صدقه جاريه ( لعلهم يتفكرون )

٣٤ : نزيف الاعمار

📌نَزيفُ الأعمَارِ !

" لمَّا سمع عكاشة رضي الله عنه أن هناكَ سبعين ألفًا سيدخلون الجنة بغير حساب؛ أسرعَ فقال:
يا رسول اللَّه، ادع الله أن أكون منهم!
فقال عليه الصلاة والسلام: "أنت منهم".
فقال رجلٌ آخر: ادع الله أن أكون منهم..
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" سبقَك بها عُكاشَة ".

كان بين دخول الجنة بغير حساب، وبين التعرض للحساب والمساءلة؛ (لحظة واحدة!)، هي التي كانت بين سؤال عكاشة رضي الله عنه وصاحبه.

📍وهكذا الأمور مع الله سبحانه وتعالى..تفرق فيها اللحظة، وتؤثر فيها التسبيحة والتكبيرة والتهليلة، وتقدم المرء أو تؤخره دعوة أو دمعة!

🍃أشد الناس ندمًا في الآخرة هم المهدرون لأعمارهم-حتى وإن دخلوا الجنة-؛ فما بين الدرجة والدرجة في الجنة قراءة آية، وبينهما في العلو مسيرة خمسمائة عام !

رأيتُ صديقًا لا يوقف تحريك شفتيه ونحن جلوسٌ نتكلم، لا يكادُ يوقفهما عن التسبيح حتى انفضَّ المجلس، فقمتُ وبي من الحسرة على نفسي ما اللَّهُ به عليم! 💔 فكم ملأَ صديقي صحيفتهُ بالحسناتِ والأجورِ التي سيفرحُ ويُسرُّ بها يوم القيامة!

الأنفاس الذاكرة تورث غرف الجنان العاطرة! ومهملُ الحسناتِ يُفرطِ في أعالي الدرجات دون أن يشعر! الأعمار تُحسب بالأنفاس.
والجنة غراسها ذكر لا يتعدى طرفة عين.

أيها المتأخر -والكلام لي أولًا-
( أفِقْ مِن غَفلَتكَ وتدَارك ما تبقَّى من دقائِق وثواني عمرك )!

عكاشة رضي الله عنه وأصحابه المبادرون يعيشون في الجنة قبل الواقفين في عرصات وأهوال يوم القيامة بخمسين ألف سنة !

[ فأوقف نزيف عمرك من الآن! ]
وكن ممن يذكرون اللَّهَ قيامًا، وقعودًا، وعلى جُنوبهم.
وفي الطريق، وفي السيارة، وفي المطبخ، وفي السوق، وفي كل مكان تكون فيه.
اجعل دقائق عمرك تنقضي في قراءة القرآن، وفي الاستغفار والتسبيح والتهليل والتحميد وسائر ذكر الله تعالى ".

📌{ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا }.

🍃سُبْحانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْـقِه، وَرِضـا نَفْسِـه، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه.
🍃 سُبْحانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ.
🍃سُبْحانَ اللّهِ، والحَمدُ للَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَولَ ولا قُوةَ إلَّا بِاللَّهِ.

🔹اللَّهُمَّ ربـَّنَا بِرَحمتكَ اجْعَلنَا جَمِيعًا مِمن يدخلونَ الجَنَّة بِلا حسابٍ وَلَا سابقِ عذاب، والمُسلِمينَ والمُسلماتِ.