«6»

746 35 4
                                    

"دائمًا ما أخشى المجهول، ومن منَّا لا يفعل عزيزي القارئ؟ إنه القدر! أحمقٌ هو من يظن أنه يستطيع الصمود أمامه وتوقع القادم.

ستكون كل أحلامك وردية، وتظن أنك قوي لا تهزم، لتستفيق على صفعة القدر! تلك التي أقسم بأنها لربما تكسر فكك، القدر لن يكتفي بصفعة واحدة عزيزي، بل ستجد صفعات عدّة متتالية تهشم عظام وجهك! إن لم تلجأ إلى الرحمـٰن، فسيقودك اليأس إلى سبيلٍ واحدٍ لن تجد في نهايته سوى الانتحار يا صديق، فاحذر!"

نظرت حولها تبحث عن شيءٍ ما، ثيابها وسجادة الصلاة ستلجأ إلى ربها تمامًا كما علمها هو وكما فعل دائمًا أخذت تُناحي ربها وبعدما انتهت استمعت لرنين هاتفها، نظرت لاسم المتصل وأجابت فقال:
-جاهزة؟
أومأت كأنه يراها وقالت:
-جاهزة
-عارفة هتعملي إيه؟
سأل بهدوء فأجبته:
-هروح المكان وهعرف كل حاجة هناك
ابتسم قائلًا:
-في رعاية الله
كاد يغلق لكنها أوقفته عندما قالت:
-بابا!
همهم لها فقالت بارتباك:
-هو يعني لو أنتَ في حد غالي عندك أوي وحاسس إن فيه خطر قريب منه وأنتَ عايز تحميه تعمل إيه
فكر قليلًا وقال:
-حد غالي أوي يعني
أومأت بشدة قائلةً بلهفة:
-أوي أوي
قال بنبرة ماكرة:
-هدعي له ربنا يحفظه وبعدين لو أنا عارف الخطر ده جاي منين ليه محاولش امنعه من غير ما أذي نفسي ولا أذيه خلي بالك على نفسك
شدّد على جملته الأخيرة فابتسمت عنوةً وها هي ذا تستعد للذهاب
___________

مجتمعين في ميناءٍ مهجورٍ قريبٍ من المكان الذي سيجتمع فيه كِلا الزعيمين لتسليم الشحنة ها هم رجال الظل الحقيقيين مجتمعون ليقضوا على هؤلاء المفسدون، تحدث "جاسم" بسعادة عندما رآه قائلًا:
-يزن
-يزن إيه بقى ما خلاص
جاءته نبرة الآخر تحمل الكثير من الحزن فأردف:
-مالك زعلان ليه وأنتَ بتقولها مش فرحان إنك هترجع لحياتك؟
مسح على شعره بضيق وقال وهو ينظر حوله:
-فين الخريطة
وضعها أمامه على الطاولة وقال وهو ينظر إلى ساعة يده:
-متبدأش دلوقتِ
نظر له غاضنًا حاحبيه وقال:
-ليه؟
نظر للرجال من حوله وقال:
-اللواء بيقول إن لسه فيه حد ناقص
فعل ذات الشيء وقال:
-مين؟
دلفت بخطى واثقة، برغم خطورة الوضع إلا أنها سعيدة بعودتها لمكانها الحقيقي أردفت بثقة وهدوء:
-أنا
هذا الصوت يعرفه جيدًا نظر لمصدره وهو يحاول تكذيب ما يسمعه لربما يتخيل من فرط شوقه لها لا أكثر لكنه حالما رآها هتف بصدمة:
-نعم!
إنها هي لكن كيف؟! ألم يتركها في المنزل منذ ساعة تقريبًا؟ فغر فاه عندما أدرك أين هم وماذا سيفعلون، أما عنها فلم تكُ حالتها أفضل منه هي أيضًا تملكتها الصدمة لرؤيته هنا أمامها أحقًا هو شرطي! أشارت له وقالت:
-أنتَ بتعمل إيه هنا؟
طالعها بغضب وقال من بين أسنانه:
-أنتِ اللي بتعملي إيه هنا!
يبدو أنهما على مشارف معركة هنا وسينسون المعركة الحقيقية، همس "جاسم":
-دي مراتك؟
أومأ له وقبل أن يتكلم هتف أحد الرجال الجالسين أمام أحد أجهزة التتبع:
-فهد باشا في إشارة جديدة
-فهد!
همست لنفسها بدهشة عندما وجدته يتقدم منها نظرت له تريد تبرير لما يحدث ظنت أنه سيحدثها لكنه تخطاها وذهب للذي هتف باسمه، فركت جبينها قليلًا ثم قالت:
-فين الخريطة
قالتها موجهةً حديثها إلى "جاسم" الذي نظر تجاه "فهد" ينتظره أن يجيب فأخرجت بطاقة من جيب بنطالها وقالت بنفاذ صبر:
-الرائد آية الجارحي مكافحة مخدرات
أومأ "فهد" بهدوء مريب فهو يعرف هذا الاسم جيدًا الآن هو يتعرف على زوجته ظنها ضعيفة كما أظهرت له لكنها فاجأته بأنها واحدة من أقوى العناصر الخاصة لمكافحة المخدرات.
وضع الخارطة على الطاولة بقوة فالتفوا حولها جميعًا بصمت، ابتلعت غضة بحلقها وبدأت في شرح الأماكن لهم وأين سيكون موقع الزعيمين أشارت إلى نقطة ما وقالت:
-هنا هيتم التسليم
ثم أشارت لعدّة نقاط أخرى وتابعت:
-عشان نحاصرهم لازم نبقى متركزين في الأماكن دي و..
استمعت لصوت اللاسلكي الخاص بها فامسكت به تستمع للإشارة المحولة كان هذا اللواء "مراد" قال:
-الرائد آية الجارحي اتحركي على مكانك فورًا
-عُلم وجاري التنفيذ
نظرت لهم جميعًا من حولها وقالت:
-شغلي هنا خلص مهم جدًا تفتكروا أماكن الفخاخ
تنهدت وهي تنظر "لفهد" واقتربت من أذنه وهمست:
-خلي بالك من نفسك عشاني
هتف عندما رآها تُدير ظهرها وتبتعد:
-على فين؟
رفعت زاوية فمها بخبث وقالت وهي تركض للخارج:
-قدامك بالظبط 10 دقايق تكون موزعهم على المكان متتأخرش
___________

خطايا الظل✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن