«19»

378 24 0
                                    

كانت تسير في الغرفة ذهابًا وإيابًا بقلق فقد حل المساء "وفهد" لم يعد بعد رن هاتفها معلنًا اتصال من أحدهم فرَنت للشاشة وجدته "جاسم" أجابته بقلق:
-أيوه يا جاسم فهد كويس
قال بارتباك:
-ا..
قاطع كلامه معها وصرخ بشخصٍ آخر:
-يعني إيه هيموت اتصرفوا
قالت وقلبها يكاد يتوقف من الذعر:
-مين ده! جاسم جاسم
أجابها بهدوء:
-أيوه
اغرورقت عيناها بالدموع وقالت:
-فين فهد
-فهد..
قالها بنبرة تحمل من الأسى ما يكفي لتفهم أن حديثه كان عنه قالت برجاء والدموع تسري كالشلال على وجنتيها:
-جاسم بالله رد
أُغلق الهاتف فارتدت ملابسها على عجلة وخرجت سريعًا ولم تأبه بنداء "يزن" وبكاء "أبرار" فقط كانت تحاول إقناع عقلها بشتى الطرق أن "فهدًا" بخير اصطدمت به أمام الباب وهو يدلف نظرت له تتأكد أنه "فهد" ثم عانقته بقوة ونست أنهما متخاصمان ربت على ظهرها وقال باستغراب:
-مالك يا حبيبتي
قالت بصوت مختنق أثر البكاء:
-أنتَ كويس
همهم لها فسألته مجددًا:
-بجد
قطب حاجبيه وقال:
-آه يا حبيبتي كويس
شددت من عناقها له ودفت رأسها برقبته أكثر فشدد على عناقها بدوره بعد مدّة ليست بطويلة ابتعد وقالت بغضب:
-فين جاسم
قطب حاجبيه بعدم فهم وأشار لشقة أخاه وقال:
-في شقته
دفعته من صدره وهي تقول بغضب:
-طب وسع لي كده
رنّت الجرس ففتح لها وقبل أن ينبس ببنت شفة لكمته بقوة فسقط أرضًا ركض "فهد" يبعدها عنه فقال "جاسم" بألم وهو ينهض من على الأرض:
-أبو اللي يدّخل لكم في حاجة لأبو اللي عايز يصلح بينكم
-تصلح بينا إيه يا..
كانت تتحدث بغضب فوضع "فهد" يده على فمها فهو يعلم إذا فقدت أعصابها ستسبه بأبشع الشتائم وجميع الأطفال يشاهدون قال برجاء:
-أبوس رجلك بلاش تشتمي
أبعدت يده قليلًا وقالت:
-عايز تصالحنا على بعض تقوم تقول إنه مات
توسعت عينا "فهد" بصدمة وقال وهو ينظر "لجاسم":
-موتني بالحياة يا ابن الـ..
صاحت به" آية" قبل أن يكمل:
-إيه أنتَ كمان اسكت
أبعدهما "جاسم" من أمام الباب وقال بسخط:
-أنا غلطان يلا من هنا
أتت نوران من الداخل على صوتهم وقالت باستغراب:
-في إيه
نظر لها وقال:
-صحي النوم يا حج
طالعته "آية" بغيظ وقالت:
-وليك عين تهزر
شهقت بخضة وقالت وهي تتفحص وجهه:
-مين اللي ضربك
ربّت على يدها وقال:
-واحدة مجنونة سيبك منها
نظرت"آية" "لفهد" تسأله بعدم تصديق:
-قال مجنونة صح شتمني مش كده
هز رأسه نافيًا وسارع يقول:
-لا لا شتمني أنا
حاولت التملص منه وهي تقول بغضب:
-سبني بس هجيب حقي
أحكم قبضته عليها وقال:
-خلاص بقى هو هزاره رخم زيه معلش
-لا أبدًا حق..
لم يجد فائدةً من الحديث معها فحملها على كتفه وعاد لشقته ولم يأبه بصراخها به كي ينزلها عاد وراءهما "يزن" وكذلك "أبرار" بينما "عائشة" عادت مع والديها إلى شقتهم ضحك "علي" وقال:
-أختي دي وَحش ومفيش منها اتنين
ثم ازدرد ريقه وتابع:
-بس أنا خايف على أخويا
كبتت "سلمى" ضحكتها وقالت:
-أنتَ قلت لها إيه عشان كل ده
هز كتفيه وقال ببساطة:
-ولا حاجة كلمتها في الموبايل ومثلت إن فهد في المستشفى وهيموت أنا فكرت الموضوع هيخلص بحضن ويتصالحوا بس أنا واحد غبي ما أنا عارف إنها مجنونة ومش هتعديها بالساهل
نظرت له "نوران" وقالت بغيظ:
-تستاهل أنا لو مكانها هعمل أكتر من كده
ثم تركته وعادت للداخل مجددًا وكذلك عاد كل منهم إلى شقته مجددًا وما كاد "جاسم" يغلق الباب حتى اندفعت "ضحى" للداخل بغضب وهي تصرخ:
-حمزة
ابتلع الماء الذي كان يشربه بصعوبة وقال بتوتر:
-نعم
قالت بغضب من بين أسنانها:
-كنت مع سيرين بتعمل إيه
ارتبك قليلًا ثم حمحم قائلًا:
-أصل.. أصل كانت بتسألني عن حاجة
همهمت وطالعته بعيون ضيقة وقالت بهدوء مريب:
-وإيه هي الحاجة دي
أتت "نوران" على صوتها العالي وقالت باستغراب:
-في إيه..
قاطعتها "ضحى" مشيرةً لها بكفها وهي لاتزال تنظر له:
-ثواني يا طنط
همهمت له فابتلع غصته بصعوبة وقال:
-هقول لك
أردفت بهدوء:
-وأنا سامعة
لم تصدر عنه أي حركة ولم يبادر بنطق كلمة فقالت بهدوء من بين أسنانها:
-هاته
اصطنع الغباء وقال:
-هو إيه
صرخت به بغضب عكس هدوئها منذ قليل:
-حمزة!
امتثل لأمرها وذهب لإحضار الظرف الذي استلمه من "سيرين" تلك كان معطرًا برائحة طيبة فتحته وهي تتوعد له قرأت ما كتب على ورقة بيضاء داخله ثم كورت الورقة بيدها بغضب وألقتها بوجهه ثم ذهبت دون أن تتفوه بكلمة وهذا جعله يشك أنها "ضحى" وما هي إلا ثوانٍ وعادت إليه ثم صفعت وجنته حسنًا هذه هي "ضحى" التي يعرفها
__________

خطايا الظل✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن