كانت نجمة تقف في بهو القصر الواسع تراقب كل جزء فيه تلك الذكريات التي اجتاحتها كلما نظرت إلى ركن من أركانه
حاولت أن تجد ذكريات جيدة لكنها مع الاسف كانت نادرة اغلب ذكرياتها في هذا القصر عنيفة و موحشة
تنهدت برفق عندما رأت ولديها اللطيفين محمولين بواسطة الخدم و هما يتشاجران بلغة الاطفال و كانا يبدوان لطيفين
أدارت نجمة رأسها ناحية السلالم و رأت الخدم ينقلون الأمتعة الأخيرة فتنهدت براحة لأجل هذا لأنها ستغادر اخيرا
نظرت نجمة ناحية الخدم الذين ينقلون الأمتعة و كان من بينهم حنان التي كانت الدموع تنزل من عينيها بصمت و هي تنقل الأمتعة نظرت لها نجمة و ابتسمت بهدوء و ذهبت اليها و عانقتها بشدة أما حنان ما أن فعلت نجمة هذا حتى انفجرت في البكاء و هي تتشبث بنجمة كالطفلة الصغيرة و قالت أثناء شهقاتها بكلمات متقطعة : لا اصدق يا سيدتي انك ستذهبين و ستتركيني بمفردي في هذا القصر المتوحش و يشهد على الله أنه لولا حاجتي للمال لما ترددت ثانية في مغادرة المكان الذي تركتيه و معروفك معي أنا و اطفالي و عائلتي لن انساه مدى الحياة انت بالنسبة لي اكثر من اخت
ربتت نجمة على كتفيها و قالت و عيونها أدمعت بتأثر ثم قالت : و انت يا حنان فعلتي لي اشياء لم أكن لأنساها ابدا و تذكري مهما حدثت لك اي مشكلة فقط تعالي الي و انا سأساعدك
ما قالته نجمة لم يزد حنان الا بكاء و بعدها تركتها نجمة و مسحت دموعها بنظرة رقيقة و التفتت و رأت عمها يقف و هو ينظر لها و عيونه حمراء و فتح لها ذراعاه كي تذهب له و تعانقه
كانت نجمة غير راغبة في أن تودع عمها بالذات لأنها تشعر أنه كان له يد فيما وصلت إليه الآن لانه حاول أن يقربها من شهاب لأنها كانت تشبه نادين هذا غير أمر الوصية لهذا أراد من شهاب في ذلك اليوم عندما استرقت السمع أن يراها فقط حتى يرى الشبه بينها و بين نادين و يقبل الزواج بها و في كل مرة كان يفضل مصلحة ابنه عليها
لكن تحت هذه النظرات المترقبة للخدم و الجميع شعرت بالاحراج و بادلته عناق خفيف ثم تركته لكنه تشبث بها و هو يضمها و يهمس في اذنها بصوت أجش : سامحيني يا نجمتي
ذهبت نجمة دون التفوه بكلمة مما جعل نجم الدين عاجز عن الكلام و غادرت القصر و تبعها الخدم الذين يحملون الاطفال و ايضا الذي يحملون الامتعه إلى السيارة التي ستقوم بتوصيلها إلى منزلها الجديد
استقلت نجمة السيارة و الاطفال إلى جوارها و تأكدت أن حزام الامان الخاص بالأطفال محكم الإغلاق و قبلتهما قبلة بثت فيها أشواقها و كأنها تصبر نفسها و تقويها بهذه القبلة
تحركت سيارة نجمة و كان ورائها سيارة أخرى تحمل الأمتعة لم تترك نجمة اي شيء حتى المجوهرات فكرة أن أحدا سيتمتع بهذه الأشياء التي هي من حقها لم تستسغها حتى و إن كانت تكره شهاب لكن هذه الأموال و المجوهرات هي من حقها و هذا اقل تعويض لما قاسته لذا لن تلبس ثوب الكرامة مع شهاب
أنت تقرأ
للعشق الكلمة الاخيرة
Romantik(مكتملة) لطالما اركع العشق اقوى السلاطين ويجعل الرجل ينسي المنطق و يتحول الي فتي صغير و يهدم اقسي الجبال فتصير ترابا منثورا هذا ما يفعله العشق يحول الكره الي الحب و العناد الي تضحية فللعشق الكلمة الاخيرة