فجر العيد كان الكل مختبص ويجهز وكل واحد ماسك عياله ويضبطهم الا عساف الي خلص وقعد يضحك على العيال الي كل واحد منهم يرتب بزره لان امهاتهم مشغولات
عساف بضحك: أحمد الله دوم أني للحين عزابي
سيف وهو ما غير يشقلب بـ مساعد: تضحك؟ جايك الدور يا حبيبي
عساف: لا ان شاء الله وبتم اشوفكم وأضحك عليكم
ثامر: خلنا نشوف وجهك بعد كم شهر او سنه عيالنا بيكونون كبروا واعتمدوا على نفسهم وانت تحوس بولدك
عساف: لا تتحدى وأنت مو قدها
ثامر: بتشوف أصبر بس
عساف طلع من الملحق وبدر كان يلاحظه بصمت ، ما عرف وش يسوي معاه جاه بطيب ومانفع معاه وبالغصب ومانفع معاه والدنيا لعبت فيه
ومو بس كان واضح لبدر حتى زايد وما عجبه ابد حال عساف خاصتاً وان صحته تدهورت مره—
جاء العيد وانقلب الهواش والصراخ الي من ساعات لتهنئة وسلام وحيا من بعض ، واكثر من أستأنس الأطفال الي كانت قدامهم مصنع حلويات وما توهق فيها غير الأمهات
ابو عساف طلع من مخباته العيديات: عساف رح جب البزران خلني اعطيهم عيدياتهم
وقف عساف عند الباب لانه مايقدر يدخل بوجود اهل أبو نوف
عساف وهو يطق الباب: جيبوا البزران أبوي يبيهم
جت رغد وهي ماسكه يدينهم: تسوون خير لو اخذتوهم
عساف ضحك عليها وبعدها سحب البزران: يالله يالله جدي بيعطينا فلوس
خُزامى وسعد راحوا يركضون قبلهم ومساعد كان وراهم وبالأخير عساف ماسك حور ، واول مادخلوا ركضوا لجدهم
خُزامى: جدي ابي فلوس
سعد: انا بعد
مساعد: انا أنا
ابو عساف عطاهم ويوم جاء دور حور كان عساف واقف ورآها
ابو عساف بطرف عين: وش تبي أنت قاط معهم
عساف: ابي الزرقاء ذيك الي ورا
ابو عساف عطاه ميتين: رح تزوج ونعطيك هذي للمتزوجين
عساف أخذها وهو مو مهتم لان ابوه كان يزن عليه: يصير خير ان شاء الله
اخذها عساف وراح ، وبعد ما خلص ابو عساف من العيديات قالهم ان عيد الليل بيسوونه بالمزرعة وبيجلسون لثاني العيد—
باليل وصلوا المزرعة وأقاموا عيدهم ، وبعد العشاء امر ابو عساف بدر يربط عيون عساف
عساف وبدر يربط عيونه: هيي لحظة شسالفه
بدر بابتسامة: بتعرف الحين
طلعوا الرجال برأ وبدر ماسك يد عساف علشان ما يطيح ووصلوا للإسطبل ، عنده تصنم عساف لما سمع صهيل يعرفه وحافظه زين ، نزع الشماغ الي كان على عيونه بسرعه وشاف قدامه سهم وزايد ماسكه
عساف حاول يستوعب: سـهـم!
عساف راح له وبس ما كمل طريقه لأن أصلًا الحصان سهم جاء لعنده ، عندها عساف شدد من عناقه له
عساف بضحكة غير مصدقة: ههههه أرحب أرحب يا وطن هـ المزرعة
عساف صار يمسح على رأس سهم وقرب منه أبوه
ابو عساف: عساف
التفت عساف لأبوه ، أبو عساف: سامحني يابوك ، كأني حرمتك من الشيء الي تحبه
عساف راح باس رأس أبوه: يا ابوي مالك زعل عندي وأنا مسامحك ومهما سويت تبقى أبوي
ابو عساف: حتى وان كان ما أقدر أسامح نفسي وانا الي حرمتك الي تحبه علشان انانيتي
عساف قلبه طيب مره وشوفته لسهم خلته ينسى الأيام الخوالي وما فيها: الي فات مات يابوي وحنا نعيش اليوم
ابو نوف ربت على كتوفهم: ودام أننا نعيش اليوم وتصافيتوا خلونا نلحق نارنا قبل لا تطفي
عساف رجع لسهم: انا شوي وجاي
راحوا الرجال وباقي عساف مع سهم الي كان مستانس بالحيل واخذه لحجرته وجلس معه
عساف تمتم بسعادة: ي هلا بالي مكمل التواصيف ، ي عوض فوت الأيام
بدر وزايد دخلوا على تمتمات عساف
زايد أبتسم: الله الحين بينسى طوايفه واهله لآجل هالسهم
عساف وهو يناظر سهم بحُب: ي حبيبي هذا كان رفيق دربي لسنوات ، والي يخون رفقة الدرب مهوب رجال
زايد: الله عليك .. طيب وانا مالي غلاة عندك؟
عساف ناظره بعيون حاده: هذا كلام! أنت تعرف غلاتك عندي
زايد ناظره بجمود: كأنك صادق في غلاتي عندك أخطب نوف قبل يرجعون
فز عساف واقف بعد ما كان جالس: وش جاب الطاري!
زايد: انا عارفك زين يا عساف أنت رافض تتزوج علشان كلمتك لي قبل أربع سنوات صح؟!!!
عساف نزل عيونه: غير صحيح
زايد قرب منه: آجل حط عينك بعيني ليش تتهرب ، اوقف ثابت وحط وجهك بوجهي
عساف كان مو قد التحدي وحط عينه بعيون زايد لكنها كانت ترجف وواضحة وصريحة وعمر لغة العيون ما كانت تكذب ، وهذا الي صار عساف ما صمل ونزل رأسه
تنهد زايد: عساف لا تظلم نفسك وتظلم البنت الي تنتظرك انا راضي عنك وان كان تدور رضى إخوانك فـ رضاي تطلب يد نوف قبل يرجعون الشرقية
طلع زايد ورجع لرجال وبدر تقدم لعساف وحاول يحادثه بهدوء بعد كلام زايد الصارم: زايد صادق يا عساف ودامه راضي عنك بزواجك منها ليش تتعب حالك وتاذي روحك وروح المسكينة الي تنتظرك شف حالك وش سوت فيك الدنيا ودام الطريق مفتوح لك ليش واقف!
عساف كان ساكت وما تكلم
بدر: يالله تعال نرجع لهم
راح بدر ويوم راح جلس عساف بهدوء يراقب سهم ، وفجأة سمع عساف حس احد جاي وظن آنه بدر رجع ، لكن الصوت الانثوي الي كان يميزه صنمه بمكانه
نوف: عساف!
عساف ما رد ولا لف لنوف ومازال معطيها قفاه هو أصلًا مازال يحاول يستوعب وجودها ورآه
نوف كانت متردده تجي وتقول هـ الكلام وهي الي تباشر بس ملت من الانتظار: عساف أدري انك تسمعني ، وما كان ودي اجازف واجي أقول هـ الكلام بس لي متى! لي متى أنتظرك ي عساف
نوف اكتسى وجهها الحزن: ابيك تعرف ي عساف آني أحبك وإذا مرادك تكون وحيد فـ أنا بعد بكون وحيدة ومصيري بيدك أنت! ي عساف
نوف كان داخلها عتاب شديد على عساف وحاولت بقدر المستطاع تفرغه: أدري ي عساف بالي بقلبك ايي ادري بك وأدري آنك تحبني ، بس ليش تعذب نفسك وتعذبني معك.. عساف لا تتأخر علي تكفى لإنك اتعبتني كثير
نوف راحت بعد ما حست إنها فرغت الي بصدرها ، وعند عساف يوم سمعها تبتعد مسح على راس سهم الي قد نام
عساف بتنهد: كنت أظن ان القلب استطاب وتلف من السنين ، واثاري عتبها صحاه—
عند الرجال جاء عساف وكان يساعد العيال وهم يجيبون الفاكهة علشان يحلون عليها ، وطول الوقت كان عساف شارد الذهن والرجال مستغربين الامر خاصتاً وإنه قبل شوي كان طبيعي ومستانس بسهم ، اما زايد وبدر فظنوا آنه بسبب الكلام الي قالوه له
لين خلاص قرروا يستفسرون عن موضوعه يوم شافوه طيح الفاكهة
ابو عساف: عساف! علامك
عساف وقف وصار يحك رأسه ما يدري كيف يقول الموضوع وهو أخيرًا صحصح وقرر يجزم بالموضوع
عساف بتلعثم وضحكة توتر: الحقيقة عمي متعب أدري أني جيتك متأخر ويمكن بعد أني شيبت الحين .. لكن هل تقبل فيني نسيب لك؟
الصدمة أجتاحت الكل ، وبدر طاح من يده صحن الفواكة
عساف توتر منهم ومن نظرات تفاجئهم وضحك على نفسه: آسف ما أعرف كيف أتقدم لكني حاولت
ابو عساف قام ولازال مو مستوعب ، وراح لعساف يلمس جبهته: بسم الله عليك ، فيك شيء ي ولدي
عساف نزل يد ابوه: بخير علامكم
ابو نوف: أنت صادز؟!!
عساف: يعني ماتبوني أتزوج
ابو عساف ابتسم: لا لا يابوك لا ، وش قلت ي ابو نوف
ابو نوف فز ووقف بسعادة: تم
عندها طبوا العيال على عساف كلهم يباركون له وأولهم زايد وبدر وصوتهم كان عالي
ويوم بارك له سيف: لو اننا دارين ان بجيت الحصان بيعرس كان جبناه من زماان
ثامر بسعادة لعساف: والله انك صادق
ومن جهه ثانيه طلعوا الحريم بجلالاتهم مستغربين صوت الرجال ، وزايد يوم شاف أمه تأشر له راح لها
ام زايد: يمه زايد علامكم وش فيه عساف
زايد فرحان كثير لعساف: البشارة يا يمه أخيرًا عساف تقدم لكريمة عمي متعب
ام زايد مصدومة: الي تقوله أنت صادز!!
زايد: اي والله
عندها دخلوا الحريم وعلى صوتهم يزغردون ، ونوف كانت مو مستوعبة ابد وبنات ابو عساف كانوا يهنونهايتبع..
أنت تقرأ
يا عواصف الديار على المعقود
General Fiction* - لك في عيوني يا نظرهَا مكان ، ما طالها قبلك ولا بعدك إنسان ♥️.