الفصل التاسع والعشرين

5.8K 106 25
                                    


ثالث يوم العيد وبمجلس ابو عساف كان الملاك موجود وابو عساف عجل وجاب الشيخ قبل يتراجع عساف ، ولما جاء دور عساف يوقع كانت يده ترتجف لأنه مقبل على خطوة جديدة بحياته
لكن توقف ارتجافه لما طبطب زايد الي كان بجنبه على كتفه يشجعه على خطوته هذي ، وقع عساف ووقعت نوف واعلنهم الشيخ زوجين على سنة الله ورسوله
ابو نوف: متى تبي العرس ي عساف
عساف مو مستعد يحدده وابوه تدخل على طول: خلها يا ابو نوف مطلع الشهر الجاي
ابو نوف: اجل على خير ان شاء

بالليل الكل حرك لبيته ابو نوف وأهله مشوا الشرقيه ، وعائشة ورغد حركوا مع عيالهم وأزواجهم لديارهم ، وشموخ وبدر وسعد رجعوا مع ام بدر لبيتهم
وببيت ابو عساف كان ابو عساف يتابع التلفزيون ، وام عايشة وام زايد جالسين جلستهم مع شاهي ومكسرات ويخططون على ترتيبات الزواج ، وأمجاد تقرأ كتاب وبنتها تلعب بألعابها بجنبها ، وبنسبة لزايد وعساف فكانوا متمددين بالحوش ويسولفون
عساف: يعني بتسكن بالرياض؟
زايد: أفكر أفتح بيت أبوي الله يرحمه ونسكن فيه بدال لا يكون فاضي كذا
عساف: يعني برجع لحالي
زايد: من بعد الرياض ياخوي بعدين وش الي لحالك هماه بتعرس ، لا تخاف ماني بناقل الا إذا اعرست
عساف لف له: وأمي قلت لها؟
زايد رفع رأسه يناظر السماء: قلت لها بس شكلها مو راضية بالبداية
عساف رفع رأسه هو بعد يناظر السماء: الله يكتب لك الخير
زايد: اللهم أمين

مشى شهر شوال ببطى وكان أطول شهر مر فيه عساف بضغط كبير من العرس ، وبيوم العرس كانوا العيال منقسمين بعضهم يضبط الخيمة ومافيها بالبراحة والجزء الثاني منشغلين ببيت ابو عساف
وعند ام زايد بعد ما خلصت كوي طلعت من غرفتها لصالة على أساس تعطي عساف ثوبه لأنه كان جالس هناك ، لكنها يوم وصلت ما حصلته وراحت لبست اجلالها وطلعت عند زايد وبدر الي يفرشون الزل
ام زايد: زايد ماشفت عساف
زايد راح لأمه: عساف! توه كان هنا ، تبينه بشيء؟
ام زايد: لا بس ثوبه خلصت كاويته ويوم جيت بعطيه ما لقيته
زايد: خلاص أدخلي وانا بشوفه
ام زايد: قواكم الله ياولدي
دخلت ام زايد وراحت تولم أغراضها ، وبس دخلت راح بدر لزايد بعد ما سمعهم
بدر: علامه عساف؟
زايد مستغرب: والله اني مدري أصلًا وضعه هـ الأيام ماش تهقى هرب من عرسه
بدر توتر من داخله: يسويها أخوك والله
زايد توتر معه: اصبر لا نستبق الأحداث يمكن راح لسهم
بدر: كمل أنت وانقل اغراضه لبيتي وانا بروح أشوفه
زايد: اجي معك
بدر: لا لا انت خلك وعلشان ما يشكون
زايد: طيب طمني
طلع بدر وراح يركض للمزرعة ، واول ما وصل على طول راح على الإسطبل وحجرة سهم ، بس ما كان موجود لا سهم ولا عساف ، وعندها عرف ان عساف كان هنا وطلع مع سهم بس وين راح مايدري
طلع جواله وصار يتصل على عساف لكنه مافيه اي رد ، ويوم كان بصدد يطلع أنتبه على اثار رجلين سهم وكانت حديثة وصار يتبعها وهي تتوغل مزرعة النخل وصار ينادي عساف بصوت عالي
بدر: عــســااف ي عـسـاف
بس ما كان يجيه الرد ، وكل ما توغل آكثر كل ماتبدا الشمس تغيب حتى انتصف العصر ، وقف بدر بعد ما دخل كثير خوفً يتوه وهو مو وقته وبنفس الوقت خوف يكون عساف قد رجع ويصير يتأخر عليهم
ورجع مع طريق جيته لكنه وقف يوم سمع صهيل سهم ، والتفت وراه وشاف عساف ممتطي سهم
بدر صبت عظامه: عساف! وين كنت ورآه اختفيت كذا
عساف من فوق الخيل: كنت بتخبى لين يخلص اليوم
بدر تصنم ما ظن ان توقع زايد صحيح: ليشش ليش ي عساف شصار كانت الأمور تمشي بتمام
عساف نزل من سهم ومنزل رأسه: مدري يا بدر مدري احس اني مو مستعد للحين
بدر راح له ومسكه مع كتوفه: لا ي عساف انت مستعد بس اقنع عقلك وش ذنب المسكينة الي تنتظرك بيوم زواجكم تهرب
عساف اعلنها أخيرًا من لسانه وصرح: وعلشان كذا هونت ورجعت بدر آنا احبها صدق علشان كذا رجعت
بدر أبتسم له بحنيه: ايي فكر بحبكم تخيل اليوم بتجتمعون على سقف واحد انت ومن ملكها قلبك وتبنون حياتكم بحب ويجيكم ثمرة حبكم مثل ماجاني سعد
عساف بهدوء رغم ان كلام بدر لامس قلبه: خلاص خلنا نرجع تأخرنا والشمس غربت
رجعوا عساف وبدر لبيت ام بدر وكانوا هناك العيال مشتطين على اختفائهم
زايد راح لهم: وينكم اشغلتونا عنكم
بدر: جينا لقيته عند سهم
زايد لف لعساف بغضب: لا والله هذا وقته! انت عريس رح جهز نفسك خلص
تنح عساف من طريقة كلام زايد: هيي تراني اخوك الكبير احترم نفسك
زايد: يعني بنتهاوش على انك الكبير اخلص بس عجلنا
عساف كان بيرد بس سحبه زايد وخلاه يدخل يتروش ، ورجع زايد لبدر: وأنت مانت مخلص
بدر ضرب تحيه: أبشر يا عم زايد
وانحاش بسرعة ، ورجع زايد يخلص اموره وهو يتمتم: ناس ماتمشي الا بالعين الحمراء

بالليل أحيت الفرقة العرس بالعرضة النجدية واستقبال الضيوف وتهاني للعريس ، وبصدر المجلس كان عساف ببشته ورزانت وقفته جذاب ، وبجنبه أبوه الي مشاعره فياضة وهو يزف ولده وحيده والي كان مستحيل يغيب عن عينه لحظة
أبو عساف وقف وهو يناظر عساف يسلم على الضيوف ببشته وعادت فيه الذكريات ، توه كان صغير رباه بيده وكبره ورغم انه عجز فيه يصلب مشاعره لكن بنهايه هو الي تأثر بعساف وصارت مشاعره جياشة
عساف كبر رجل خلوق محترم وكان مقبول من الكل رغم انه كان عبارة عن رجل عادي بسيط ، لكنه فاز بقلوب الجميع بعفويته وادبه واخلاقه وطيبة قلبه وحتى مشاكساته كانت لها لذة
استفاق ابو عساف من سرحانه والتفت على رجال الفرقة الي كانوا يحمون قبل يعرضون ، وبالنسبة لـ هاليوم حرص ابو عساف آنه ما يمر الا وهم لاعبين على كل الفنون ويعبرون عن فرحهم من كل قلبهم
وأيضًا عند الحريم كانت ام زايد نجمة الحضور بإطلالتها ، وكانت واقفه باستقبال الضيوف بفخر واعتزاز لاقالت لهم آنها ام عساف
وعند نوف بالغرفة كان حياها مسيطر عليها ، رغم مشاعر قلبها الي تعجز توصفه ، ولا هي مصدقه انه جاء اليوم الي بتكون فيه بجوار الي أحبته من قلبها ، أحبته كـ طفلة أنقذها بيوم من الأيام يوم تاهت بين النخيل وحتى بناء حبها له على مر السنين بقلبها ، وعاشت ضيم الأيام في أنتظار هاليوم ، واليوم هاهي تعيش لذته واجوائه
شوي ودخلت أمجاد: نوف عساف بيدخل الحين
وقفت نوف بعد ما كانت جالسه ودخلت أمها وام زايد وعساف معهم ، ووقف عساف بجنب نوف بعد ما امرته امه ، والإثنين كلهم مستحين ولا التفتوا او شافوا بعض ، الا لما نبهتهم المصورة ، عندها رفع رأسه عساف ولاول مره يشوف نوف بعد سنين عديدة ، كانت نوف بحلتها الجميلة وشعرها مموج ومنسدل على ظهرها ومع تاج لامع وخفيف على رأسها ، ورغم بساطة زينتها الا انها فاقت الجمال بعيون عساف والي كان ينبض بقوة
ولا يختلف احساس نوف عنه ، نوف حست باختناق بأنفاسها نتيجة حياها الي زاد عن حده وأيضًا توترها بوقوفها قريب منه ، ومن حسن حظهم ان المصورة انهت تصويرهم بسرعة وابتعدوا شوي عن بعض وكل واحد منهم يسترد أنفاسه
وبعد مجموعة من الصور ، ساعدت ام نوف نوف على لبس عباتها وزفوها هي وعساف لسيارة والي كانوا ابو عساف وابو نوف ينتظرونهم هناك حتى يودعونهم
ابو نوف بعد ما سلم عليها: حافظتس الله يبنيتي والله يهنيكم ما أوصيك عليها ي عساف
عساف بعد ما سلم على أبوه: لا توصي حريص ي عم
وبعد ما ركبوا السيارة ، ابو عساف: الله معكم

يتبع..

يا عواصف الديار على المعقود حيث تعيش القصص. اكتشف الآن