49

1.4K 95 29
                                    

كان حمزة يجلس في منزله و لم يخرج منه البته منذ يوم الزفاف كل طلبات المنزل يقوم الخدم و الحراس بإحضارها و الشركة التي أسسها بالفعل هي ملكه و هو يديرها لكن في الخفاء لذا هو يقوم بوضع الخطط و دراسة المشاريع من المنزل

هو لا يعلم هو يشعر أن هنالك شعور بالاحباط يجتاحة و ذلك الشعور ليس ناجم عن أنه لم ينتقم بل ناجم عن فكرة الارتياح لعدم الانتقام و لقد ارهقه هذا التفكير الزائد في الموضوع حتى الجواسيس الذين عينهم لينقلوا له اخبار شهاب و نادين لم يعد يستمع لهم لكنه فضل تركهم لربما يحتاجهم و لم يكن سهلا زرع هؤلاء الجواسيس هناك لذا إذا ما استغني عنهم و احتاجهم مرة أخرى سيضطر إلى المرور برحلة طويلة و شاقة في محاولة زرع أناس جدد

ترك حمزة القلم من يده و أدار الكرسي ناظرا من خلال النافذة إلى الحديقة الخلفية و هو يقرص على أنفه هو لا يعلم لما هنالك تلك الرغبة الملحة في أن يكلم نجمة مرة أخرى هذا أمر غير مريح للغاية و على الرغم من الشبه الفظيع بينها و بين نادين في الشكل إلا أنه لا يشعر بوجود ادنى تشابه

أثناء تفكير حمزة العميق في الموضوع رن هاتفه فأخذه و ابتسم عندما رأى هوية المتصل فرد و قال بابتسامة : ابن الخال كيف حالك

ابتسم الطرف الآخر بدور و رد عليه : بخير يا ابن عمتي و انت

أجاب حمزة و قد التف و اخذ القلم و لعب به : حسنا بخير

نهض الطرف الآخر و قال و هو يضع يده في جيب بنطاله : حسنا منذ أن عدت الى مصر و انت معتكف على نفسك سمعت انك لم تخرج من منزلك منذ فترة طويلة ماذا هل أصبت باكتئاب

ضحك حمزة بحزن و قال : حسنا أنا أفضل المنزل على الخروج انت تعلم هذا و ايضا لماذا أخرج

تذمر الطرف الآخر و قال له : انت تتكلم و كانك امرأة ارمله و تربي ايتام ما هذا انت توا دخلت الثلاثين من عمرك

تنهد حمزة ثم قال : حسنا انت تعلم السبب لم اتعافى بعد من الموضوع

شعر الطرف الآخر بالحزن و لكنه كتم الغيظ في صدره و حاول أن تكون نبرته مبهجة : حمزة هذه العاهرة لا تستحق حقا أن تحزن عليها و كف عن هذا الجنون الذي بك أنا متأكد انك لو تركت لنفسك الفرصة ستتعرف على من هي افضل و تعشقك حد الجنون أيضا فقط امنح لنفسك الفرصة في أن تتخطى هذه العلاقة الفاشلة و ايضا انت كنت مخطئ عندما أجبرتها على الزواج منك الحب لا يأتي بالاجبار

ضحك حمزة و هو يهز رأسه : ربما انت محق عندما فكرت في إجبارها لكن صدقني هي و اهلها عبيد للمال ما أن عرضت عليهم الأمر وافقوا بسرعة حتى هي رغم رفضها في البداية لكنها وافقت و اعطتني نفسها عن طيب خاطر لكنني كنت احمقا عندما لم اسمح لنفسي برؤية وجهها الحقيقي و الماكر

رد عليه الطرف الآخر : حسنا كفى احزانا و آلاما انت لم تزر القاهرة منذ أكثر من عشر سنوات و عندما تأتي ستظل حبيسا هكذا و ايضا قم بعمل استعدادك لانك ستمر على في الجامعة لكي تأخذني و نذهب الى خالك الذي تبقي له يضربني لكي احضرك عندنا للغداء

للعشق الكلمة الاخيرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن