جبان ليست الكلمة المناسبة

326 32 25
                                    

لا يبدو كمال هكذا أبداً
لكنه منذ أن تعلم القراءة وهو يأخذ وقتاً طويلاً في قراءة القصص

تصرفاته تتحسن تدريحياً، لكنه لن يكون أبداً كرجل جيد بالنسبة إلي

"روس"
سمعته ينادي، من هو روس؟

"هل تتحدث معي؟"
التفت إليه

كان يجلس على كرسي منضدة المطبخ وفيه يده رواية

"أجل"

"اسمي إيكاروس"

"أقوم بأختصاره"
قال ببساطة، يختصر أسمي؟، ما نوع المشاغل التي لديه كي يقوم بأختصار الأسماء؟

"الم تتأخر على عملك؟"
سألته

ترك الكتاب من يده، كان ينظر لي بطريقة غريبة
"ما المشكلة؟"
سألته

"اليوم الجمعة"

كيف نسيت هذا؟، انا من يعمل اليوم وليس هو، أصدر هاتفي نغمة الأشعارات، جففت يداي في منشفة المطبخ ثم أخرجته من جيبي

كان أشعاراً من تويتر، غاس حصل على وظيفة جديدة، أصبح مصمم أزياء يستخدم أسلوباً مختلفاً في التصميم، وهذه ليست طريقة تصويره، يبدو أنه أستعان بمصور

ولكن لماذا؟، كانت صوره لتكون أفضل
لا أعتقد بأنني تجاوزته بعد

لا أشعر أنني مستعد للخروج من الخزانة لأي أحد غيره، هذا سبب أضافي يجعلني أبقى في نفس النقطة

شعرت به يصفع فخذي بالكتاب
"انت!"
ابتعدت عنه قليلاً

"أتحدث معك وانت لا ترد"
قال

"ماذا تريد؟"
صوتي كان ما يزال مرتفعاً بسبب فعلته، وفي أقل من جزء من الثانية كان يقف وكتابه قرب رقبتي، ليس وكأنه سيقتلني به، ولكنه يهددني

"لا تنسى من انت أيها المصري"
قد يتغير الكثير، لكن حتى الأن ما زال كمال يلقب القاهرة بمصر ويقول عني مصري

كما أنه ما زال يصفع فخذي في كل مرة يريد فيها أثارة انتباهي

أبعد الكتاب عن رقبتي ووضعه على المنضدة
"سأوصلك"
قال

"لا شكراً، لا حاجة لهذا"
أخبرته وهو تجاهلني وأنصرف

هل ذهب فقط؟، جيد
بدلت ملابسي ثم أرتديت حذائي وخرجت من المنزل
وما إن فعلت رأيته أمامي هو ودراجته النارية

تناسبه لدرجة مزعجه، فهو رجل عشوائي لا تناسبه السيارات، لا تناسبه الأشياء الغالية والأماكن الفخمة، ما يناسبه هو كل شيئ عشوائي ورخيص

مستشعر ضوءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن