هتف "هشام" وهو يدلف للغرفة حيث كانت تجلس زوجته بجانب ابنتهما النائمة أو هكذا ظن:
-زينة
قالت بابتسامة:
-شو بَك حبيبي
سألها متعجبًا وهو ينظر للفراش الفارغ:
-فين حور
-عِند سلمى
أومأ لها وكاد يذهب لكنها عاد وسألها باستغراب وكأنه تذكر لتوه أنهما لا يعرفان أحدًا هنا:
-سلمى مين
-جارتنا في الدور اللي فوق
قطب حاجبيه وتسأل:
-وبتعمل إيه فوق بدري كده
-زوچها سافر لأن عنده شغل وهي بدى حد يسليها
ابتسم بهدوء ثم قال بعبث:
-والصاروخ بتاعي أخباره إيه
طالعته بغيظ قائلةً:
-الصاروخ هينفجر
ضحك عليها وقال وعينه تلمع بإعجاب:
-عاجبني أنا كلامك المكسر ده كلمة مصري وكلمة لبناني
ضحكت بدورها وقالت:
-شوي وبتعود
كانت تجلس على الفراش فتسطح جوارها ووضع رأسه على قدمها وسألها بعبث مجددًا:
-والصاروخ زعلان من مين
-من بنتك
سألها بدهشة:
-ليه دي حبيبة أبوها دي
عبست بوجهها وقالت:
-هي حبيبتك وأنا اتنسيت
نظرت له عندما لم تجد منه رد فوجدته يغمض عينه نكزته بسبابتها وقالت بغيظ:
-ما راح تصالحني
فتح عينه وقال بدهشة مصطنعة:
-إيه ده هو أنتِ زعلانة
نظرت له قليلًا وكادت تبكي لا تعلم أن هذا الخبيث يحيك مكيدة وراء ظهرها قالت بصوت مختنق:
-روح من وشي يا هشام مش طيقاك روح
اعتدل في جلسته ووضع يده على وجنتها يمسح عبراتها وقال بحنو:
-بهزر معاكِ والله أن..
قاطعته بحدة وهي تبعد يده قائلةً:
-مش عايزة أسمع حاجة روح
وضع رأسه على كتفها وحاوط خصرها ثم تنهد قائلًا:
-والله بهزر
هزت رأسها نافيةً وقالت:
-لا مبقتش تحبني ولا بقيت أفرق معاك
نفى قولها قائلًا بحب وهو ينظر لعينيها:
-مين قال كده ده أنتِ الحب كله يا سطا حد عرف يربيني غيرك
-عن چد؟
-جد الجد يا ست قلبي
لمعت عيناها بسعادة وهي تطبع قبلة على شعره قائلةً:
-بوسة كبيرة هون
رفع رأسه من على كتفها وقال بخبث وهو يقترب منها:
-لا البوسة متبقاش كده
ارتبكت وهي تبتعد قليلًا للخلف وقالت بتوتر:
-هشام لوين بَعِد هلا بتچي حور
اقترب وحاوط خصرها مجددًا مقربًا إياها منه ثم قال:
-لا هصالحك مش أنتِ زعلانة
هزت رأسها بنفي وهي تشعر أن قلبها سيخرج من مكانه وأنفاسها عنيفة تلفح وجهه قال مقلدًا إياها:
-عن چد؟
ضحكت وقالت:
-أيوه
نظر لها قليلًا ثم قوس شفتيه لأسفل وقال بخبث متصنعًا الحزن:
-بس أنا زعلان بقى بوستك وحشة وعايز واحدة تانية
حاولت فك حصاره عنها لتبتعد وهي تقول:
-بعدين بعدين
هز رأسه نافيًا وشدد قبضته على خصرها ورفع وجهها بإصبعه اقترب أكثر حتى اختلطت أنفاسهم فقالت بارتباك وهي تحاول إبعاده ولكن دون جدوى:
-هشام..
قاطعتهما "حور" التي صاحت بغيظ:
-بابا
انتفضا وابتعد كلاهما سريعًا فضرب على جبينه وسحب يده لأسفل يمسح وجهه وهو يقول:
-ذنب وبيخلص أنا عارف لا هي ذنوب مش ذنب
رفعت حاجبها وقالت وهي تضع يدخا بخصرها:
-بتعملوا إيه
ابتسمت "زينة" لها بارتباك وقالت:
-ولا حاجة يا حبيبتي
نظرت لوالدتها وقالت:
-اسكتي أنتِ يا ماما أنتِ غلبانة
وجّهت نظرها لوالدها وتابعت مضيقةً عينيها بشك:
-أنا شوفتك كنت بتعمل إيه
نظر لها بغيظ وقال بسخط:
-أنتِ بتبصي لي كده ليه يا بت
رفعت سبابتها الصغيرة وقالت:
-لا رد على سؤالي كنت بتعمل إيه
حمحم وقال بتوتر:
-في حاجة دخلت في عينها فكنت بنفخ لها فيها
صمتت قليلًا ثم قالت بتفكير:
-يعني لما حاجة تدخل في عيني أروح لأي ولد ينفخ لي فيها
رفعها من ثيابها وقال:
-عشان اقتلك
قالت بتذمر وهي تحاول الإفلات:
-اشمعنا ما أنتَ عملت لماما
-دي مراتي
سألته وهي لاتزال مُعلقة في الهواء:
-يعني لازم اتجوز
أومأ لها وقال:
-بالظبط
رن جرس الباب فهتفت بسعادة وهي تركض نحوه:
-أكيد آدم
نظر "هشام" لزوجته وسألها:
-آدم مين
-ابن سلمى
-أنا واحد غبي فعلًا ده سؤال أسأله من امبارح مصدعني بيها هيكون مين يعني
وضعت يدها على كتفه وكادت تتحدث لكنه قاطعها وهو يبعد يدها قائلًا:
-ابعدي كده ومسمعش صوتك
نظرت قليلًا ثم سألته ببراءة:
-شو عملت
همس لها بغيظ:
-تالله هرزعك بوسة قدام بنتك والراجل يبعدني عنك اسكتي
هزت رأسها بالإيجاب دون أن تتحدث وهي تنظر له بعيونها الخضراء ببراءة فقال وهو يدفعها برفق لتبتعد عنه:
-قومي من هنا
ضحكت برقة وفرت هاربةً من أمامه فعض على شفته بغيظ وهو ينظر في أثرها ويتوعد لها عادت "حور" إلى "هشام" وقالت:
-بابا عايزة اتعلم السباحة واروح تمارين كراتيه
-ما أنتِ بتروحي باليه يا بابا
-هتدرب التلاتة
-ازاي هيبقى إرهاق عليكِ
قالت بابتسامة:
-عايزة أتعلم السباحة عشان بحب الماية وكراتيه عشان لو حد ضربني اجيب حقي لوحدي وباليه بحبه
فكر قليلًا ثم قال:
-طب شوفي أنا هعلمك السباحة وتروحي تدريب الباليه بتاعك عادي والكراتيه هشوف حاضر
ضحكت بسعادة:
-قول والله
ضحك عليها وقال:
-والله هو أنا عندي كام حور
عانقته وقالت:
-أنا بحبك أوي أوي أوي أوي
شدد على عناقها وقال:
-كل دول
همهت له فقال:
-فين آدم
جلست على قدمه وقوست شفتيها بحزن قائلةً:
-مشي
قطب حاجبيه فلمَ رحل بهذه السرعة؟ وقال:
-كان جاي ليه
رفعت يدها تُريه سوارها وهي تقول:
-نسيت دي فوق
_________
أنت تقرأ
خطايا الظل✓
Randomعندما يكون هذا عشقك الأول، وفجأة تكتشف أن من تعشقه حد الجنون هو ذاته زعيم الشر، إبليس الظلام، زعيم مافيا الظل، كيف سيكون حالك؟ وما رد فعلك يا تُرى؟ وماذا إن عاد الماضي لمُلاحقتك من جديد؟ ماذا لو عادت ذكرياتك الأليمة، لتكون نصل حاد يشق قلبك لنصفين، و...