مضى اسبوعين وعساف ونوف ما خلوا مكان بالجنوب ما راحوا له ، وبهذي الرحلة اقتربوا من بعض كثير وصار الحديث بينهم سلس
وحاليًا كانوا يجهزون شناطهم علشان يروحون المطار ويرجعون الرياض
عساف وهو يطلع الشناط: تأكدي ما نسيتي شيء
نوف: لا ما نسيـ .. لحظة عساف نسيت الهدايا
رجع عساف خذاها وحطها بعربية الشناط ونزل فيها السيارة ، اما نوف بعد ما خلصت لابسه عبايتها وزينت نقابها لحقته ، وطلبوا تكسي وراحوا للمطار
وبمطار الرياض كانوا زايد وأمجاد وبنتهم حور هناك ينتظرون عساف ونوف ويمشون مع بعض لديرة ، وبعد وقت وصلت طيارة الجنوب لرياض واول ما طلعوا عساف ونوف من بوابة الوصل استقبله زايد بحضن كبير
زايد وهو يحضن عساف مشتاق له بالحيل: ي سعد هالدار تو مانورت ديارك
عساف بإبتسامه: بوجودك ي اخوي
من الجهة الثانية أستقبلت أمجاد نوف بترحيب حار ، وحور ما كانت اقل منهم فهي تعلقت برقبة عمها وعساف حطها فوق كتفه ومشوا بإتجاه السيارة وهو يسولف عليهم..
وبالديرة ماكانوا آهل الديرة حاسبين حساب وصول عساف ونوف لآنهم ما علموهم وقرروا تكون مفاجأة ، وعلشان مايدخلون عليهم كذا ويفجعونهم زايد قالهم انه بيجي يزورهم وعلشان كذا كانوا مرتبين لزيارة زايد وأهله ، وأثناء انتظارهم دخل عساف عليهم
عساف صوت: ي أهل الديرة وينكم
فزوا كلهم وقفوا متفاجئين ، وشموخ صرخت لا شعوريًا وراحت له: عساااف!
صرختها جعلتهم يصحصحون وراحوا لهم يسلمون عليهم وانواع البكاء والفرحة ، وبالمجلس بدر الي كان منشغل على جواله صحاه حس عساف وكان بيستعد يطلع يشوف لكن زايد دخل
بدر بعد ما سلم على زايد: هذا انت كني سمعت صوت عساف
زايد: وأنت صادز عساف هنا
بدر كان بيطلع بيشوفه بس وقفه زايد: انتظر يجينا دخل داخل
بدر بشوق كبير: والله إنني مشتاق له بالحيل
زايد: ياخي اسكت بس الديرة بكبرها اظلمت بدونه
بدر وزايد جلسوا يسولفون ، وعساف مو لمهم أبد مستأنس مع خواته..
وباليل شهد بيت ابو عساف لمت بناته وإزعاج أحفاده وكان البيت عيد وأكتمل بجيت أبو نوف وأم نوف من الشرقية—
صارت الأيام تمشي وعساف كل ماله يزيد تعلق بنوف لدرجة قلة اجتماعاته مع العيال ، بس العيال أبد مو مستائين خاصتاً ان صحة عساف تجددت وعادة روحه الشقيه وصارت نفسيته عالي العال
وبيوم كان امام المرايا يزين شماغه علشان يحضر مع أبوه عزيمة رجال لأحد من القبيلة ، كانت نوف منسدحه على السرير وواضح تعبانه حيل وحرارتها مرتفعه ، وعساف حاول فيها يقعد معها بس هي اصرت يروح
عساف: أجل بقول لعايشة تجي تشوفتس بين فترة وفترة
نوف والتعب مسيطر عليها: وين تجيني وهي ورآها بناتها ، لا تخاف انا بخير وبنام الحين وأرتاح
عساف: قلت لتس مو لازم أروح ما تسمعيني
نوف: كل عادة بتعتذر يعني! لازم تروح مع عمي بعدين حولي خالاتي وعايشة فيه ويمكن تجي شموخ لا تخاف ما علي خلاف ان شاء الله
عساف طلع وهو مو مرتاح وقبل لا يطلع راح لصالة الي فيه سرير عايشة فهي ولدت للمره الثانية وجابت شادن وكانت ماسكة بنتها الرضيعة و خُزامى تلعب حولها بألعابها
عساف: عايشة!
عايشة: سم ي أخوي
عساف: سم الله عدوتس ، بطلع الحين مع ابوي ونوف تعبانه ونايمة بالغرفة ابيتس تفطنين له مالقيت أمي علشان اقولها
عايشة نزلت شادن: وشفيها
عساف وواضح خوفه على نوف: مسخنه شكله دخلها برد تعرفين مقبلين على المربعانية وقلت اجلس عندها بس اصرت أروح
عايشة: رح ي أخوي الله معك ولا تخاف بعيوننا هي ، وبعدين شموخ الحين بتجي لان بدر بيروح معكم وبنفطن لها كلنا
عساف تنهد وجاء بيطلع: جزيتم خير
وطلع عساف لأبوه الي ينتظره ، ويوم قربوا لباب الشارع انفتح الباب مع دخول شموخ وبدر وولدهم سعد
شموخ: مسيت الله بالخير ي ابوي
ابو عساف أبتسم واستقبلها: مساتس الله بالنور ي بنيتي وشلونكم
بدر: الحمدلله بخير ي خال وأنتم شعلومكم
ابو عساف: دامكم بخير حنا بخير بعد
وبعدها سلموا بدر وشموخ على عساف ، وأخذت شموخ ولدها ودخلت والعيال طلعوا مع ابو عساف
وبعد فترة نوف أحست بغثيان وقامت راحت للحمام وصارت تستفرغ "اكرمكم الله" وبنفس الوقت دخلت شموخ الي جت تشوفها ويوم سمعت صوتها راحت للحمام وصارت تطق الباب
شموخ: نووف نووف افتحي
فتحت نوف الباب وطلعت وكان وجهها مصفر وبطنها يعورها ، شموخ مسكتها: علامتس يوجعتس شيء
نوف بتعب: تعبانه ي شموخ تعبانه وبطني يعورني
شموخ جلستها على السرير: اصبري اتصل على عساف وضعتس ما يطمن
طلعت شموخ لصالة عند جوالها وشافتها عايشة مختبصها
عايشة: وش فيتس؟
شموخ وهي تدور رقم عساف: باتصل على عساف علشان يودي نوف لمستشفى وضعها مهوب طيب ابد
خافت عايشة: ووينها الحين
شموخ: بغرفتها خليتها ترتاح
لقت شموخ رقم عساف وصارت تتصل عليه بس مايرد واتصلت اكثر من مره وباقي مارد وراحت تتصل على بدر وبنفس الوقت مايرد
عايشة: وش صار
شموخ توترت: مايرد وحتى بدر ما يرد وش السوات
عايشة: اتصلي على رغد خلي يوديها سيف هم أقرب وإذا جاء عساف قلنا له
وهذا الي سوته شموخ إتصلت على رغد وجو هي وسيف واخذوا نوف وحطوا مساعد عند شموخ—
وبعد ساعة رجعوا ابو عساف وعساف وبدر ، وام زايد وام عايشة الي كانوا عند وحده من الجيران ، طلعت لهم شموخ وواضح انه صاير شيء وعساف خاف انه نوف صار لها شيء وراح لها بسرعة
شموخ بتوتر: وراه ما رديت
عساف: جوالي طافي نوف فيها شيء!!
شموخ: تعبت مره ويوم ما رديتوا اتصلنا على رغد وسيف وجو خذوها للمستشفى
عساف ارتاع وراح على جنب يتصل على سيف ، وشموخ كملت شرح للموجودين الي مافهموا وخافوا بعد ، وبعد ما آخذ عساف وصف المستشفى طلع مسرع وبدر لحقه ووقفوا قدام السيارة
بدر: عطني المفتاح انا الي بسوق!
