«24»

332 20 0
                                    

بعد الكثير والكثير والكثير من الحديث الذي سمعه "فهد" من الصغار والذي أقسم أن رأسه سينفجر بسببه صرخ بهم أنه موافق وحادث والدته لتأتي لرؤية أخاه، كان هذا قبل ذهابه للمشفى والآن دقت الساعة الخامسة مساءً فدلف "فهد" للغرفة غاضبًا منهم لمَ لمْ يوقظه أحد منهم؟ نظر "لآية" بغضب وكاد يصرخ عليها إلا أنها أشارت له سريعًا كي يصمت فقد عفى "علي" منذ قليل، همس بغضب من بين أسنانه:
-أنتِ فعلًا قلتي لهم محدش يصحيني
أومأت له وهي تبتعد بنظرها عنه فبرزت عروقه من شدة عضه على أسنانه وقال:
-ليه
نظرت له ببراءة وقالت:
-عشان احنا اتصلنا بيك كتير وأنتَ مردتش وحاولوا يصحوك بالليل وبردو مصحتش فقلت لهم محدش يصحيك ويسبوك لما تقوم براحتك أنتَ كنت تعبان يا فهد وصعبت عليا
هدأ قليلًا وجلس جوارها على الأريكة فوضعت رأسها على كتفه فتناثرت خصلاتها على وجهها وكتفه، قال وهو يعيدهم خلف أذنها:
-شعرك الحلو ده سيباه كده من امتى
أردفت ببراءة:
-من شوية كده
رفع حاجبه وقال مستنكرًا:
-لا والله
أومات له فقال:
-طب لميه يا أختي
-ليه
قالتها بغباء فاعتدل "علي" جالسًا على الفراش وقال بمرح:
-عشان فهد باشا بيغير أنتِ غبية كده من امتى
ظلت ترمش وهي تنظر لشقيقها هل استيقظ بسببهما ثم قالت وهي تنظر لزوجها:
-غيران بجد
حمقاءٌ هي أم تتحامق نظر للجهة الأخرى بنفاذ صبر قبل أن يهشم رأسها الغبية نظرت لعينه فوجدتها قاتمة اللون وهذا دليلٌ على غضبه حمحمت وقالت:
-ما هو مفيش حد عادي يعني
قال "علي" بسخرية:
-اوعى تكون غيران مني أنا زي أخوكوا يعني
نظر له "فهد" باستغراب وقال:
-علي أنتَ كويس
-ليه
قالها "علي" قاطبًا حاجبيها باستغراب فقال "فهد":
-أصلك لحد امبارح مكنتش طايق حد فينا ودلوقتِ صاحي تهزر معانا
قالت "آية" بابتسامة واسعة:
-سامحتنا صح
أومأ لها وتنهد بغرور مزيف وكأنه صاحب فضل عليهما:
-اخواتي بقى وبحبكم هعمل إيه
اقترب "فهد" منه وقرصه في وجنته فتأوه بألم وكاد يسبه لولا أنه تمالك نفسه وقال:
-أنتَ بتعمل إيه وجعتني
ضحك وقال:
-بتأكد إنك حقيقي
نظر له "علي" لبرهة وقرصه في ذراعه فتأوه وهو يقول:
-انتَ بتعمل إيه يا زفت
-بعرفك إنك مبتحلمش
قالها ببراءة مصطنعة فنظر له "فهد" قائلًا بغيظ:
-لعبتها صح بس ماشي
____________

كانت شاردة وصامتة طوال النهار فقط تضع يدها على معدتها وتخشى أن تستيقظ من حلمها الجميل هذا عانقها من الخلف وقال:
-حبيبي سرحان في إيه
التفتت ونظرت له بتيه وقالت بتلعثم:
-ازاي الدكتورة قالت..
قاطعها قائلًا:
-الدكتورة قالت صعب لكن مش مستحيل
ابتسمت وعيونها تلمع بالدموع وقالت بعدم تصديق:
-يعني هنخلف تاني
كاد يجيبها فقاطعه "حمزة" قائلًا بسخرية:
-كويس والله إن حد فيكم فاكر إنكم خلفتوا قبل كده
نظرا له وقبل أن يتحدث أيًا منهما تركهما وعاد لغرفته مجددًا يبدو أن فرد العائلة الجديد سيحظى بكل الإهتمام، ظل يعبث بهاتفه قليلًا حتى وجد رسالة من "عدي" يخبره بألا ينسى موعد تدريبهم لكرة القدم غدًا أرسل لها رسالة محتواها:
-متخافش أنا فاكر
أجابه "عدي" برسالة محتواها:
-أصل بقالكم فترة مبتجوش وسايبني لوحدي
رد عليه "حمزة" قائلًا:
-لما نتقابل هحكي لك ويزن وآدم هيجوا إن شاء الله
سكت قليلًا ثم أرسل رسالة أخرى محتواها:
-أنتَ عملت إيه في أبرار دي مش طايقة سيرتك وبتقول إنك ضربتها
أجابه "عدي" بعد مدة قصيرة:
-أنا! معملتش فيها حاجة بالله أصلًا مشوفتهاش من أخر يوم كنتوا فيه في النادي
ضحك "حمزة" قائلًا:
-ما هي من يومها كل ما حد يجيب سيرتك تقوم معيطة وتقول إنك ضربتها
أجابه برسالة مستنكرة:
-لو كنت عملت حاجة يزن كان هيسكت كان زمانك بتقرا لي الفاتحة
-كانت بتحلم
-ولما أنتَ عارف يا رخم بتناحي فيا ليه
-خلاص يا عم متزعلش، سلام
-سلام
_____________

خطايا الظل✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن