الشرق والغرب

307 39 1
                                    

بعد الأنتهاء من عملي في المقهى وتبديل ملابسي وجدت كمال يقف مع زملاء عملي ويتحدث معهم

"هل تعرفه؟"
سألت وائل

"بالطبع، أنه شقيق بيتر"
رد

مهلاً!، بيتر لم يخبرني أبداً أن لديه أشقاء!، ولكن إن كانا شقيقين فهذا يفسر الكثير، تركهم لي أبيت في منزلهم، ثم مجيئهم هنا مباشرةً بعد سؤالي لبيتر عن شخص لا يجيد القراءة والكتابة

لكن لماذا أخفى بيتر هذا عني؟، لم يقل أن كمال شقيقه، قال بأنه يعرفه فقط

أشعر بأنني تعرضت للخداع!

غادرت وتركتهم، توقفت عند متجر يبيع الملابس، لفت نظري بنطال جينز عليه زهور

سمعت صوت زملاء عملي لألتفت، كانوا يسيرون مع كمال ويتحدثون ويضحكون، هل مرافقة رجل العشوائيات ممتعة هكذا؟

أرجو أن يقضي ليلته عند أحدهم وأن لا يعود لمنزلي

"إيكاروس"
ناداني رومان

"كيف الحال؟"
أبتسمت بتكلف

"لماذا غادرت وحدك؟، لنعد معاً"

"مستعجل، كان يومي طويلاً"

"سأعود انا معه"
قال كمال

أكبر خدمة يمكن أن تقدمها هي أن تتركني وشأني

"سأهتم به"
أحاط بيده خصري وضم ظهري لصدره، يعتصرني، أكاد أموت

"يا رفاق، أشعر وكأنني أرى الشرق والغرب معاً، أنتما حقاً مختلفان جداً"
قال وائل

"طريقة الحديث وحدها كافية لتظهر الفرق بينهما"
أضاف راكان

"يمكنكما تصوير مسلسل كمسلسل نيللي وشيريهان"

"حسناً، هذا يكفي، أخبرتكم للتو أن يومي كان طويلاً"
أفلتني كمال أخيراً

عدت للمنزل وكمال يثرثر طيلة الطريق، من الجيد أنني لا افهم نصف حديثه

"لماذا لم تخبرني أن بيتر شقيقك؟"
سألته فور وصولنا للمنزل

"ظننت أنك تعرف"

"كلا، لقد تعمدتَ أخفاء الأمر عني، حتى أن شيماء أخبرتني أن لكم شقيق في القاهرة ذهب ولم يعد، ولم تقل بأنه بيتر!"

لا أفهم لماذا أخفوا الأمر عني!

"أنسى الأمر"
أخبرته ثم أستلقيت على الأريكة، سأنام فقط

في اليوم التالي تلقيت رسائل من بيتر، لكني تجاهلتها، حتى أتى بيتر لمنزلي بنفسه

"مرحباً!"
قال

أفسحت له ليدخل وعندما وجد كمال موجوداً أستغرب، هذا ما شعرت به تجاه نظراته

"ماذا!، الست من أقترح شيماء على شقيقتي!، أوه!، مهلاً، أقترحت شقيقتك لشقيقتي"

"إيكاروس انا لم أتعمد أخفاء الأمر"

"من الواضح أنك تعمدت هذا، كِلاكما فعل هذا، لكن صدقاً انا لا أهتم لكمال، هو ليس صديقي أصلاً، لكن انت كنت صديقي!"

"كنت!"

"لماذا أخفيت عني الأمر إذاً؟"

فجأة قبضت يد على فمي لأسكاتي، كان كمال، ما بال هذا الرجل؟

بدأ الأثنان يتحدثان بطريقتهما السوقية، كنت أحاول أبعاد يد كمال عن فمي ولكنه قبض على فمي بشكل أكبر وأحاط بذراعه ذراعاي وخصري ليمنعني من تحريكهما

أندفعت للخلف عدة مرات، أحاول أبعاده عني، حتى تعثر أخيراً وسقط، وسقطت انا أيضاً فوقه

أسندت يداي على صدره لأستقيم واقفاً ولكنه قبض على معصمي ليمنعني من النهوض، فجأة سحبتني ذراع من فوقه، كان بيتر

"انت بخير؟"
سأل

"هل تريدان قتلي؟"
رددت عليه

"ما شأني انا؟، هو من أمسك بك!"
أعترض بيتر

نهض كمال
"غادر فقط"
كان يتحدث مع بيتر

لماذا لا يوجه أي واحد منهما حديثه لي؟، هل انا شبح؟، حتى أنهما يتشاجران في منزلي!

"كُفا عن الشجار"
صرخت

تركتهما ودخلت لغرفتي، إن كان كمال يريد المبيت هنا لينم على الأريكة، لا أهتم

أستيقظت ووجدت قدم موجودة أمام وجهي، تقلبت في السرير بسرعة لدرجة أنني سقطت على الأرض

نهضت وانا أتحسس ظهري، كان كمال ينام على السرير، كان عليه النوم على الأريكة!

أمسكت هاتفي وخرج من الغرفة، لم أجد رسائل من غاس، هذا غريب، تفقدت تويتر ووجدت الشركة التي يعمل لترويجها حالياً قد نشرت صوراً جديدة، لربما هو متعب من كثرة العمل

سألته عن حاله وتمنيت له يوماً جيداً
يوم بدون غاس هو شيئ باهت حقاً

شعرت بكمال يرتمي على الأريكة بجواري، لا يمكنه فعل أي شيي بشكل طبيعي!

شعرت بعدها برأسه على كتفي، هو يمزح اليس كذلك؟، أغلقت شاشة الهاتف، لابد أنه يفعل هذا ليتجسس علي

من الغريب لرجل العشوائيات، وتحت رجل الف خط لأن رجولتهم سامة للغاية، أن يسند رأسه على كتف رجل أخر، هذا إن كان يعتبرني رجلاً أصلاً

رن هاتفي بنغمة إستلام الرسائل وأنارت الشاشة، كان غاس، أخيراً!

.

مستشعر ضوءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن