الترتيب الزمني للفصول عشوائي
أول فصل كل شخصية هتعرف بنفسها بس.
أنه انا إيكاروس اتحدث
بالتأكيد تعلمون قصة إيكاروس الذي اقترب من الشمس حتى ذابت اجنحته وسقط ليموت بعدها، كلا انا لست مثلهانا فتى عادي أدرس الهندسة، احب الحياة واحب أن اجعل نفسي أشعر بالسعادة وأن ابعد نفسي عن السلبيات، انا شخص ايجابي جداً ولست ايجابي امام الناس فقط بل مع نفسي ايضاً، لدي اصدقاء احبهم كثيراً
عندما أريد شيء ما اقوم بطلبه، عندما اشعر بشيء ما اتحدث، إن شعرت أن احد اصدقائي يتجاهلني سوف اسأله ماخطبه واخبره عن شعوري
انا اتعامل بمنتهى الشفافية مع الجميع، ولكن ليس الجميع كذلك، لدي صديق يقوم بإيذاء جسده بأستمرار وعندما اسأله عن هذا ينكر أنه يؤذي جسده، وانا لايمكنني الضغط عليه ليخبرني الحقيقة بأي حال، كما أنه يحاول الأنتحار كثيراً ويخبرني انها مجرد حوادث
بمناسبة هذا، مرت فترة بالفعل منذ اخر مرة رأيته فيها، اوسكار كلبي العزيز في حالة خمول مؤخراً وهذا يقلقني، لكن سأتشجع واتركه واذهب لأرى صديقي في جامعته، أقول جامعته لأنه لا يدرس بنفس تخصصي وليس من نفس سني
تحركت لأفتح الباب واوقف تاكسي وبعد دقائق نزلت عند الجامعة لأدخلها، انا محبوب في الجامعات ولا يرفض أي احد لي طلباً، مشيت الى المُدرج الذي كان يفترض أن يتواجد به ودخلت لأمشي الى الأستاذ المشرف لأسأله عنه وهو قال أنه غادر منذ قليل، اوه لماذا فعل هذا؟، هذا مقلق
شكرت الأستاذ وتحركت لأخرج من المُدرج ثم من الجامعة، ومجدداً اوقفت تاكسي وبينما انا به ارسلت رسالة اليه
"مرحباً آدم"ارسلت وانتظرته أن يرد وهو رد بعدها
"مرحباً إيكاروس""لقد مررت عليك في الجامعة لكن لم اجدك اخبروني انك خرجت مبكراً هل انت بخير؟"
سألته ليرد
"انا بخير دعك مني كيف حالك انت؟"وكشخص يتحدث بشفافية اخبرته
"بخير ولكن قلق على اوسكار قليلاً""لربما عليك أن تعرضه على طبيب بيطري"
هو محق علي أن افعل هذا"حسناً سأخذ بنصيحتك ثم سوف اخبرك بأي جديد"
"حسناً اتمنى أن يكون بخير"
اغلقت هاتفي ثم نزلت من التاكسي امام منزلي لأدخله، جلست بجوار اوسكار امسح على رأسه بلطف، انا احبه كثيراً، هو معي منذ ست سنوات وهو يتشارك معي الكثير من الذكريات، هو يعطيني الكثير من الحب دائماً، اكثر من البشر نفسهم، رؤيته هكذا تؤلمني
اخرجت هاتفي ونشرت على تويتر
"هل يعرف أي احد رقم طبيب بيطري؟"انتظرت وانتظرت حتى بدأ اصدقائي يضعون ارقام مختلفة، اخذت اتصل وكنت اكتشف أن اغلبهم بعيدون عني، حتى وجدت اخيراً واحد قريب، لايمكن لأوسكار الخروج وهو بهذا الحال يجب أن يأتي الطبيب بنفسه اليه، والطبيب رفض القدوم، اخذت اتصل بالمزيد من الأرقام وانا على وشك البكاء
رن جرس المنزل لأقف واضع الهاتف في جيبي، فتحت لأرى واحد من اصدقائي، ثيبي، هو اكبر عمراً مني، اخبرته أن اوسكار مريض وانه يجب أن يبقى معه حتى احضر طبياً وذهبت بدون أن انتظر رده، اوقفت سيارة اجرةعلى عجل لأركبه وطلبت منه اخذي لأقرب عيادة طبيب بيطري، هو بالفعل اخذني ونزلت واخبرته أن ينتظرني
دخلت بسرعة الى الطبيب لأترجاه أن يأتي ويفحص اوسكار ثم سحبته معي ليتبعني الى التاكسي، نزلت منه لأخرج مفاتيح المنزل من جيبي ثم ادخلها في قفل الباب ويدي ترتعش من التوتر، فتحت الباب لأسرع الى الداخل واقترب من اوسكار، كانت عيونه مغلقة ولا يتنفس
كلا لايعقل أنه مات بتلك السرعة كلا هذا لم يحدث، اقترب الطبيب لينظر اليه ثم يقول
"انه ميت"تجمعت الدموع في عيناي لا اصدق كم انا شخص سيء لقد تركت صديقي العزيز يموت بسهولة، اخذت ابكي بينما ثيبي تحرك ليربت على ظهري ويقول
"لابأس هو قد ارتاح الأن"ولكن هذا لن يوقف دموعي بأي حال، اوسكار صديقي العزيز، ضممته بين ذراعاي واخذت ابكي، بعدها بفترة هدأت قليلاً وعيناي تؤلمانني من كثرة البكاء وثيبي اقترح أن نقيم جنازة له مادمت احبه وانه سيظل ذكرى في داخلي، واجل بالطبع سأقيم له جنازة
رن هاتفي لأخرجه من جيبي واقوم بالرد، وما إن رددت سمعت المتحدث يقول
"آدم حاول الإنتحار مرة اخرى.".
أنت تقرأ
مستشعر ضوء
Romanceمشروع تخرج إيكاروس أخذ منحنى غير الذي كان يخطط له عندما وجد نفسه محاصراً في مكان لا يعرف أي أحد به (تحتوي على علاقات مثلية)