للعشق الكلمة الاخيرة

P36

قادت نجمة السيارة التي أتت بها بعد أن اتصلت بالرجل و اعتذرت له و بالتأكيد لم يصمت إلا بعد أن حولت لحسابه البنكي أموالا تعويضية عن الامس و اليوم

كان ذهن نجمة غير مشتت على الإطلاق بل كان أشبه بصحراء جرداء لا تفكر في شيء فقط تراقب الطريق هي لا تنكر أنه في البداية اتتها فكرة مجنونة في أن تذهب مرة أخرى إلى تلك المرأة و تضربها حتى تموت أو حتى تنفس عن كل تلك المشاعر المؤلمة الدفينة في صدرها و التي أشبه بحجر يثقل كاهلها

عادت نجمة و أخيرا إلى قصر فاروق و ما أن وصلت إلى البوابة أخبرت الحرس أن يعطوا السيارة إلى الرجل الذي سيأتي للسؤال عنها و أكملت طريقها إلى الداخل

دخلت نجمة الى القصر و هي تشعر بالانقباض في الواقع رغم أنها كانت موجودة في المشفى إلا أن احساس الراحة هناك كان جميلا للغاية

فور دخولها صدقت مشهدا للأب و ابنه و هما يلعبان و يلهوان سوية و تحولت صالة الاستقبال إلى ديزني لاند مصغرة كان شهاب يلاعب سراج بفرح و انسجام لكنه ما أن شعر بوجود أحد غيرهما التفت و رأى نجمة بعد أن خلعت نظارتها الشمسية و وجهها مرتاح إلى حد ما لكنه يملك مسحة حزن و تعب

ترك شهاب سراج الصغير بهدوء و جعله يلعب بالقطار الذي يدور حوله و الاخر يصرخ بفرح لطيف لاقصي الحدود و اتجه إلى نجمة بهدوء و قال لها : نجمة اريد التحدث

انقبض قلب نجمة هي احست بأن نتيجة الحديث لن تسرها بل و هناك شك يساورها حول ما يريد لكنها الآن لن تسمح له أن يكون هو المسيطر لابد لها أن تستعد نفسيا اولا قبل أن يقول ما يريد قوله فردت هي الأخرى بهدوء بارد و هي تتجه إلى صغيرها الذي ما أن رأى والدته زحف إليها بحفاضه الذي يتحرك معه فلم تستطع أن تظل بهذا البرود أمام طفلها اللطيف جدا و رسمت ابتسامة على محياها : أنا متعبة لنتحدث لاحقا

و لم تقف حتى لانتظار رده بل التقطت طفلها و صعدت لاعلى رفع شهاب حاجبيه قليلا و سرعان ما عاد إلى ملامحه الهادئة هو من داخله شعر بشيء خارج عن المألوف لكنه كذب إحساسه و برر ذلك بأنها متعبة من السفر

صعدت نجمة لاعلى و كانت حنان تقوم بترتيب الغرفة و تفتح النوافذ و ما أن رأت حنان نجمة ركضت إليها و قالت لها بقلق : سيدتي هل انت بخير لقد قلقت عليك كثيرا و ..

كانت حنان ستكمل ثرثرة لكن نجمة قاطعتها بإبتسامة لطيفة و قالت بصوت هاديء : لا تقلقي أنا هنا الان و الان سأتعبك معي و اجعلك تغلقين هذه النوافذ و تسدلي الستائر فأنا متعبة و اريد النوم و ساخذ سراج الصغير معي لينام أيضا

لاحظت حنان نبرة نجمة المرهقة فأومات برأسها و ذهبت و اسدلت الستائر و عطرت الغرفة بعطر هاديء و فتحت المبرد قليلا اما نجمة فذهبت لتأخذ حماما سريعا لكي تتخلص من آثار الغبار و السفر و خرجت منتعشة و ارتدت فستانا قطنيا مريحا للنوم و ذهبت لتنام هي و سراج و كان سراج قد غفا بالفعل فهذا ميعاد قيلولته