P41.

2.2K 121 54
                                    

تجلس نجمة على طاولة الافطار و هي تطعم الطفلين امامها و الذان كانا في غاية اللطف و الانسجام في الواقع جميع من في القصر باتوا يطلقون عليهم توأم العفاريت الان صار عمر سراج عام و عمر ليل ستة أشهر لكنهما حقا ينسجمان بشدة و هي فرحة لذلك و الان هي تراقبهم و تتأمل علاقتهم اللطيفة يحاول سراج أن يطعم ليل التي ترفض أن يطعمها و لها كل الحق بصراحة لأنه لا يطعمها بل يرسم لوحة فنية بالطعام على وجهها و هو مقتنع أنه هكذا اخ صالح يطعم أخته

ظنت نجمة أن سراج سيغار من ليل و قد حدث هذا بالفعل لكن في البداية بعد ذلك عندما بدأت ليل تساعده في أعماله الشيطانية صارت له افضل اخت و صديقة لا تزال تذكر ذلك اليوم عندما حاول سراج امتطاء أحدى تماثيل الأحصنة العتقية و هي كانت تركع على يديها و قدميها كي تساعده على الصعود إلى التمثال الذي بدأ و كأنه حصان طروادة بالنسبة لحجمهما و عندما امسكتهما نجمة و كانت غاضبة منهما بشدة لان التمثال قيم وقع سراج بسبب الخوف من نجمة على الأرضية و كانت ليل قد وقعت أيضا

حينها نظر لها الاثنان بأعينهم الكبيرة المتسعة إلى نجمة و عندما لاحظت تقدم سراج أمام ليل ليحميها لم تتمالك نفسها و قامت بتقبيل الاثنين رغم أنهما لا يزالان صغيران الا انها تحاول قدر الإمكان أن تتعامل معهما و كأنهما كبيران و دائما ما تحثهما على أن يحميا بعض و يهتما ببعض و ها قد أتت النتيجة ثمارها

و الان قررت نجمة التدخل و إقناع سراج بالذهاب للاستحمام و بعدها ناولته لإحدى الخادمات الواقفة كي تحممه ثم مسحت بحنان بالغ وجه ليل التي كانت على وشك البكاء من تصرفات سراج و أكملت اطعامها و عندما فعلت ضحكت ليل بفرح و كأنها رأت نجمة طوق النجاة

اثناء ذلك حمحمت رئيسة الخدم السيدة سميحة فالتفتت لها نجمة و عقدت حاجبيها بتساؤل إلى أن قالت رئيسة الخدم بابتسامة عريضة : سيدتي السيد شهاب سيعود اليوم من رحله العمل

تخشبت نجمة في مكانها قليلا و كأنها تحولت الى تمثال ثم قالت لرئيسة الخدم بعدما التفتت لتكمل اطعام ليل و كأن الموضوع لا يعنيها : غريبة تلك رحلة العمل التي استمرت لأربعة أشهر أليس كذلك

ختمت نجمة جملتها باستهزاء ساخر و لمحت بعينيها رئيسة الخدم و هي تزدرد ريقها و قد شحب وجهها و لم تعلق

أكملت نجمة اطعام ليل و بعد أن انتهت ظلت تداعب وجنتها و تمزح معها و كانت ليل تضحك بشدة و ثم ألقت بنفسها على حضن نجمة التي التقطتها و نهضت من على طاولة الافطار و بدأت في صعود الدرج دون الالتفات إلى رئيسة الخدم التي كانت واقفة في مكانها تفرك يديها بتوتر بالغ

           *★*★*★*★*★*★*★*★

أغلقت نجمة باب الغرفة و غيرت ملابس ليل ثم أعدتها للنوم و بالفعل كانت دقائق قليلة حتى نامت أما سراج فقد احضرته الخادمة أيضا و اعطته لنجمة التي أعدته للنوم و نام هو الآخر فهذا هو ميعاد قيلولتهم

للعشق الكلمة الاخيرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن