«7»

807 36 2
                                    

وقف ينظر لها ولسكونها الذي لم يعتد عليه ودموعه محتجزة داخل مقلتيه اقترب منها وجلس جوارها، وقال:
-وحشتيني أوي شوفي ساعات بسيطة بس حقيقي مش قادر اتحمل من غيرك بيمروا وكأنهم سنين أنتِ هتقومي لي بسرعة صح أنتِ مش عارفة حاسس بإيه وأنا شايفك كده أنا متعودتش عليكِ ضعيفة كده واحشني كلامك وهزارك وشقاوتك وكل حاجة فيك أنا كنت خايف يمكن أكتر منك
رفع يده ومسّد على شعرها، وتابع:
-مكنتش متخيل إني بحبك أوي كده، آه معترف إني بحبك معترف إني لما اتجوزتك كنت بحبك ومكنتش ناوي على طلاق بصراحة أصل مقدرش اعيش من غير أم لسانين اللي احتلت قلبي مقدرش أكمل من غيرك يا نبض قلبي
ألقى نظرة على جروح وجهها وأخذ يداعب وجنتها بإبهامه، وقال:
-على الرغم من الجروح اللي في وشك دي بس لسه جميلة زي ما أنتِ
-أنتَ بتعاكس بقى
قالت مازحةً وهي تبتسم ليضحك بخفة وساعدها في الاعتدال على الفراش قبّل رأسها، وقال:
-ألف سلامة
جلس أمامها لترمش عدّة مرات وهي تنظر لوجهه وقالت بصدمة:
-أنتَ إيه اللي حصل لك ومعالجتش جروحك ليه
أشار لقلبه، وقال:
-مش قبل ما اعالج الجرح اللي هنا الأول
رفعت حاجبها قائلةً:
-وده هتعالجه ازاي
قال مصححًا:
-هتعالجيه ازاي
-أنا!
أومأ لها وهو يغمض عينه لتبعد نظرها عنه بغيظ، وهي تقول ببرود:
-مليش دعوة يا فهد بيه
نظر لها قائلًا باستنكار:
-طب ما أنتِ بردو خبيتي عني إنك إبليس
-دي أسرار شغلي
ذات الاستنكار على وجهه بل وتضاعف فنظرت له وحمحمت قائلةً:
-أنا من حقي أعرف أنا اتجوزت يزن ولا فهد
قال ببساطة:
-اتجوزتي الرائد فهد الجبالي الشهير مؤقتًا بيزن عبد الرحمن بس كده
نظرت له بضيق وقالت بحدة:
-ليه بتتكلم عن الموضوع وكأنه بسيط وحاجة عادية
أمسك يدها وقال:
-يا آية افهميني دي أسرار شغل وأنتِ عارفة شغلنا قد إيه حساس
تابع ساخرًا:
-وبعدين على الأقل أظهرت لك ولو جزء من شخصيتي مش زي ناس معروفة بقوتها وجبروتها في الداخلية وفي الواقع "هو اللي هناك ده بيبص لي كده ليه"
قال جملته الأخيرة مقلدًا إياها فضحكت وقالت:
-جبروت إيه ده أنا بسكوتة
ضحك ساخرًا ثم قال بعد قليل:
-ليه مكنتش أعرف إنك معايا
-أنا كمان مكنتش عارفة، بس عارف اللي محيرنيإيه مين جوزنا لبعض؟ ومش أنا، أنا كنت معاك
-المفروض أنا اللي اسألك ابليس يعني تبعك لازم تكوني عرفتي
هزت رأسها نافيةً ذلك وصمتا قليلًا ثم نظرا لبعضهما وأردفا في صوت واحد:
-جاسم!
دلف ثلاثتهم الغرفة ذهب إليها أبوها وأخوها بينما زوجة أبيها ظلت واقفة خارجًا قُربًا من الباب "وجاسم" عندما استمع إليهم ابتسم ابتسامة بلهاء، وقال:
-استأذن أنا يلا السلام عليكم
ما كاد يخرج من الغرفة حتى صاح به "فهد"، قائلًا:
-استنى!
اتجه إليه بينما اتجه "إيهاب" نحو ابنته وهتف بقلق وهو يتفحص وجهها:
-إيه يا حبيبة قلبي أنتِ كويسة
وضعت رأسها على صدره وأحاطت خصره بيدها السليمة، وهتفت وقد ترقرقت الدموع بعينيها:
-وحشتني
رمقهما "فهد" بنظرة تشي بالكثير لكنه آثر الصمت ولم ينبس ببنت شفة بنهاية إنهما أب وابنته بينما هتف "علي" بسخرية أو دعونا نقول غيرة:
-ما كان معاكِ امبارح
رمقته بضيق وقالت:
-رخم
ضحك قائلًا بخبث:
-مليون سلامة لأيوش حبيبتي
ابتسمت له وقالت:
-حبيبي تالله
رفع حاجبه ساخرًا وقال:
-ما أنا كنت رخم من شوية
نظرت له بغيظ وقالت:
-امشي يالا اطلع برا، صحيح هي الحرباية فين؟
-آية! لو سمحتي
قال بضيق فهتفت مصححةً:
-قصدي طنط جميلة الحرباية أمك فين؟
نظر لها بطرف عينه وقال:
-عملتي إيه أنتِ كده ما بتشتميها بردو! هي قاعدة برا
ترك "جاسم" واقترب منها وضغط على الزر بجانب السرير حتى يُعلم الطبيب باستيقاظها ثم قال:
-أنا شوية وهرجع عايزة أي شيء
أومأت له فنظر لها باستفهام في انتظار أن يستمع لما ستقول، أردفت:
-عالج جروحك
-هروح في..
قاطعته قائلةً:
-قدامي يا يزن لو خرجت رجلي على رجلك
قال "جاسم" مصححًا:
-اسمه فهد
هتف "فهد" بسخط:
-خليك في حالك يا مُحترم وقتك ده
نظر له "جاسم" وهو يرفع أحد حاجبية ثم أردف بنفس النبرة:
-تصدق بالله أنا غلطان وفعلًا زي ما خالك قال محدش هيربيك غيرها

خطايا الظل✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن