«12»

516 26 0
                                    

كانت تتجول في المكان بفستانها والملل يحتل قسامات وجهها خلعت حذاءها ذا الكعب العالي حيث أنه يؤلم قدماها وأيضًا لم تحبه يومًا لكنها مجبرة على ارتدائه اليوم من أجل الحفل الذي تقيمه الشركة الخاصة بوالدها من أجل الصفقة الجديدة والذي يُقام في منزل أخيها
اقترب وعانقها من الخلف وضمها إليه حتى التصق ظهرها بصدره شهقت بفزع فوضع يده على فمها وقال:
-الجميل إيه اللي موقفه لوحده
عضت يده وحاولت الإفلات منه لكنه شدد قبضته على خصرها فقالت بصراخ وهي لا تزال تحاول الهروب:
-أنتَ بتعمل إيه يا حيوان سيبني
شدد قبضته عليها ووضع رأسه على كتفها وقال:
-سلمى أنا بحبك ومش هسيبك أنتِ بتاعتي لوحدي
للحظة عاد عقلها للعمل فتذكرت ما علمتها "آية" إياه من حركات لتدافع بها عن نفسها ومن الواضح أنه ليس بوعيه فدسعت قدمه وضربته بكوعها في بطنه وأفلتت منه أخيرًا كادت تركض لكن هذه المرة أمسكها من معصمها بغضب وقربها إليه مجددًا واقترب منها ببطء لكنها ضربته بقدمها بين فخذيه فسقط أرضًا يتألم، نظرت له ثم ركضت سريعًا وقدماها لا تحملها وجسدها بأكمله يرتجف وأثناء ركضها اصطدمت بأحدهم فوقعت أرضًا أثر تخبطها نظر لها فوجدها تبكي فجثى سريعًا على ركبتيه أمامها محاولًا تهدئتها فصرخت فور أن شعرت به يقترب فقال سريعًا:
-اهدي يا سلمى أنا علي إيه اللي حصل
كانت تجلس على الأرض وتضم قدميها لصدرها وتحيطهما بيداها وفور أن سمعت صوته رفعت وجهها له وعندما تأكدت منه ارتمت داخل أحضانه وظلت تبكي لم يعرف ماذا يجب عليه أن يفعل أيعانقها ليطمئنها أم يبعدها لأنها محرمة عليه؟ لم يعرف أي شيء سوى أنها بحضنه الآن لكن حُرم عليه الاستمتاع بقربها وفرت عليه معاناة الاختيار عندما ابتعدت ونظرت له وقالت من بين شهقاتها:
-كان.. علي ده كان..
لم تستطع التحدث ثم اجهشت في البكاء مرة أخرى ولكن هذه المرة خارج أحضانه عادت لتتكور على نفسها من جديد ظنًا منها أنه لا يُريدها، تبًا! ألازالت حتى الآن لا تعي بما يحدث له من مجرد النظر إليها والآن تظن أنه لا يُريدها؟!
"نظرةٌ من عينيكِ تكفي، لتعصف بقلبي قرونًا آتية، فما بالُكِ باقترابكِ حياة الروح"
-براحة خدي نفس واهدي
كانا يتنفسان سويًا ويُعيدان الكرة مرة وراء مرة حتى هدأت قليلًا فقال:
-يلا هوديكِ اوضتك وابعت لك فهد ماشي
أومأت له في صمت وحاولت الوقوف فترنحت قليلًا وكادت تسقط فأحاط بخصرها قبل أن تقع لم يستطع غض بصره عنها فأمعن النظر لعينيها البُندقيتين الباكيتين وأنفها الأحمر وشفتيها القرمزيتان غفلا عن تلك العيون التي كانت تتابعهم بغضب فأجفلهم صوته:
-شاطرة بس تعملي عليا محترمة وأنتِ مدوراها معاه مش كده
اختبأت سريعًا خلف ظهر "علي" وتشبثت بملابسه بخوف فتبادل "علي" معه نظرات تُشع غضبًا فاقترب بهدوء من ذاك الشخص وأمسكه من مقدمة قميصه ولكمه بغضب عكس الهدوء الذي كان عليه منذ قليل:
-تعمل عليك مُحترمة؟! لا هي مُحترمة غصبًا عنك وعن اللي جابك يا *** ولو فكرت تقرب منها تاني نهايتك هتبقى على إيدي يا *** فاهم
ظل يلكم فيه حتى صار وجهه مليئًا بالكدمات فتركه "علي" ليسقط أرضًا وذهب وتركها واقفة تنظر لظهره وما أن سمعت تأوهات المُلقى على الأرض حتى ركضت خلفه تحتمي به..
بعد قليل في غرفتها قال وهو يقف جوار الباب:
-هروح انادي لفهد وأجي متتحركيش من هنا
هزت رأسها بنفي وقالت وهي تنهض سريعًا:
-لا لا أنا خايفة متسبنيش
تنهد ومسح وجهه بكفه وقال:
-سلمى دي أوضتك محدش هنا ومش هيحصل حاجة
بكت وهي تنكمش على نفسها وقالت:
-طب كلمه على الموبايل
جلس على الأريكة المقابلة للفراش وقال بهدوء:
-بتعيطي ليه دلوقتِ
جلست على الفراش مجددًا وقالتمن بين شهقاتها:
-خايفة يا علي أنتَ مش عارف كان هيعمل فيا إيه ده كان..
لم تُسعفها الكلمات فألجم لسانها لتصبح كبكماء تراودها رغبة مُلحة في الصراخ عاليًا، تبًا الأمر مؤلمٌ كأعمى يُريد أن رؤية جمال القمر والنجوم المضيئين في السماء، كأصم يود لو يستمع لصوت من يحب ولو دقائق معدودات.
-عارف يا سلمى عارف
قالها بألم ثم هاتف أخاه عدّة مرات حتى أجاب أخيرًا فقال بقلق ممزوج بعصبية:
-أنتَ فين أنا بقالي ساعة بدور عليك وسلمى كمان مش لاقيها
أردف "علي" بهدوء:
-سلمى معايا أنتَ فين
-ضحى نامت كنت هوديها أوضتها أنتم اللي فين
-في أوضة سلمى متتأخرش
__________

خطايا الظل✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن