي لمُلاحقتك من جديد؟ ماذا لو عادت ذكرياتك الأليمة، لتكون نصل حاد يشق قلبك لنصفين، و...