جـفـاء

6.2K 372 133
                                    


أعـطـيـتـهـا عـشـقـاً فـي الـخـفـاء

و أخـذت مـن شـفـتيـهـا الـشـفـاء

كـانـت لـي كـالداء

و لا غـيـرهـا هـي الـدواء

--

يدخل غرفتها ليلاً و في ساعة متأخرة

مرهق الملامح، مقطب العينان

بعد عمل أرهقه لساعات طويلة، يجد نفسه
قرب سريرها و بعد أن وضع حدًا بأن
لا يدخل هذه الغرفة

يجد نفسه يدخلها مجدداً

يعلم أن حبها عاقبة

يعلم أن سيأتي يوم يخسر به كل شيء
من حوله لبقائها هي لا غير قربه و أمام
أنظاره

يتذكر توصيات طبيبته النفسيه المتكرره
في كل حصة و هي أن يترك بينها و بينه
مسافة و أن يهتم بأشياء أخرى تفيده

لكنه يبتسم بسخريه على أقوالها التي
لا تعنيه و يفعل العكس

يجلس بجانبها يشتم رائحتها

يأخذ منها القُبل سراً

أوغل أصابع يده بين ثنايا شعرها الكستنائي
يلتمس نعومته

كانت نائمة بعمق و هذا ما جعله
أكثر هدوء

هذه الليلة أكتفى برؤيتها لبعض الوقت

لم يسامحها على ما فعلته قبل أيام

ولم ينظر لوجهها بتلك المدة

يعاملها بجفاء طول الوقت و هذا ليحسسها
أنها قد أغضبته و بشدة

ينتظرها أن تطلب العذر منه
في تريث بارد

أبعد يده عن شعرها و يدخل بها في جيبه

ثم يأخذ بخطواته الى الخارج و يعود لغرفته
قبل أن يستفيق جيمين كعادته و يراه

--

كأس قهوة و سيجارة

يقف لدقائق قرب النافذة يراقب ما يحدث
في الخارج عن كثب

يراقب فتاته تُلاعب كلبها و تطعمه

جفاء يستولي ملامحه على عكس عيناه
التي لم يبعدها عنها و لو لثانية

الأسبوع الماضي قام بأعطاء حساب
البستاني الذي يزورهم يومياً لمدة سنة
من أجل الأعتناء بحال الحديقة

عـاقــبــةWhere stories live. Discover now