الفصل الثاني والعشرين

5.1K 97 21
                                    


بعد يوم حافل راحوا الضيوف وخيم الليل سماء الديرة ، كانوا البنات جالسات ببيت الشعر ونوف شايله خُزامى بنت عايشة
نوف: ياروحوو والله تنوكل سوفو اليدين صعيره بسم الله عليها
رغد: خليتس من يدينها سوفي خدودها وههه مارشميلو
شموخ: رغد ونوف اجتمعوا ومعهم بزر من بيعدل برمجيتهم الحين
نوف: والله الي يشوفها يتبرمج كلامه لا إراديًا وكلمة الحق تنقال
أمجاد: في هاذي صادزه بس الله يصلحها بكاها يدهر بالبيت
وبس خلصت جملتها الا وهي بكت ، طلعت ام بدر الي كانت جوا مع عايشة وام عايشة وام نوف وام زايد تصوت: يالي ماني بقايله جيبن البنت لا يدخلها البرد
اي نعم ام عايشة وام زايد تصافوا ومن عقب أمس وحلفت ام عايشة على ام زايد ما تطلع من البيت الا وهي شايلتها بعيونها فلو لا الله ثم هي كان الله أعلم بحال بنتها والي ببطنها
رغد بصوت عالي: ان شاء الله بنجيبها
والتفتت لنوف: هاتي اوديها قبل لا يقومون علينا
ضحكت نوف عليها وسلمتها لرغد الي ركضت بها للمجلس وام بدر تهاوش بها: هاذي الي يقولون بتعرس اعقلي يابنت
رغد: ان عقلنا قلتوا وراكم شيء وان هبلنا بكم قلتوا اركدوا حددوا موقفنا لو سمحتوا
ام عايشة: رغدد! يا خزياه منتس بس
ام بدر: يخوفي تفشلنا عند الناس ليا اعرست
رغد: إذا كانت ثلاجتهم مليانه لا تستغربون
ام بدر: لا والله لا طبنا ولا غدا الشر

بعد شهر كانت الحياة تسري بتمام وهدوء الا عند بدر وشموخ الي رجعت بيتها علشان أهلها ما يشكون وبدر للحين يحاول يعرف وش فيها لكنه عجز يعرف
وأخيرًا جاء عرس سيف و رغد ، كانوا العيال ينصبون الخيمة ويضبطونها بالبراحة الي قبال بيت ابو عساف ، وببيت ابو عساف كانوا الحريم يدهرون وام زايد واقفه معهم بكل صغيرة وكبيرة وهذا الي اوجع قلب ام عايشة كثير كيف آنها اهانتها كثير ، وهي الحين قايمه على عرس بنتها وكيف انها عطتها وقت كثير تجلس مع رغد الي كانت متوترة وتضبطها ، ام زايد تركت دين واثر كبير بقلب ام عايشة
بعد ما انتهوا من الترتيبات وتزينوا حل العِشاء عليهم بأضواء العناقيد وريحة البخور والضيوف الي بدوا يتوافدون
وببيت ابو سيف كان بدر هناك يستعد يمشي مع سيف وأبوه لمكان الحفل ، وبس وصلوا كان في استقبالهم عساف وزايد ودخلوا على العرضة الي ترحب بهم ، كان العرس عامر بفرح الجميع سواءً عند الرجال او عند الحريم ، وبعد الطق والوناسه زفوا سيف ورغد وراحوا مع دعاوي وتحصين بالتوفيق لهم
وبعد ما راحوا الضيوف دخلوا الكبار ينامون ، والبنات مجتمعات بغرفة ومعهم بقايا الحفل من مكسرات وورق عنب وإبريق شاهي ويسولفون عن العرس ، وبالملحق تسلطوا زايد وعساف على رأس بدر
بدر: الحين ورآه ما تنام أنت وياه
زايد: ليما تحج البقر على قرونها
عساف رمى المخده على زايد: اليوم فرحة وش ننام له بدري
زايد وقف ونط على عساف يحاول يكتمه بالمخده وانتشر ضحكهم الصاخب وكل مآله بدر ينزعج اكثر
بدر: بزران أنتم! حتى البزران ما سوو كذا ناموا لا انادي عليكم خالي
سكتوا زايد وعساف لوقت طويل وبدر حس إنه قدر يهجدهم وألتفت على جنبه علشان ينام ، بس ما امداه غمض عيونه الا نطوا عليه وصوت ضحكهم ولعبهم وصل برأ ، وتوقف كل ذا يوم داهمهم أبو عساف
ابو عساف بعصبيه : يمال الوجع أنت وياه ورآه ما خمدتوا
بسرعة انتشروا كل واحد بفراشه
ابو عساف: ان جيت ولقيت آحد قايم من فراشه جلدته
راح ابو عساف وهو يهاوش
بدر: أحسن تستاهلون ناموا
عساف: المهم جنناك
بدر أبتسم تحت البطانية ، هو ما تضايق يوم عساف أزعجه لانه هو كان يسوي كذا بعساف ليما يشوفه زعلان ، وفاهم انه عساف قاعد يرد له الحركه ويعبر عن فرحته باخوه كذا وعرف الحين ان عساف مرتاح بالحيل..
بعد ساعتين ناموا الجميع الا عساف الي داهمه الأرق فجأة وعيا يجيه النوم ، صوت بهمس لزايد لربما قايم بس انه كان بسبات عميق ، تنهد عساف وقام طلع بالحوش وشاف عايشة جالسه تهدي بنتها وراح لهم
عايشة بضحكة تعب: آسفين ازعجناك
عساف أبتسم لها: لا أصلًا مانمت
عايشة بتعجب: ورآه
عساف: مدري شفيني عيا يجيني النوم
عايشة: هذا وأنت ما نمت امس زين
عساف: خليها على الله أنتي الي شكلتس مانمتي زين
عايشة ناظرت بنتها الي بس تصيح: الله يصلحها بس
عساف: هاتيها أكيد بتسكت مع خالها
ضحكة عايشة عليه وعطته: يعني بتقنعني أنها بتسكت
عساف شالها بعطف: بتشوفين
وصدق ماهي الا ثواني ونامت بحضن عساف ، وعايشة مو مصدقة
عساف بذهول من نفسه: شفتي!
عايشة ضحكت على ردت فعله: شفت شفت وشكلك فتحت باب على نفسك بصير كل ما بكت ناديتك
عساف وعيونه كلها حب لخُزامى: وتبشر بي كلي فداها حبيبة خالها
عساف وعايشة كانوا يسولفون ومستمتعين مع خُزامى من دون لا ينتبهون لنوف الي كانت ورا وتناظرهم ومستمتعه على منظر عساف ، وفزت بأحد ربت على كتفها ولفت بصدمة تشوف الي كشفها.. وكانت أمجاد
أمجاد: بسم الله عليتس وش فيتس
نوف بارتباك: لا ما في شيء
أمجاد ناظرت للجهه الي كانت تناظرها نوف وشافت عساف وعايشة وبعدها رجعت نظرها لنوف
أمجاد: تحبينه؟
نوف خافت وضحكت ضحكة توتر: أحبه! وش تقولين أنتي
أمجاد: بتخفين علي يعني! كنت شاكه بس الحين تأكدت
نوف: شكلتس فاضية
جت نوف بترجع بس مسكتها أمجاد
أمجاد: ليش تهربين صارحيني
نوف حست انها مكشوفة خلاص: اصارحتس بايش!!
أمجاد: تحبين عساف صح؟
كان السؤال الحاسم في جواب نوف..: صاحية أنتي وش أحبه
أمجاد خلاص كاشفتها: تراتس واضحه يا نوف وعيونتس فاضحتس
نوف جت بتروح والقت كلمتها: اجل روحي افحصي  بديتي تخرفين
أمجاد تناظر قفاها: ترى ابوي خطب لعساف
لفت نوف بصدمة وحطت عينها بعين أمجاد لكنها ما تكلمت وهنا أكدت أمجاد المعلومة
امجاد: مو قلت لتس انتس تحبينه
نوف زعلت من حركتها: حركه ماصخه
وراحت ، أمجاد كانت تناظرها وهي تروح الغرفه وحست انها زودتها على نوف لكنها الحين ضمنت حُب نوف لعساف مثل ما كشفت حُب عساف لنوف في أحد الأيام..

باليوم الثاني كانوا أبو عساف وابو نوف مع العيال بالمجلس بين سوالف وأخذ علوم
ابو نوف ناظر عساف وزايد: العالم اعرست وأنتم ما نويتوا
عساف: ريض يا عم ليما يعرسون كل اخواني نشوف
زايد كان متردد في إنه يفتح الموضوع لكن لي متى بيصبر: انا نويت اعرس
ابو عساف وابو نوف بفرح: ماشاءالله لا إله الا الله بشرنا من بنته خلنا نفرح
زايد كان منزل رأسه لكنه رفعه وحط نظره بوجه عمه: عمي متعب ابي اتقدم لنوف بنتك
انمحت ملامح الفرح من على وجهه ابو نوف وبدر ، وعساف كان منصدم اما أبو عساف الوحيد الي كان فرحان ومايدري عن اي شيء
ابو عساف: هذي الساعة المباركة الي تجمعكم ي ولدي ، وش قولك يابو نوف
ابو نوف التطم من الكلام مايدري وش يقول ، زايد ولد اخوه وغالي عنده ، وبنفس الوقت بنته تبي عساف ولا يبي يكسرها لانه هو أصلًا يبي عساف لنوف ، لكنه انحط بموقف لازم يجاوب عليه
ابو نوف تنهد: اسمعني يا زايد أنت ولد أخوي وغاليً علي والي تطلبه ابشر به ، لكن يا زايد أعذرني نوف ماهي لك
ابو عساف منصدم: وليش زايد رجال محترم ورزين ، وغير عن هذا هو ولد أخوك وين بتلاقي أفضل من القريب على بنتك!
ابو نوف: ولد أخوي تستاهل روحي يا زايد ، لكن واعذرني يافهد ابي نوف لعساف
صبت الأنظار لعساف منصدمين وعساف ما كان أقل منهم ، زايد وقف وطلع معصب ظنًا منه ان عساف سبقه يطلب نوف ، وعساف لحقه وشافه في الحوش وراح لمه
عساف مسك زايد من عضده: زايد!
زايد والغضب استحله وابعد يد عساف: أبعدها لا اكسرها لك
عساف: ي أخوي صدقني لو تنطبق السماء على الأرض ما أخذها
زايد ولازال معصب: وش عقبه! عقب ما طلبتها من أبوها
عساف منصدم: احلف لك بالله اني ما طلبته ولا عيني عليها ، ولأني مأخذها ولو اجبروني يا أخوي
زايد هدا شوي: توعدني
عساف حضنه: آفا عليك يا أخوي واقولك لو تنطبق الأرض ما أخذتها
زايد رضا وعساف الي تفتت قلبه أبتسم لرضى أخوه ، وبدر الي كان يتابعه من بعيد قبض على كفه بغيض وكان وده بهالوقت ينهال على عساف بضرب ويطلع حرته فيه ويوريه نجوم الضحى ، كان يقهره وبقوة ويغيضه ان عساف يتنازل عن كل شيء لغيره ولا عمره أبدا نفسه
وبالمجلس عند ابو عساف وابو نوف..
وقف آبو عساف بوجه جامد: انت عزيز وغالي يا متعب ، بس عساف ماراح ازوجه بنتك زايد الي طلبك إياها وكأنك تبي تزوجها من عندنا فـ زايد بالانتظار
وقف ابو نوف: هذا نهاية كلامك يعني!!
ابو عساف: اي ، زايد وعساف أخوان وحتى لو وأفق عساف ماراح ارضا وأبدي سعادته على أخوه
ابو نوف: أجل خلي ولدك عندك وبنتي عندي ولا هي معرسه إلى على عساف تبونها له تدلون باب بيتي
طلع ابو نوف بغير رضا ونادا آهله والعيال مستغربين روحته ، والتفتوا على ابو عساف الي طلع
بدر: ي خال علامه العم متعب حرك
ابو عساف: الي يرد الي طلبه ويفرق بين اخوان ما يستاهل مجلسي!
عساف بحزن بنفسه: تمنيتها إنتهت والواقع شبة العواصف بين الديار..

يتبع..

يا عواصف الديار على المعقود حيث تعيش القصص. اكتشف الآن