46

1.4K 99 42
                                    

عندما خرجت نجمة من الفندق أخذت شهيقا و أطلقته براحة ثم نظرت إلى جانبها و رأت نادين قد خرجت توا و بسرعة امسكتها نادين من يديها بغنج و عينيها مملؤتان بالفضول و هي تقول : حسنا أخبريني بالتفاصيل ماذا حدث

نظرت لها نجمة ثم التفتت إلى بوابة الفندق و كأنها تشعر أنه يراقبها لذلك قالت لنسيم و هي تسحبها إلى السيارة : سنتحدث في السيارة

و ما كان على نسيم إلا أن اتبعتها بالفعل إلى السيارة و ما أن ركبوا قالت نسيم و هي تدير مفتاح السيارة : حسنا الان أخبريني

فجأة ضحكت نجمة و هي تتنهد ثم مسحت بكفيها على وجهها و قالت : لا اعلم قلت اشياء كثيرة لا أتذكرها شعرت و كأنني اتحدث إلى نفسي لا إليه

ضيقت نسيم عينيها و قالت و قد بدأت في قيادة السيارة : كيف

أجابت عليها نجمة و هي تعدل من ربطة شعرها : لا اعلم شعرت أنني سأشعر بندم شديد إن لم اخبره كل ما في خاطري و كأنني اعود لأنصح نجمة القديمة التي لم تكن تفكر في شيء سوى الانتقام لدرجة تجعلها تغير من نفسها من اجل أحد لا يستحق

نظرت لها نسيم و عيناها تحملان مشاعر معقدة و سالت نجمة بصوت مرتجف قليلا : كيف

تنهدت نجمة و قالت و هي تحدق في سقف السيارة : عندما اردت تغيير نفسي كان هذا لأنني أريد أن انتقم من شهاب أن اريه أنني جميلة أنني متفردة أنني قوية و وجوده كان يجعلني قبيحة و هذا خطأ لأنني عندما اريد ان اتغير يجب أن أفعل ذلك لنفسي لن أقول إن التغيير سيء علي كلا بل على العكس لقد جملني لكنني كنت أود أن أفعل ذلك التغيير لنفسي لأنني كلما انظر للمرآة اعجب بشكلي لكنني أود البكاء لأنني فعلته من أجل شهاب رغم أن الهدف كان انتقاما إلى حد ما لكن في النهاية ما فعلته كان من أجله و هذا هو نفس ما يفعله حمزة يود الانتقام لكنه لا يعلم أن كل ما يفعله في النهاية يظل من أجل نادين و هذا يدل على وجود مشاعر

ابتلعت نسيم ريقها و كان نجمة قد لمست جرحا في قلبها و قالت : و هل ما زالت لك مشاعر له

صمتت نجمة لعدة ثواني قبل أن تجيب برضا : لا أنا لا احمل اي مشاعر له و أدركت هذا عندما نظرت للمرأة و احببت نفسي لنفسي أنا و ليس لأنني غيرتها من أجل أحدهم

عاودت نسيم السؤال مرة أخرى : و متى ادركتي هذا

ارتفع طرف شفتي نجمة في ابتسامة ساخرة و قالت : عندما أدركت أن وجودي أو عدمه في حياته لن يغير شيء لأنه لا يهتم له من الأساس

و ما أن قالت ذلك تنهدت برفق و التفتت إلى النافذه و عندها صمتت نسيم و ذهبت في أفكارها و شردت في كلام نجمة

*★*★*★*★*★*★*★*★*★*★*★*★

مر شهر كامل منذ أن ذهبت نجمة و قابلت حمزة و في هذا الشهر كانت تعمل بجد على تربية الأولاد و خصوصا انهم كبروا و صار عمر سراج عام و ثمانية أشهر و ليل عمرها عام و شهران بدأت تروي لهم القصص و تلاعبهم و هم يتجاوبون معها و يحبون اللهو و اللعب و لم ترد ابدا أن يلمسوا الهواتف أو اي أجهزة نقالة فقط التلفاز و له مواعيد لقد وعدت نفسها انها ستكون لهم الالم و الاب و ستهتم بتربيتهم قدر الإمكان

للعشق الكلمة الاخيرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن