P42...

1.3K 93 41
                                    


خرجت نجمة من غرفتها مستعدة اخيرا للمواجهة مزيج بين الحماس و التوتر اجتاح كيانها لكن كان لشعور الحماس الغلبة لم تكن متحمسة لرؤية شهاب بعينه لكنها كانت متحمسة لرؤية نتيجة المجهود الذي بذلته و كيف سيكون اثر ذلك على شهاب

مشت نجمة بخطوات هادئة على عكس العاصفة التي كانت بداخلها حتى وصلت أمام باب غرفته

أخذت نفسا عميقا و أطلقته ثم رسمت على وجهها ابتسامة جميلة لزوجة هادئة و محبة و طرقت الباب عدة طرقات خفيفة و عندما سمعت الصوت يسمح بالدخول حركت مقبض الباب و دخلت على شهاب الذي كان يرتدي منامه بلون ازرق ملكي من القطن مع شعر فوضوي بعض الشيء و هو يرتدي نظارته الطبية و يجلس واضعا قدما فوق الأخرى و من هيئته يبدو أنه كان يقرأ بعض الملفات الهامة

نظر شهاب نظرة خاطفة للطارق ظنا منه أنها قد تكون الخادمة لكنه ما أن رفع رأسه حتى صدم مما رآه تجمدت ملامح شهاب هل ما يراه أمامه هي ذاتها نجمة

ضيقت نجمة عينيها قليلا تتفرس ملامح شهاب متأملة ردة فعله التي أرادت أن تضحك عليها حقا ردة الفعل تلك جعلتها تشعر و كأنها في نشوة

كانت الأفكار المتزاحمة تدور في خلد شهاب شكل نجمة تغير مليار بالمئة بداية من الشعر البلاتيني الذي لائمها حيويتها و جمالها حقا كان مصدوما لم يكن يتوقع أن غيابه ستة أشهر سيحدث هذا الفرق

نهض شهاب من مكانه بهدوء محاولا أن يداري تعابير وجهه التي اعتقد انها كانت حمقاء رسم ابتسامه هادئة على وجهه و قال : نجمة كيف حالك لقد اشتقت لك كثيرا

بادلته نجمة ابتسامة مصطنعة و قالت بهدوء : هذا طبيعي نصف عام ليس بالمدة القصيرة

عجز شهاب عن الكلام لفترة وجيزة ثم عاد لرسم نفس الابتسامة الهادئة و الرجولية و قال : من حقك أن تقولي أكثر من هذا انا اسف على الذهاب فجأة لكن صدقيني الأمر لم يكن يحتمل التأجيل ( ثم اقترب منها ممسكا يديها الرقيقتين و شديدتا النعومة بين يديه الكبيرة و الخشنة و اكمل ) نجمة عليك أن تعلمي أنه مهما حدث انت زوجتي و ام اطفالي و ابنة عمي لذا من فضلك لا تقسي علي اعلم انك رقيقة و حنونة و مهما فعلت أو حدثت بيننا خلافات انت تحبينني كما افعل انا

نجمة في ذهنها و هي تنظر بابتسامة هادئة لم تمحي من على وجهها منذ دخولها * حتى لقب الحبيبة لم يطاوعك لسانك أن تقوله لي و لو بالكذب *

سحبت نجمة يدها من يده بهدوء و لم تخفى هذه الحركة عن شهاب الذي تشنجت ابتسامته لفترة لقد انزعج حقا عندما فعلت ذلك تلك الأنانية بداخله عادت لتتولد من جديد مطالبة أن تبقى نجمة كما هي تحبه

مهما كانت درجة كره أو حب الشخص للطرف الذي يبادر دائما بالحب عندما يتوقف هذا الطرف عن الحب يصبح الشخص مجنونا و كأن ذلك الحب كالمخدر لا يتم الاحساس به لكن شيئا فشيئا يصبح جزءا من حياة الشخص دون أن يدري و عندما يتوقف يبحث ذلك الجزء الامامي عن الحب كالمدمن تماما و هذا كان نفس وضع شهاب هو لا يكره نجمة ابدا هو يقدرها و يضعها في مكانة مرتفعة عنده لكن لم تصل تلك المكانة إلى الحب و رغم ذلك داخله يطالبها بأن تستمر في إعطاء ذلك الحب

للعشق الكلمة الاخيرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن