«18»

414 22 0
                                    

هتف "هشام" وهو يدلف للغرفة حيث كانت تجلس زوجته بجانب ابنتهما النائمة أو هكذا ظن:
-زينة
قالت بابتسامة:
-شو بَك حبيبي
سألها متعجبًا وهو ينظر للفراش الفارغ:
-فين حور
-عِند سلمى
أومأ لها وكاد يذهب لكنها عاد وسألها باستغراب وكأنه تذكر لتوه أنهما لا يعرفان أحدًا هنا:
-سلمى مين
-جارتنا في الدور اللي فوق
قطب حاجبيه وتسأل:
-وبتعمل إيه فوق بدري كده
-زوچها سافر لأن عنده شغل وهي بدى حد يسليها
ابتسم بهدوء ثم قال بعبث:
-والصاروخ بتاعي أخباره إيه
طالعته بغيظ قائلةً:
-الصاروخ هينفجر
ضحك عليها وقال وعينه تلمع بإعجاب:
-عاجبني أنا كلامك المكسر ده كلمة مصري وكلمة لبناني
ضحكت بدورها وقالت:
-شوي وبتعود
كانت تجلس على الفراش فتسطح جوارها ووضع رأسه على قدمها وسألها بعبث مجددًا:
-والصاروخ زعلان من مين
-من بنتك
سألها بدهشة:
-ليه دي حبيبة أبوها دي
عبست بوجهها وقالت:
-هي حبيبتك وأنا اتنسيت
نظرت له عندما لم تجد منه رد فوجدته يغمض عينه نكزته بسبابتها وقالت بغيظ:
-ما راح تصالحني
فتح عينه وقال بدهشة مصطنعة:
-إيه ده هو أنتِ زعلانة
نظرت له قليلًا وكادت تبكي لا تعلم أن هذا الخبيث يحيك مكيدة وراء ظهرها قالت بصوت مختنق:
-روح من وشي يا هشام مش طيقاك روح
اعتدل في جلسته ووضع يده على وجنتها يمسح عبراتها وقال بحنو:
-بهزر معاكِ والله أن..
قاطعته بحدة وهي تبعد يده قائلةً:
-مش عايزة أسمع حاجة روح
وضع رأسه على كتفها وحاوط خصرها ثم تنهد قائلًا:
-والله بهزر
هزت رأسها نافيةً وقالت:
-لا مبقتش تحبني ولا بقيت أفرق معاك
نفى قولها قائلًا بحب وهو ينظر لعينيها:
-مين قال كده ده أنتِ الحب كله يا سطا حد عرف يربيني غيرك
-عن چد؟
-جد الجد يا ست قلبي
لمعت عيناها بسعادة وهي تطبع قبلة على شعره قائلةً:
-بوسة كبيرة هون
رفع رأسه من على كتفها وقال بخبث وهو يقترب منها:
-لا البوسة متبقاش كده
ارتبكت وهي تبتعد قليلًا للخلف وقالت بتوتر:
-هشام لوين بَعِد هلا بتچي حور
اقترب وحاوط خصرها مجددًا مقربًا إياها منه ثم قال:
-لا هصالحك مش أنتِ زعلانة
هزت رأسها بنفي وهي تشعر أن قلبها سيخرج من مكانه وأنفاسها عنيفة تلفح وجهه قال مقلدًا إياها:
-عن چد؟
ضحكت وقالت:
-أيوه
نظر لها قليلًا ثم قوس شفتيه لأسفل وقال بخبث متصنعًا الحزن:
-بس أنا زعلان بقى بوستك وحشة وعايز واحدة تانية
حاولت فك حصاره عنها لتبتعد وهي تقول:
-بعدين بعدين
هز رأسه نافيًا وشدد قبضته على خصرها ورفع وجهها بإصبعه اقترب أكثر حتى اختلطت أنفاسهم فقالت بارتباك وهي تحاول إبعاده ولكن دون جدوى:
-هشام..
قاطعتهما "حور" التي صاحت بغيظ:
-بابا
انتفضا وابتعد كلاهما سريعًا فضرب على جبينه وسحب يده لأسفل يمسح وجهه وهو يقول:
-ذنب وبيخلص أنا عارف لا هي ذنوب مش ذنب
رفعت حاجبها وقالت وهي تضع يدخا بخصرها:
-بتعملوا إيه
ابتسمت "زينة" لها بارتباك وقالت:
-ولا حاجة يا حبيبتي
نظرت لوالدتها وقالت:
-اسكتي أنتِ يا ماما أنتِ غلبانة
وجّهت نظرها لوالدها وتابعت مضيقةً عينيها بشك:
-أنا شوفتك كنت بتعمل إيه
نظر لها بغيظ وقال بسخط:
-أنتِ بتبصي لي كده ليه يا بت
رفعت سبابتها الصغيرة وقالت:
-لا رد على سؤالي كنت بتعمل إيه
حمحم وقال بتوتر:
-في حاجة دخلت في عينها فكنت بنفخ لها فيها
صمتت قليلًا ثم قالت بتفكير:
-يعني لما حاجة تدخل في عيني أروح لأي ولد ينفخ لي فيها
رفعها من ثيابها وقال:
-عشان اقتلك
قالت بتذمر وهي تحاول الإفلات:
-اشمعنا ما أنتَ عملت لماما
-دي مراتي
سألته وهي لاتزال مُعلقة في الهواء:
-يعني لازم اتجوز
أومأ لها وقال:
-بالظبط
رن جرس الباب فهتفت بسعادة وهي تركض نحوه:
-أكيد آدم
نظر "هشام" لزوجته وسألها:
-آدم مين
-ابن سلمى
-أنا واحد غبي فعلًا ده سؤال أسأله من امبارح مصدعني بيها هيكون مين يعني
وضعت يدها على كتفه وكادت تتحدث لكنه قاطعها وهو يبعد يدها قائلًا:
-ابعدي كده ومسمعش صوتك
نظرت قليلًا ثم سألته ببراءة:
-شو عملت
همس لها بغيظ:
-تالله هرزعك بوسة قدام بنتك والراجل يبعدني عنك اسكتي
هزت رأسها بالإيجاب دون أن تتحدث وهي تنظر له بعيونها الخضراء ببراءة فقال وهو يدفعها برفق لتبتعد عنه:
-قومي من هنا
ضحكت برقة وفرت هاربةً من أمامه فعض على شفته بغيظ وهو ينظر في أثرها ويتوعد لها عادت "حور" إلى "هشام" وقالت:
-بابا عايزة اتعلم السباحة واروح تمارين كراتيه
-ما أنتِ بتروحي باليه يا بابا
-هتدرب التلاتة
-ازاي هيبقى إرهاق عليكِ
قالت بابتسامة:
-عايزة أتعلم السباحة عشان بحب الماية وكراتيه عشان لو حد ضربني اجيب حقي لوحدي وباليه بحبه
فكر قليلًا ثم قال:
-طب شوفي أنا هعلمك السباحة وتروحي تدريب الباليه بتاعك عادي والكراتيه هشوف حاضر
ضحكت بسعادة:
-قول والله
ضحك عليها وقال:
-والله هو أنا عندي كام حور
عانقته وقالت:
-أنا بحبك أوي أوي أوي أوي
شدد على عناقها وقال:
-كل دول
همهت له فقال:
-فين آدم
جلست على قدمه وقوست شفتيها بحزن قائلةً:
-مشي
قطب حاجبيه فلمَ رحل بهذه السرعة؟ وقال:
-كان جاي ليه
رفعت يدها تُريه سوارها وهي تقول:
-نسيت دي فوق
_________

خطايا الظل✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن