«15»

522 24 1
                                    

-قال كنت خايف أشيل الواد عشان مجنون زي أبوه طلع مجنون لأمه وأبوه
قالها "عمرو" وهو يكاد يبكي من هي لتجعله يمسح الأرض وهو المدلل الذي لم يحمل كوبًا استعمله خلفه من قبل ألقى وسادة على وجه "فهد" وهو يقول:
-كله من مراتك
وضعها "فهد" تحت رأسه وقال بهدوء:
-يا بني مش دي المشكلة أنتَ متخيل إنها كل يوم بتنضف البيت لوحدها وبتطبخ وبتغسل وتشوف يزن وتذاكر لضحى وتتخانق مع سلمى عشان تاكل وعلي عشان بيطل أم الزفت المنوم اللي بياخده
صفق "جاسم" وهو يقول:
-لا شابوه للستات بجد
دلف للغرفة وهو ينظر لثلاثتهم "فهد" المستلقي على الأرض يضع يده على عينيه، "جاسم" الجالس على الأريكة يمسد ظهره تارة وتارة أخرى يمسد جبينه، "عمرو" الذي يكاد يبكي حسنًا ما كل أدوات التنظيف هذه هل نظفوا المكان حقًا ضحك وهو ينظر لهم وقال:
-لا متقولوش نضفتوا المكان بجد؟
قال "عمرو" وهو ينظر له بغيظ:
-أختك زنقتنا يا سطا
أردف "فهد" بتقزز وهو لا يزال على وضعه:
-امبارح بالليل خلتني اغير ليزن أنتَ متخيل أنا شميت إيه وشوفت إيه ومسكت إيه
أغمض "عمرو" عيناه بشده وهو يهز رأسه نافيًا بعنف وكأنه يمحى المشهد الذي كاد يتقيأ من تخيله فقط وقال:
-بس بقى الله يقرفك
دلفت للغرفة تحمل "يزن" بين يديها فتملص منها فور رؤية والده يريد الذهاب إليه تركته فحبى تجاهه بسرعة وهو يضحك ثم قالت:
-الأكل جاهز
أومأ لها وهو على وضعه مستلقي أرضًا يضع يده على عيناه فسألته بقلق وهي ترى انكماش ملامحه بألم من صعود "يزن" على صدره:
-مالك؟ أكيد مش شوية الشغل دول اللي تاعبينك كده
قال "جاسم" بغيظ:
-ولا حاجة البيه..
صرخ "فهد" باسمه فأجفل "يزن" النائم على صدره نظر لوالده الذي اعتدل في جلسته وأجلسه على قدمه وقوس شفتيه يكاد يبكي فتابع "جاسم" بنفس النبرة:
-لا وبالله لو زعقت من هنا للسنة الجاية لأقول لها جوزك المحترم تعبان وسُخن والنهار ده كان في تمارين كتير وكنا في صحرا المحترم جاله ضربت شمس وتقريبًا هو أصلًا واخد برد في عضمه عشان كده جسمه واجعه ومش قادر يتحرك فضلت اتحايل عليه يرجع البيت يرتاح عمل فيها قلب الأسد ولازم يكمل اليوم.
أعاد النظر له وقال:
-لما تموت ابقى افرح بنفسك بقى
قالت "آية" بحدة وهي تكاد تهشم فكه الذي تجرأ وتفوه بمثل هذه الكلمات:
-بعد الشر عليه "إذا تحدث أحدكم فليقل خيرًا أو ليصمت"
-آسف بس هو معصبني
نظرت في ساعة يدها ثم نظر لأخويه وقالت:
-قدامكم دقيقتين لو مكنتوش على السفرة
وجهت نظرها لاخيها وتابعت:
-وأنتَ مغيرتش ونزلت عشان تاكل الجنينة بره محتاجة تنضيف وأنتم شطار ومش هلاقي أحسن منكم
حمحم "علي" واسرع لغرفته وتبعه "جاسم" وكذلك "عمرو" بهدوء نظرت له وتحسست جبينه وهي تثقبه بعينيها قائلةً بهدوء:
-مش أنا قلت لك امبارح متفضلش في الماية كتير وتغير هدومك على طول
نظر لها بأسف واكتفى بالصمت فأشاحت بنظرها عنه ونظرت للباب بغضب كادت تنهض فأمسك يدها ليمنعها من الذهاب وقال برجاء:
-يا آية بالله
صاحت به بغضب وهي تضربه بالوسادة:
-أنتَ بتعمل فيا كده ليه
أمسكها منها وقال:
-اهدي بس بلاش جنان
رفعت حاجبها باستنكار وقالت:
-أنتَ لسه شوفت جنان؟ قوم!
وقفت ومدت يدها له تساعده على النهوض ثم أخذته لغرفتهما ووضعت ثيابه على الفراش ليأخذ حمامًا باردًا حتى تنخفض حرارته وتركته ونزلت لأسفل حتى تبقى معهم
___________

خطايا الظل✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن