«13»

519 27 3
                                    

فتح باب الغرفة ودلف للداخل فأفزع تلك النائمة جوار أختها تحتضنها، صرخت به وهي تضع الغطاء على رأسها فاختفت كلها تحته:
-أنتَ بتعمل إيه هنا
تصنم مكانه وقال:
-أنتِ اللي بتعملي إيه هنا أنا جاي لضحى
قالت ساخرةً وهي ماتزال تحت الغطاء:
-والله نايمة مع أختي شايف حاجة تانية؟
أجابها بذات السخرية:
-أنا كمان عايز أنام معاها يا ريت برا بقى كده
تنفست بعمق وقالت بهدوء:
-علي اطلع برا
قال بعناد وهو ينظر تجاه الباب:
-لو طلعت هاخد ضحى
صاحت بغضب:
-معلش دي أختي
-وأختي
ارتفع صوت كل منهما حتى أيقظا الصغيران بكى "يزن" فحمله "علي" وأخذ يهزه برفق حتى يهدأ نظرت "ضحى" لهما وقالت بغضب طفولي:
-أنا عايزة أنام
-تعالي معايا يلا
قالها "علي" فأردفت "سلمى" وهي تمسك يد أختها:
-لا خليكِ يا ضحى
نظرت لهم بغيظ وقالت:
-أقول لكم على حاجة اشبعوا بالأوضة
ثم خرجت متجهةً لغرفة اخيها تبعها "علي" ليعطي الصغير لوالديه نظرًا لبُكائه المُستمر فارتدت "سلمى" ملابسها وتبعتهم
___________

دفعته من قدمه بغضب فور أن فتح لها الباب ودلفت للغرفة وجدت "آية" متسطحة على الفراش لكنها مستيقظة فتسطحت جوارها نظر لها "فهد" بغضب على فعلتها تلك وقال:
-حلوفة هانم في إيه؟
صاحت بغضب وهي تسحب الغطاء على جسدها:
-علي وسلمى سايبين البيت كله وبيتخانقوا عليا أنا وأوضتي هي عايزة تنام معايا وهو عايز ينام معايا وصوتهم عالي ومش عارفة أنام ويزن صحى وبيعيط
جاء "علي" يحمل الصغير ونظر لأخيه وقال:
-فهد يزن صحي
تبعته "سلمى" وقالت بغضب طفيف:
-فهد علي مش راضي يسبني أنام مع ضحى
رمقها بضيق وقال:
-ما هي بتنام معاكِ على طول إيه الرخامة دي
أردفت "سلمى" بعصبية:
-عاجبك كده يا فهد
نظر لهما وقال بنفاذ صبر من هذه الأفعال الصبيانية:
-فهد هيسيب لكم البيت ويمشي ابقوا ولعوا في بعض بقى أنا زهقت!
نظرت لهما "سلمى" بغضب ثم دفعت "علي" من أمامها لتدلف للغرفة قائلةً:
-وسع كده
رمقها بطرف عينه وقال بسخط:
-أنا غلطان إني اساعدك في حاجة أصلًا
جلست على الفراش جوار "آية" وقالت ساخرةً:
-يا ريتك ما ساعدتني اهو الناس فهمتنا غلط
ضم يده لصدره وقال:
-كل واحد يفهم زي ما هو عايز المهم اني معملتش حاجة غلط ومتزعليش المرة الجاية أنا اللي هوقعك
سحب "علي" من يده واجلسه على الأريكة وجلس جواره وقال:
-طيب طالما منمتوش فهموني إيه اللي حصل؟
انكمشت "سلمى" على نفسها وقالت:
-خايفة أنام لوحدي
نظر لها "فهد" وقال وهو يحتضن عينيها بدفء:
-من إيه يا حبيبتي محدش يقدر يلمسك
-يعني مش هيجي تاني
نظر لها نظرات مبهمة وقال:
-لو وافقتي
-على إيه
-عايز يتجوزك
هالة من الصمت احتلت الأجواء نظرت لأخيها قليلًا ثم عادت للغرفة من جديد ولم تنبس ببنت شفة بينما نظر "علي" لأخيه بنظرات مبهمة وكاد يرحل لكن منعه "فهد" واصطحبه إلى شرفة غرفته
بينما "سلمى" كانت تجلس على الفراش تضم قدمها لصدرها بكت وهي تدفن وجهها بوسادة "فهد" ربتت "آية" على شعرها بحنان وقالت:
-مالك يا سلمى
نظرت لها وقالت بعيون محمرة دامعة:
-أنا مبحبش هشام يا آية ومش هحبه وعارفة أنه مش بيحبني هو عايز حاجة واحدة وكلنا عارفين إيه هي
-اديه فرصة يمكن فعلًا بيحبك وزي ما بيقول مشاعره ساقته
هزت رأسها بنفي وقالت:
-مش هقدر يا آية مش هقدر
قالت بشك:
-سلمى في حد تاني
رفعت الأخرى نظرها له وصمتت ولم تتحدث في نفس الوقت وجدتا "فهد" "وعلي" يعودان للغرفة ويخيم عليهما صمت مريب، قال "فهد" بهدوء مرعب:
-كل واحد على اوضته والصبح لينا كلام تاني
لم يكن هذا رد الفعل المنتظر منه فلما هذا البرود ولما هذا الهدوء المريب ماذا أخبره "علي" ليصبح بهذا الحال قالت "سلمى" بارتباك:
-فهد أ..
قاطعها بغضب:
-على اوضتك يا سلمى!
-بس..
كادت تكمل حديثها لكنه قاطعها بحدة:
-سلمى!
نظرت له والدموع تملئ مقلتيها وقالت بصوت تخنقه العبرات:
-هي دي وصية بابا ليك
وقفت قليلًا تنظر له في انتظار أنا يعتذر ويصالحها فهذه عادته عندما يغضب علي أي منهم وقد اعتادوا هذا لكن هذه المرة لم تهتز به شعرة حتى! ها هو لايزال يقف مكانه وها هي ترحل وهي تحبس العبرات بمقلتيها لا تريد أن تبكي أمام أيٍ منهم ستصبح قوية ولن تؤثر فيها بعض الكلمات لقد وعدت "فهدًا" بهذا.
زفر بغضب وهو يقبض على كف يده ويعض على أسنانه بقوة حتى كاد يهشمها ثم نظر لأخته النائمة في منتصف الفراش وألقى نظرة على صغيره النائم بين يدي والدته لم يقوى على النظر إليها ولا يدري لمَ لمْ تتحدث.
___________

خطايا الظل✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن