آبو عساف كان جالس بالحوش والظلام مخيم حوله وهو يحس بشيء مضايقه من رجع من الرياض بس ما يعرف وشو ، ودخل عليه بدر وبدا يمشي لخاله ووقف
بدر: خالي لازم نمشي الرياض
ابو عساف حس وقبض بقوة على عصاه: ليش
بدر: عمي ابو زايد توفى
ابو عساف: لا أله الا الله! إنا لله وآنا أليه راجعون
بدر: يالله يا خالي خلنا نلحق عليهم ونوقف معهم
وقف ابو عساف وجسمه بارد ومو مستوعب ، وساعده بدر وطلعوا لرياض—
ببيت ابو زايد كانوا توهم جايين من المستشفى وزاد صدمتهم مرض ابو زايد الي مخفيه وأبدًا ما كان واضح عليه ، وكان ابو نوف وأصل بعد ، ودخلوا ام نوف ونوف ام زايد وهي كانت بأشد إنهيارها
وأبو نوف الي كان محتاج من يطبطب عليه بفقد اخوه بس حاول يتماسك يوم شاف إنهيار زايد وعساف الي كان انهياره صامت ، ودخلوا مجلس الرجال وجلس ابو نوف بجنب زايد
ابو نوف: ياولدي يا زايد مايصلح تسوي كذا إدعي له ياولدي إدعي أبوك ما يحتاج الا لدعاء الحين
زايد وضاق نفسه: ياعمي ابوييي أبوي راح راح وانا ما رضيته يوم
ابو نوف: أبوك أخوي وأعرفه وراضي عنك ان شاء الله أدعي له الله يرحمه ورسول قال إذا مات الآنسان أنقطع عنه عمله الا من ثلاث وولد صالح يدعوا له قل لا لإله الله والله يرحمه ويغفر له
زايد تنهد: لا اله الا الله ياربي انك ترحمه وتغفر له
ابو نوف: اي ياولدي أدعي
عساف كان يناظرهم بصمت وكان من داخله يدعي لعمه ، وشوي دخلوا أبو عساف و بدر وبعد ما سلموا وقف ابو عساف عند زايد وحط يده على كتف زايد
ابو عساف: عظم الله أجرك ياولدي
زايد كان ثقيل الكلام عليه وللحين مو مستوعب آنه أبوه راح: اجرنا واجرك ياعم
وراح ابو عساف يعزي أبو نوف الي كان صدق محتاج احد يمسكه معه ، وبعد وقت وأبو عساف يخفف عليهم
ابو عساف: عساف ياولدي رح جب الفرش خلنا ننام علشان نلحق الصلاة بكرا
عساف: سم
وقام بس ما دخل ووقف عند الباب يطق وجت نوف بجلالها
نوف: عساف! وش بغيت
عساف وهو صاد: أمي وشلونها
نوف الي تشوف كيف صوت عساف مليان حزن: نامت وأمي عندها لا تخاف
عساف: جيبي الفرش لرجال
نوف راحت تجيبه وحطته عند الباب وهو جاء وأخذها وجاء بيروح بس وقفه صوت نوف
نوف: عساف عظم الله اجرك
عساف نزل رأسه وقال بهدوء: جزاك الله خير
وراح ووقفت نوف تشوف ظهره وهو يروح ويوم أختفى رجعت دخلت—
في اليوم الثاني وبعد صلاة الظهر وصلاة الميت صار العزاء وحضروا ناس كثير لإن ابو زايد كان له صيت بالحارة ويشهدون عليه كيف انه رجال طيب وصالح وخيره سابقه واول من يوصل المسجد لصلاة ومكانه بصف الأول ويزعل لاجاء ومالقى مكان
وحضروا بعد ناس من الديرة ومنهم ابو سيف وسيف وام بدر بعد جت توقف مع ام زايد الي ما زالت منهارة ، ولولا وجود ام نوف وام بدر كان الله أعلم بحالها
وبمجلس الرجال كان عساف مع بدر وسيف ونوح قايمين بالرجال ومر بدر من عند مجموعة رجال
رجال 1: هذاك مين كنت أشوفه مع ابو زايد الله يرحمه يجي معه للمسجد
رجال 2: اسكت يارجال يقولون انه ولد زوجته من زوجها الأول
رجال 1: الي تقوله صدز!
رجال 2: ايي يقولون شكله أبوه رماه عندهم وانت تعرف ابو زايد الله يرحمه ومن طيب قلبه تلقاه قال يخليه عنده
شد بدر على الدلال وهو وده يصفقها فيهم على كلامهم لعساف بس تعوذ من شيطان ماوده يرتكب جريمة وهو وراه مره ، وأبتعد عنهم وراح لعساف ألي واقف عند الباب سرحان بالكلام الي كانوا يتكلمونه المعزيين عنه واكثر من وأحد سمعه
بدر: علامك
عساف: ولا شيء
بدر شاف بوضوح علامات وجهه عساف وواضح متضايق ولف على زايد الي اثر فيه الحزن وبدا شكله مثل الشايب وهو مازال بالعشرينات ورجع ناظر عساف يبي يصرفه عن ذولا الرجال
بدر: عساف شف أخوك وأجلس معه هو محتاجك
عساف ناظر زايد: وش أسوي يا بدر حاولت اكلمه وهو مو معي بالمرة
بدر: اكيد ماراح يسمعك بين كل ذا الناس رح اسحبه واجلسوا برا وحاول تكلمه
عساف همهم وسوى مثل ما قال بدر وراح سحب زايد وطلعوا برا ، وكان الخيار الأفضل الي سووه بعيد عن حكي الرجال الي يزيد الهم
وابتداء عساف محاولاته بتخفيف على زايد رغم ان زايد منكسر مره ، وعساف ما يختلف عنه بس يحاول يصبر اخوه ويصبر قلبه معه—
أيام العزاء الثلاثة بدت تنجلي وأهل الديرة ما قصروا مع زايد وامه وأبو نوف وشالوا عنهم كثير ، وبرابع يوم المعزين خفوا مع أنتهى ثالث العزاء وما بقى الا ابو نوف وأبو عساف وابو سيف وعيالهم يحاولون بقدر المستطاع يسندون زايد ، وعند الحريم ام نوف وام بدر كانوا بجنب ام زايد الي تعبانه بالحيل
وبمجلس الرجال وجالسين دخل عليهم ابو يحيى والي يكون محامي وصديق لأبو زايد
ابو يحيى: السلام عليكم يا رجال
وبعد ما ردوا السلام ، ابو يحيى: عظم الله اجركم في فقيدكم
ابو نوف: اجرنا واجرك يا ابو يحيى أدخل
دخل ابو يحيى وجلس بجنب الرجال وقاموا عساف وبدر يوجبونه
ابو يحيى: كثر الله خيركم .. وعاد انا جيت اقوم بواجبي واعزيكم وسلطان كان اخو بنسبة لي
آبو نوف: جزاك الله خير عزيز والله يا أبو يحيى
ابو يحيى: تسلم يا أخوي وجيتي والله أنها وصية من سلطان الله يرحمه
استغربوا الجميع وسأل أبو نوف: وصية وش وصيته؟
ابو عساف توتر يوم تذكر وصية ابو زايد له قبل لا يتوفى وخوفه تكون هي نفسها الي مع ابو يحيى ، وابو يحيى طلع ورقة وعطاها ابو نوف ويوم شافها ابو نوف أسود وجهه وتعرف على خط ابو زايد
ابو نوف يحاول يستوعب: أنت متأكد آلي كاتبه سلطان رغم انه خطه وأعرفه
ابو يحيى: اي نعم ، وشارط ما يروح حلاله لك ولزايد الا لما تتنفذ الوصية
زايد تنهد بثقل: عمي وش فيها الوصية؟
ابو نوف رفع نظره وحط عيونه بعيون ابو عساف وعندها فهم ان الوصية هي نفسها ألي وصاه ابو زايد
ابو نوف: وصية أبوك وانا عمك ان أمك تتزوج ابو عساف ويكون المسؤول عنكم
زايد وقف: وشوو!!
ابو يحيى وقف حط يده على كتف زايد: هذي وصاة أبوك يا زايد
زايد بغضب واشر على ابو عساف: وش تقولل أنت! وماتدري يمكن هو الي كاتبها
وقفوا الكل وكلهم مصدومين من زايد
بدر عصب: لا واضح انك جنيت وش مراده يكتب كذا
زايد: اي أكيد بنجن ولا أبوي كيف يكتب وصية كذا ومعرفته با هـ الرجال ثلاث شهور بس وحتى بعد ما قابله كثير
ابو يحيى: يا زايد انت مو عارف بالأمور والي بين أبوك وأبو عساف
ابو عساف تنهد وكان عارف ان الأوضاع بتصير كذا ونطق: الولد صادق وما بيني وبين ابوه شيء والوصية نفسها وصية سلطان قبل يموت يوم أزوره والقرار لأم زايد كأنها تبي او لا ويالله نمشي ياعيال
طلع ابو زايد وأبو سيف وسيف معه ، ولف بدر لعساف إلي كان يراقب زايد بنظرة غير مفهومة
بدر: عساف! يالله أمش
عساف تردد وبعدها مشى معهم—
بالديرة وصلوا باليل والكل راح بيته ، وببيت ابو عساف كان ابو عساف جالس عند المشب متلثم بشماغه ولابس كوته *جاكيته* ودخل عساف عليه ومعه إبريق شاهي وفناجيل وراح يجلس عند المشب من الجهه الثانيه وجالس يضبط الشاهي على الجمر
وعند ابو عساف رفع رأسه وصار يناظر عساف مستغرب صمته هذا
ابو عساف الي مافيه حيل يتكلم: علامك يا عساف وش مكدر خاطرك وانا أبوك
عساف نزل رأسه وتنهد: عمي ابو زايد ترك علينا حمل كبير
ابو عساف: الحمل علي ياولدي لا يشيله ظهرك
عساف: دامي ولد فهد وولد نجلاء والموضوع يتعلق بهم فهو علي بعد يا أبوي ، والحقيقة انا سمعته ذاك اليوم وهو يوصيك
ابو عساف تفاجأ: سمعت الي قلناه كله!
عساف وللحين منزل رأسه: لا ليما قال إنك مازلت تحب أمي وبيطلقها علشان تزوجها
ابو عساف تنهد وبنبرة أنكسر: وأنت وش ردك لهذا الموضوع؟
عساف: الايجابه عند أم زايديتبع..
أنت تقرأ
يا عواصف الديار على المعقود
General Fiction* - لك في عيوني يا نظرهَا مكان ، ما طالها قبلك ولا بعدك إنسان ♥️.