مستشعر ضوء

الضحية

"هل كنت من البداية تعلم من انا؟"
سألت قيس عندما تركنا الرجل العجوز بعد أن أخبره أن يأخذني لغرفة لأبيت بها

"لن يشكل هذا فرقاً"
قال ثم توقف عند أحد الغرف وفتح بابها

"بل سيشكل فرقاً، هل كان من الرائع العبث مع حفيد سوريس؟، هل شعرت بالسعادة عندما جعلتني أعلم كم أن عائلتي قائمة على الأكاذيب وأفسدتها؟"

"عائلتك كانت فاسدة من البداية، انا لم أفعل شيئاً"
يتحدث ببرود

"السبب الوحيد الذي دفعك لدخول حياتي هو عائلتي اليس كذلك؟، وعندما نفذت مرادك قررت الأختفاء"

"هل جربت احتراف التمثيل من قبل؟"

"ماذا!"

"لأنك بارع حقاً في لعب دور الضحية"

ماذا يجني من معاملتي بهذه الطريقة؟، كل هذا بسبب الشجارات العائلية بين عائلتي وعائلته؟

بالطبع انا لا العب دور الضحية، حياتي أصبحت فوضوية وكل هذا بسببه!، لربما أكتشاف ماضي عائلتي كان شيئاً لم يكن يفترض بي أكتشافه

"ما مشكلتك؟، بعد كل هذا تلقبني بالممثل؟"
صرخت به

"هل فكرت يوماً كيف كانت حياة شقيقك؟، كيف رباه والديك الحنونان؟، كيف شعر عندما ولدتَ وعندها فجأة تعلما كيفية التربية واصبحا يعاملانك بطريقة مختلفة عنه؟، كيف كانوا يسممونه بأسوأ الكلام ثم يذهبون لغرفتك ويخبرونك بأنهما يحبانك كيفما كنت؟، كيف أستقل وحيداً بعد الثانوية؟، ما نوع المشاكل التي واجهها؟، هل فكرت يوماً في الحديث معه بعد أن علمت بأنه حقاً شقيقك؟، انت أناني لعين يلعب دور الضحية يا أغسطس"

كلا، أعني هل كان رآي ليقبل بالحديث معي؟، لقد كذب عندما سألته عن عائلته، قال بأنه لا عائلة لديه، لم يقل بأننا شقيقان أو أنه يعرفني

وكيف يعلم قيس كل تلك المعلومات عن رآي أصلاً؟

"هل انت مهووس برآي؟"

"ماذا ستفعل إن قلت أجل؟"

مهلاً!، هو مهووس بشقيقي ولهذا تقرب مني؟
كلا هذا غير منطقي فأنا وهو لسنا على وفاق حتى

"أتقصد بالهوس انك تحب رآي؟"

"أجل"
يتحدث ببساطة

"كيف لك بمعرفته أصلاً؟"

"انا من قمت بتأجير المنزل له"

هو لا يمزح إذاً!، هو يحب شقيقي، الم يقل من قبل أن اليوت نوعه؟

"ماذا عن اليوت؟"

"من يمكن أن لا يحب اليوت؟، حبه هو شيئ عادي، كحب الناس للبطاطس المقلية، الجميع يحبها"
أستطرد بعدها
"حادثني عندما تتوقف عن لعب دور الضحية"

غادر وتركني
دخلت الغرفة وجلست على السرير، لماذا لا يمكنه تقدير مشاعري؟، لماذا يفكر فقط في رآي؟، هل لأنه يحبه؟

الم يفكر كم كان من الصعب علي ترك عائلتي التي كانت كل حياتي تتمحور حولها؟، لقد فسدت حياتي تماماً

والأسوأ أنني ما زلت أشتاق إليهم، أشتاق لتجمعات العائلة، أشتاق للأحتفلات والحديث واللهو معاً، لتشجيعهم المستمر، كانوا أكبر داعم لي

محاولتي في معرفة شيئ عن عائلتي أنتهى بتدميرها، كان علي الصمت ونسيان ما علمته

كان رأسي وضميري يؤنباني، لكن كان علي الأحتمال، أعتقد لو عاد بي الزمن سأبتعد عن قيس وأتظاهر بأنني لا أعرف أي شيئ

رآي بالفعل لديه من يحبونه، انا لا أمتلك شيئاً غير عائلتي، كان علي البقاء معهم للنهاية

.