٢٦ : تأخير الصلاه

37 8 0
                                    

لا أعتقد أنى قرأت فى حياتى وصفا لفكرة الصلاة على وقتها مثلما قرات :-

وعدم تسويفها أو تأخيرها عن ميقاتها كما قرأت لكاتب عبقري فاز الفذ الرهيب رحمة الله عليه
.
يقول عن الصلاة
.
الفكرة التي تخجلني في تأخير الصلاة عن وقتها تكمن في أنني لست أنا من حدد الموعد لهذه الصلاة
.
ولا أنا من اختار التوقيت
.
الخالق تعالى هو من قدّر ذلك
.
الله الذي خلق هذا الكون
.
الذي يُصيب عقلي بالتجمد والتشتت بمجرد التفكير بعظمته واتساعه وتعقيده وجماله وغموضه وبديع إتقانه وكثرة مخلوقاته وآلائه ومعجزاته
.
هو الذي يريدني أن أقف بين يديه وأكلمه وأناجيه
.

وأنا ماذا أفعل؟

- في كثير من الأحيان أجعل هذا الموعد آخر أولوياتي حتى يكاد يفوت وقته
مُقدّما عليه كل أمر تافه وكل شأنٍ ضئيل
.
الله تعالى يطلبني (وأنا مجرد ذرة بلا وزن في كونه العظيم) لأقف بين يديه
.
وأنا منهمكٌ في سخافات الحياة وزينتها البالية
.
يطلبني لبضع دقائق فقط

وأنا أُعرِض وأُسوّف وأُماطل وأُؤجّل ثم آتيه متأخراً كعادتي
.
أيّ تعاسة أكبر من ذلك؟
.
يدعوني تعالى (لاجتماع مغلق) بيني وبينه
.
أنا صاحب الحاجة وهو الغني المتفضل
.
وأنا أجعله اجتماعا مفتوحا لشتى أنواع الأفكار والسرحان
.
أحضر بجسدي ويغيب عقلي
.
يريدني أن أبتعد عن كل شيء لدقائق معدودات لأريح بدني وعقلي وأفصل قليلاً عن ضجيج الحياة ومشاغلها وأبث إليه لا لغيره شكواي وهمومي
.
هو الخالق العظيم الغني عني وعن عبادتي ووقتي يطلبني ليسمع صوتي
.
وأنا الذي يماطل!
ثم ها أنا أجيء إمّا متثاقلاً أو على عَجَل وكأنني آتيه رغماً عني!
.
أنا الحاضر الغائب!
.
هو تعالى يريده اجتماعاً خاصاً
وأنا أجعله حصة تسميع باردة وتمارين رياضية جوفاء وعقلا شاردا
.

فأي بؤس أكثر من هذا؟
.
اللهم اغفر لي كل صلاة لا تليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك.
منقول للفائده

صدقه جاريه ( لعلهم يتفكرون )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن