ما ينقصني

307 29 10
                                    

الأصوات العالية
الصراخ
أصوات الصراخ المتداخلة
شجارات لا تعلم متى بدأت ومتى ستنتهي

كنت أقف بينما أراقب عائلتي يتشاجرون، لم يستطيعوا الحفاظ على هدوئهم هذه المرة

اليس هذا رائعاً؟

تركتهم ودخلت للشرفة وعندها أنتبهوا إلي، صرخ والدي
"لم ينتهي حديثنا"

توقفت عند سور الشرفة والتفت إليهم
"لكني أنتهيت منكم"
ملت بجسدي للخلف لأسقط من الشرفة

ليست محاولة إنتحار، أصدقائي كانوا يمسكون بقطعة قماش سميكة وكبيرة ليلتقطوني

فور سقوطي عليها نزلت من فوقها ثم صعدت معهم للسيارة، وهذه المرة لم أنظر خلفي، لم أنظر لأرى ردة فعل عائلتي

أخرجت علبة سجائر من درج السيارة ثم مددت يدي ليناولني كين ولاعة، أشعلت سيجارة وأخذت نفساً عميقاً

ركنت جوهرة السيارة عند منزل مؤمن
"ما مخططات اليوم؟"

"اليوت يقيم حفلاً، سأذهب بالطبع"
قالت جوهرة

نظرت لكين وهو رفع كتفيه ببلاهة
"لا تعتقد بأنني سأفوت حفلة اليوت، أنه رجل رائع"

لا أعلم لماذا
لكن كل شيئ تغير في حياتي إلا كوني لا أحب هذا الرجل

"حسناً، أستمتعوا"
فتحت الثلاجة وأخرجت زجاجة مياة

"لماذا لا تأتي معنا؟"
سأل نور

"تعلم أنني لا أحب اليوت"
رددت عليه، لا أحتاج للكذب عند هذه النقطة

"انت لم توضح لنا حتى الأن سبب كرهك له"

"لا أحتاج للتوضيح"

"في الواقع تحتاج، لأنه لا يوجد أحد يكرهه"
هذه مبالغة بالتأكيد، هذا الرجل مزعج جداً بالتأكيد هناك قاعدة جماهيرية كبيرة تكرهه

أعدت الزجاجة للثلاجة وأغلقتها
لماذا أكره اليوت؟
كنت أكرهه في السابق لأنني أكره الأشخاص المليئين بالجروح والذين يتعاملون مع الإنتحار والأمراض النفسية بشكل روتيني

ماذا الأن؟، لم أعد أكره هؤلاء الأشخاص لكن لكن مازلت أكره اليوت

لربما إن قابلته سيختفي كرهي له؟

"سوف آتي معكم"
قلت في النهاية

"رائع"
هتفت جوهرة

مستشعر ضوءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن