غذاء الروح

407 30 4
                                    

لم أكتب منذ أنهيت الخدمة العسكرية
أي منذ ثلاث سنوات

حدث الكثير، تعلمت المزيد عن مجال البرمجة، حصلت على وظيفة جديدة

أتضح أن الوظائف لا تحتاج الشهادة الجامعية، هي أجراء شكلي فقط، والأهم من هذه هي الواسطة، توسط لي مسلم

علمت في وقت لاحق أن كمال يدرس الأن، لقد أخذ شهادة محو الأمية ومنها قدم في أحدى المدارس، هو الأن في المرحلة الثانوية

رجل العشوائيات قليل الصبر يدرس!، غريب اليس كذلك؟
على الأقل تركت تأثيراً جيداً عليه

اين انا الأن؟
أشتري باقة زهور، سأرسلها لرجل العشوائيات لأنني أجبن من أن أسلمها له بنفسي

ذهبت لشركة شحن لأتأكد أن الباقة ستصل سليمة، وضعت رسالة في منتصف الباقة ثم دفعت للشحن وأنصرفت مع كوب قهوة ستاربكس الذي أشتريه بأستمرار منذ أن أصبح مرتبي عالياً

صعدت في سيارتي ثم فتحت تويتر، أول تغريدة ظهرت أمامي كانت صورة ليدين بهما خواتم مع جملة
"خمنوا من تزوج؟"

توقفت القهوة في حلقي وأخذت أسعل
آدم تزوج؟

شربت من زجاجة الماء لأتوقف عن السعال، أخذت نفساً عميقاً، آدم تزوج!، ومما أرى أنه نفس الرجل الكبير الذي كان مرتبطاً به من قبل

على الأقل هو كبير الأن ويعرف ما يريد بالضبط!
انا رجل ثلاثيني الأن ولا أعرف ما أريد حتى

شغلت سيارتي لأبدأ القيادة للمنزل، رن هاتفي لأجيب وأفتح السماعة الخارجية كي لا أشتت أنتباهي عن الطريق

"هل ستتأخر؟"
كان مسلم

"كلا، انا في طريقي للمنزل"

"لا تشتري طعاماً، سأطهوا اليوم"

"حسناً"

"أنتبه للطريق"

"سأفعل"
أنهيت المكالمة وبدأت أفكر هل علاقتي به مؤقتة أم لا؟

لا يمكننا الزواج أبداً، نحن بالنسبة للمجتمع رجلان عازبان، هذه ليست وصمة لأنه لحسن الحظ أننا لسنا نسائاً

لقد عرفني لأحد مواقع المثليين الخفية وعرفت منها أننا لسنا وحدنا، هناك الكثير من المثليين هنا يعيشون معاً كشركاء سكن

من الرائع أن تعلم أنك لست وحيداً

ركنت السيارة والقى حارس المبنى التحية علي أثناء دخولي لأستخدم المصعد

دخلت المنزل وسمعت صوت الأغاني يصدر من المطبخ، دخلته ووجدت مسلم يقوم بالطهي

"مرحباً!"
التفت لي وهو يبتسم
"مرحباً!"

"بدل ملابسك أولاً كي لا تلتقط رائحة الطعام"
دفعني خارج المطبخ

ذهبت للغرفة وبدلت ملابسي لفستان قطني عليه زهور بيضاء، أجل، الأن أرتدي ما اريد في المنزل، عدت إليه، من الرائع مراقبته، هناك أوقات لا أستوعب بها أنني معه الأن

أنا هويت وانتهيت وليه بقى لوم العزول
يحب إني أقول ياريت الحب ده عني يزول

وقفت لأساعده في أعداد الطعام

"كيف كان يومك؟"

"جيد، لقد أرسلت الزهور لكمال بالفعل"

قهقه ثم قال
"أسف، كمال وزهور في نفس الجملة هو شيئ لم أعتد عليه، كان سيقدرك أكثر لو أرسلت إليه باقة حشيش"

ما دمت أنا بهجره ارتضيت خلي بقى اللي يقول يقول

"أتحب الحشيش؟"
سألته

"الجميع يحب الحشيش، لكني لست مدمناً"

منطقي، الحشيش يجعل الجميع سعداء
غسل يديه ثم أحاط بذراعه خصري وشابك يده الأخرى بيدي ثم بدأ يحرك قدميه، جاريته وتحركت معه

انا وحبيبي في الغـرام
مافيش كده ولا في المنام
احبه حتى في الخصام
وبعـده عني يا ناس حرام

في هذه اللحظة تماماً أشعر بالرضى على كل أختياراتي أو حتى الأشياء التي لم أخترها، على أرتباطي بغاس، وعلى أنفصاله عني، ثم مقابلتي لكمال، دخولي الجيش، لقائي بمسلم، ثم موافقتي على الأرتباط به

عانقته أثناء رقصنا، هو أفضل أختياراتي، لم أكن لأنجو بدون الحب، لأن روحي تتغذى عليه

ما دمت انا بهجره ارتضيت
مني على الدنيا السلام

.
انا هويت وانتهيت


.

مستشعر ضوءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن