موجود

376 35 3
                                    

فتحت باب منزل سيليا
"لقد أحضرت لكِ قهوة"
تحدثت وانا أدخل وعندها رأيت سيليا تجلس مع فتاة أخرى، تلك الفتاة مألوفة، هل تلك شيماء؟

"سوسن!"
هي شيماء بالفعل!

"ماذا!"
أستغربت سيليا

"أسف للدخول هكذا، لم أعلم أن لديكِ ضيوفاً"
أرجو أن تفهم شيماء أنني لا أود الحديث

"هذا شقيقي إيكاروس"
قالت سيليا

"أعرفه"
ردت شيماء لتستغرب سيليا

ما مشكلتهم مع أخفاء الأسرار؟
حدقت بشيماء، يفترض أن تفهم أن هذا سر

"لقد أوصلت لها طرداً من قبل"

"كيف؟، هي ليست من القاهرة أصلاً"
ردت سيليا

تركت كوب القهوة على المنضدة
"سأذهب لعملي، أتيت لأعطيكِ كوب قهوتك"

خرجت من الباب وأصطدمت بأحدهم، نظرت أمامي كان الشخص الذي تمنيت أن لا أراه مرة أخرى، المدعو حوكا

انا أحلم اليس كذلك؟، ماذا يفعل هو وشقيقته في القاهرة؟

أسرعت وهرولت مبتعداً عنه ثم أوقفت تاكسي، أشعر بالقلق، هناك رجل يعرف أنني مثلي يتمشى بالجوار، كما أنه عند باب منزل شقيقتي وشقيقته في الداخل معها!

ماذا يفعلان في القاهرة أصلاً؟

أستلمت الطلبات التي سأوصلها اليوم وبدأت أوصلها واحداً تلو الأخر وبعد الأنتهاء أشتريت أيس موكا

أخرجت هاتفي وأرسلت لأغسطس، على الأغلب هو منشغل، سيرد عندما يتفرغ

أشعر بأن البقاء في ذاك المكان العشوائي أفسدني، صِرت أكذب على الأخرين وعلى نفسي أيضاً

فقاعتي الجميلة ثُقبت وفجأة أصبح كل شيئ غريباً، لكني سأتمسك بحياتي

ذهبت لأبدأ عملي في المقهى وبعد أنهائه تفقدت رسائلي، أبتسمت وانا أقرأ رسائل غاس، أرسل لي صوراً أيضاً

وجدت رسائل من شقيقتي أيضاً، كانت تريد رؤيتي، أخبرتها أنني سأمر عليها غداً قبل العمل

فتحت تويتر وتفقدت تغريدات غاس هناك، وصلت للمنزل وبدأت أقلب في قنوات التلفاز، صِرت أكره رؤية الأفلام أو المسلسلات الشعبية، بغض النظر عن أنني لم أكن أتابعها أصلاً

لكن رؤيتي لمقطع منها يذكرني بذاك المكان وما حدث به،  توقفت عن التقليب عند ملاحظتي لفيلم "أسكندرية ليه" احب هذا الفيلم

به شخصية مثلية، مصري يقتل الضباط الأنجليز، وفي أحدى المرات يقع بحب ضابط أنجليزي، لم يستطع قتله، الإخراج لم يخفي هذا أبداً، قال الرجل له بأنه سهر طيلة الليل يتأمله

نهايتهما ليست سعيدة، وهما ليسا البطلان، لكني أحب الفيلم، شاهدته لأن أغسطس تحدث عنه

في مسلسل "لا تطفئ الشمس" أيضاً شخصية مثلية، شاب قام والديه بتزوجيه لأنه مثلي، وهو في الحقيقة يحب صديقه، مشاهدهما معاً معدودة، صغيرة، وبسيطة، لكنها حب صريح

حتى أن هناك مشهد وهو يشعر بالغيرة لأن صديقه تقرب من شخص أخر، كان يصرخ ويتشاجر عندما رأه بصحبته، غيرة واضحة

هذه اللحظات البسيطة التي ظهر فيها المثليون في الأعمال الفنية تجعلني أشعر بأنني موجود حقاً

كوني مثلياً هو أكبر سر أخفيه، ولا أعلم متى سأمتلك الشجاعة للخروج للعالم وأخبارهم بأنني مثلي، لكن حتى ذاك الوقت سأستمر في الأختباء والمراقبة فقط

أرسلت لأغسطس رسالة أخبره بأسم القناة التي تعرض الفيلم الأن، هو ليس في القاهرة، لديه عمل خارجها، في الجونة

أقترح علي عدة مرات أن آتي معه ولكني رفضت، لقد أقسمت أن لا أترك القاهرة منذ أخر مرة عدت إليها فيها

صورت له شاشة التلفاز والشخصيتان المفضلتان لدينا يظهران به، رد علي بصورة مماثلة، لقد أستطاع فتح القناة بسرعة!

قهقهت وأخذنا نتراسل ونحن نشاهد الفيلم، نحن بعيدان عن بعضنا لكننا نشاهد نفس الفيلم في نفس الوقت

.

مستشعر ضوءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن