أحب التقاط الصور
سبق وأخبرتكم بهذادعوني أضيف لكم شيئ أخر أحبه
وهو إيكاروسفتى لطيف ويعجبني، تعارفنا بسهولة، وأرتبطنا بسهولة، كل شيئ سلس بيننا
يحبني بشدة، أثق بهذا، لا يكتمل يومه إلا بمحادثتي، وكذلك انا لا يكتمل يومي إلا بمحادثته، لكنه غالباً من يبدأ الحديث
في الوقت الحالي أعمل كمصور، لقد تعلمت الكثير حتى أصبحت محترفاً في التصوير ولست مجرد هاوي
شجعتني عائلتي على أخذ هذه الخطوة، أحياناً أشعر بأن أهم علاقة في حياتي ليست علاقتي بإيكاروس، أو بأي أحد غيره، بل هي علاقتي بعائلتي
هم أوائل الداعمين لي دائماً، وملجأ آمن، كيف لشخص أن يتفوق على هذا؟
لم أخبرهم حتى الأن بأمر أرتباطي بإيكاروس، ولا أعلم لماذا، انا متأكد أن عائلتي ستتقبل الأمر، لذا لست قلقاً من ردة فعلهم
ربما قلقي الحقيقي يكمن في ثقتي بأنني أحب أحداً غير عائلتي، هل أحبه حقاً لدرجة أن أترك عائلتي أو أن أغيب عنهم من أجله؟
لا تفهموني بطريقة خاطئة، انا حقاً أحبه، المشكلة هنا هي أنني أحب عائلتي أيضاً، أو ليست مشكلة حقاً، لكنها ما يجعلني قلقاً، هل يمكن مقارنة عائلتي بأي أحد؟
بعد يوم عمل طويل عدت للفندق، تفقدت الرسائل التي وصلت لي، كانت هناك رسائل من والدتي وإيكاروس وأبن عمي سايمون
رددت على والدتي أولاً ثم إيكاروس ثم سايمون، تركت الهاتف ثم طلبت وجبة من خدمة الغرف
يومي كان طويلاً ومتعباً، فتحت التلفاز أثناء تناولي للطعام، وصلتني رسالة من إيكاروس، كان فيلمي المفضل يُعرض على أحدى القنوات
غيرت القنوات بسرعة حتى وصلت إليه، صورت الشاشة ثم أرسلتها إليه بدوري
فيلمي المفضل بائس قليلاً، هو فيلم مصري أسمه أسكندرية ليه، به شخصية مثلية، ونهايته ليست سعيدة، لكن على الأقل حبه حقيقي!
غالباً الشخصيات المثلية في مجتمعنا لا تحصل على نهايات سعيدة، هذه حقيقة، في النهاية سيضطرون للزواج لمواكبة المجتمع، إلا إن أستطاعوا الهرب
وصلني إيميل عمل، هذه المرة سأعود للقاهرة، جلسة تصوير لمجموعة أشخاص رياضيين تابع لحملة وزارة الشباب والرياضة
لدي وقت لأزور إيكاروس قبل أن أبدأ العمل على جلسة التصوير تلك، بمجرد أن أنهي عملي هنا سأزوره
"هل انت مستيقظ؟"
كانت رسالة من الفتى الذي يقوم بتعديل الصور بالفوتوشوب، فلو لم تكونوا تعلمون فإن التقاط صور جيدة وحده ليس كافياً، فهي تحتاج لتعديلات الفوتوشوب"أجل"
رددت عليه"أيمكنني القدوم لغرفتك؟"
سؤال غريب في هذا الوقت"أجل"
كنت فضولياً وقلقاً قليلاًبعد دقائق سمعت طرقاً على الباب وفتحته، كان أدريس، أفسحت له ليدخل ثم أغلقت الباب
"هل هناك خطب ما؟
سألتهأدريس هو أصغر فرد في فريق العمل، عمره ثمانية عشر عاماً فقط، لكنه يمتلك موهبة كبيرة في الفوتوشوب جعلته هنا الأن
"أيمكنني البقاء هنا لليلة؟"
الأمر يزداد غرابة"أيمكنك أخباري بالسبب؟"
"لا أستطيع"
لم أكن سأرفض طلبه بأي حال حتى لو رفض أخباري، لربما هو خجل، أو قلق، والموضوع شخصي
"يمكنك البقاء"
رددت عليه في النهاية"شكراً، سأنام على الأريكة، لن أزعجك"
"كما تريد"
أغلقت التلفاز ثم غسلت أسناني ودخلت لغرفة النوممر اليوم التالي بشكل طبيعي، بشكل جيد جداً، كان لدي وقت لمراسلة إيكاروس على مدار اليوم
كان يوم جيداً لدرجة أن إيكاروس أشترى التنورة التي أخبرته بأنها سوف تناسبه، لذا غيرت خططي وقررت السفر مساء اليوم فور أنهاء عملي بدلاً من الغد
كان من الرائع رؤيته، لكن كان لديه ضيف، شعرت ببعض الأرتباك لأنني وكما سبق وقلت، لم أعلن عن مثليتي بعد، لكنه أخبرني بأنه أحد أصدقائه
لا بأس بالأصدقاء، هم أشخاص جيدون، على الأقل هو ليس آدم ذاك، بمجرد ذكر أسمه أشعر بالغرابة
أعددت الطعام ولكن صديقه لم يأكل معنا، أتصلت به شقيقته لذا أضطر للأنصراف، وهذا أفضل، أريد البقاء مع إيكاروس وحدنا قليلاً
سألته عن عمله وإن اراد أن أتوسط له ليجد عملاً أخر لكنه رفض، قال بأنه يريد الأعتماد على نفسه
كان الوضع ليصبح أفضل لو كان حصل على شهادته الجامعية، لكن ما منعه كان مشروع التخرج، لقد علق بسببه في أحدى قرى العشوائيات لمدة
قرر بعدها أنه لا يريد التخرج، حاولت أقناعه عدة مرات لكنه رفض
وصلني إيميل به أسماء الرياضيين الذين سأقوم بتصويرهم، كنت أقرأ لأرى إن كنت أعرف أحدهم، توقفت عندما رأيت أسماً غريباً قليلاً
رآي شريف سليم سوريس
نفس أسم عائلتي!
ما معنى هذا؟.
أنت تقرأ
مستشعر ضوء
عاطفيةمشروع تخرج إيكاروس أخذ منحنى غير الذي كان يخطط له عندما وجد نفسه محاصراً في مكان لا يعرف أي أحد به (تحتوي على علاقات مثلية)