عساف ما عنده وقت يتكلم وعطاه المفتاح وركب ، وركب بدر بجنبه ومشوا لرياض
وبالمستشفى بعد ساعة وصلوا بدر وعساف وأتصل عساف على سيف
عساف: وين أنتم
سيف: بالدور الثاني جناح 13
واتجهوا عساف وبدر هناك وبس دخلوا الجناح شافوا سيف قدام باب أحد الغرف ، وراح له عساف
عساف بخوف: وينها
سيف بابتسامة: بهالغرفة يا ابو فهد
تنح عساف شوي ، وبدر فهمه: الي تقوله انت صادز!
سيف: اي طلع مرتك ي عساف حامل ونزلت البرد الي جتها قويه وانتكس حالها ورغد عندها بذي الغرفة
لف عساف للغرفة ولازال غير مستوعب ، وصار يمشي للغرفة بصمت ودخلها من دون لا يطق الباب ، ووقفت رغد بعد ما كانت جالسه على الكرسي الي بجنب السرير وتغطت بس يوم شافت عساف نزلت غطوتها وأبتسمت
رغد: ي هلا بأبو فهد
عساف مارد كانت عيونه على نوف الي كانت نايمه ، وعندها التفتت رغد وصارت تطالع نوف: هي نايمه الحين من السخونة الي جتها وان شاء الله بتصحى وهي بخير
عساف نطق أخيرًا بعد ما جلس على السرير ومسك يد نوف وبصوت خافت مليئ بالعبرة: شكرًا ي رغد وللكل
رغد وقفت جنبه وحطت يدها على كتفه: ما سوينا شيء ي أخوي الي سويته انت فينا كافي ووافي وهذانا تباركنا بمولودك الي ما نطلب من الله الا آنه يجي بخير وصحة وعافية
رغد قررت تطلع يوم شافت عساف حابس الدمعة وتخليهم ، وبس طلعت انسابت دمعته ورفع يده الثانية يمسح دمعته وبهذي اللحظة مرت جميع لقطات المعاناة الي عاشها من تهجمات زوجة ابوه ، الى ظهور أمه بعد 27 سنة واكتشافه لأخوه ، والى وفاة زوج أمه والوصية الي هدت حيله ، وأخيرًا طلب أخوه للي أحبها قلبه
كان يناظر نوف وبباله يستوعب انه تخلص من مر الأيام أخيرًا وجالس يعيش احلا الأيام الحين ، مافي مشاكل ، ورجع له حصانه ورفيق دربه ، وتزوج الي أحبها قلبه ، وهاهو ينتظر ثمرة حبهم
آخذ شهيق ورفع رأسه يزهق وهو يردد: الحمدلله الحمدلله ي الله على مر الأيام الي جعلني بعدها أعيش حلاوة الأيام هذي ولذتها
نزل عساف رأسه وطاحت عيونه على عيون نوف الي تطالعه وعطته إبتسامه رغم تعبها
نوف: الحمدلله يارب
عساف باس رأسها: طهور ي ام فهد او ام نجلاء
نوف: اوووف ي حلاتها الله يجيبه على خير وبصحة وعافية
عساف: أمين يارب—
الأيام تسابقت بسرعة ويوم بعد يوم ، والشهور تمضي والكل عرف بحمل نوف والي هاهي تعيش شهرها التاسع ، وببيت الشعر ببيت ابو عساف كانوا جالسين عساف وأبوه الي طلبه يجيه
عساف: سم ي أبوي
ابو عساف: سم الله عدوك اجلس
عساف جلس ، ابو عساف: انت عارف ي ولدي مرتك قربت ولادتها وبطلبك وقل تم
عساف توتر: تم بس وش طلبك
ابو عساف: ابيك وأنا ابوك إذا جالك الولد لا تسميه على أسمي
عساف اختبص: ليش!!
ابو عساف: آبيك تسميه سلطان ان كان لي معزة عندك ي ولدي
تنح عساف وكمل أبوه يقول: ابو زايد الله يرحمه ما اوفي حقه كان عزيز وقف معي ومع أمك واقل شيء يجي سلطان يشيل أسمه
عساف فهمه وأبتسم: إذا هذا مرادك ي أبوي فـ تم وعمي سلطان كفى ووفى معي بعديتبع..
أنت تقرأ
يا عواصف الديار على المعقود
General Fiction* - لك في عيوني يا نظرهَا مكان ، ما طالها قبلك ولا بعدك إنسان ♥️.