يا عواصف الديار على المعقود

الفصل الثالث والعشرين

اليوم الثاني بالشرقية وبعد ما قال ابو نوف سبب رجعتهم ، تضايقت نوف كثير وقامت بكل هدوء دخلت غرفتها ، وعند ابو نوف وام نوف كانوا متكدرين
ام نوف: والحل يا متعب وش السوات ونوف ما هي راضية الا على عساف
ابو نوف: ودام راسي يشم الهواء ما تأخذ الا هو ولو يجيبون لي احسن الرجال
ام نوف ابتسمت: عز آنك رجال وما قصرت مع نوف
ابو نوف: صاحية أنتي! هي لو طلبت روحي عطيتها مالي غناة عنها هي وحيدتي من غيرها تتدلع لبوها
ام نوف: الله يخليها لنا ويخلينا لها بقوم أشوفها
ابو نوف: زين وانا بطلع بصلح لي كم شغله
ام نوف: الله معك

—

بالديرة وتحديدًا بيت ابو عساف ، كانوا الكل برا يودع عايشة وبنتها بعد شهر كامل عندهم وعشر أيام ، وبعد ما سلموا عليها وعلى ثامر وبقوة قدروا ياخذون خُزامى من عيال أبو عساف ، أخيرًا مشوا لبيتهم
ومن بعدها تفرقوا العيال لأشغال البيت ، شموخ رجعت لبيت عمتها ، ورغد راحت بيتها الجديد ، وأمجاد لهت بأمور البيت ومساعدة أمها وأم زايد ، اما عن عساف وزايد... والي وصاهم ابو عساف على المزرعة ، كانت في حالة دمار حيث قامت الحرب بينهم ولأسباب عديدة
دخل بدر عليهم والي كان مُرسل من خاله يروح يشوف الأوضاع لكن كادت ان تصبح جبهته مخترقه من قبل المركه الطايره
عصب بدر: ووجعوه هذي أعمار أشخاص بالعشرين
زايد: ما سمعت بالمقولة الي تقول العمر مجرد رقم ترانا تونا صغار باقي ما تلقبنا بـ الأبوة
بدر قلب عيونه: يعني هذي إسقاطه علي الحين؟!
زايد: سمها بالي تبي انت بكيفك بمعجمك
رفع بدر يده وحطها على عقاله: انت جبتها على نفسك
عساف صرخ وجهز وضعية الهروب: انحححااااشش ولا تفكر توقف!!
وهرب هو وزايد ووراهم بدر وابتدت مطاردات طويلة وعريضه بين ضحك وفله بعيد عن أحزانهم وضيقتهم متظاهرين آنهم غير مهتمين
وما وقف هـ المطاردة الا ابو عساف الي جاء بكبره للمزرعة وشاف المهزلة الي صايره والفوضى الي تعم المكان
ابو عساف بغضب وصراخ: يا مال الهد الي يهد روحكم مو قايل لكم ضبطوا المزرعة
وقف بدر بسرعة وضبط نفسه: والله وقايل لهم ياخال ما يسمعون
ابو عساف: بروح اجلس بالجلسة وان ما تعدل المكان خلال ساعة والله ان لا تندمون
عساف وزايد: أبشر
بدر: انا يا خالي أستأذنك وبروح أشوف أمي وشموخ وان كانوا يبون شيء
ابو عساف: الله معك يا ولدي قواك الله

—

وصل بدر لبيتهم واول ما دخل ما شاف لا امه ولا شموخ ، وراح اول شيء لغرفة أمه يشوفها وما لقاها ، وبعدين راح لغرفتهم هو وشموخ ولقاها تطوي الملابس
بدر: غريبة أمي ما هي موجودة ما تدرين وينها؟
شموخ تجاهلته ، وبدر طقت تسبده من معاملتها له ومصخت السالفة ، راح لها ومسكها من عضدها
بدر بنرفزه: بتقوللينن لي الحين وش فيتس ولا لا!!
شموخ بعد طقت تسبدها وقالت بغضب: لا عاد يعني ما تدري وش مسوي!!
بدر: وانا وشلون أدري وش مسوي وانتي ما تحتسين
شموخ وهرمونات الحمل مآثره فيها: يعني بتقنعني ما قعدت تسولف مع المره يوم السوق!!!
بدر: اي سـ..
وقف بدر يتذكر وبعدها تذكر سوق المواليد ، وانخذل بقوة آنها ظنت ظن سوء فيه ، ترك يدها بقوة ورغم أنها تألمت الا ان عيونها مغورقه بدموع وقاعدة تناظره ، بدر راح وطلع الكيس من دولابه ورماه بوجهها
بدر: هذا الي زعلانه عليه شهر كنت آبي اجيب هديه إذا ولدتي بس خلاص خرب كل شيء
شموخ شهقة وقالت بصوت باكي: وشلـ..
بدر بخذلان: انا حتى ماقدرت اختار صح علشان ما تلتقي عيني فيها اخذته وطلعت ، خذلتيني فيتس هذا وانتي عارفه انه مستحيل تطيح عيني على مره من قبل لا اخذتس!
بدر طلع مكسور منها وشموخ إنهارت وصارت تناديه يرجع بس بدر طلع من البيت كله ، بعد ساعة ام بدر رجعت للبيت بعد ما كانت مسيره عند الجيران واستغربت هدوء البيت ، راحت لغرفة بدر وشموخ وصارت تطق الباب ولا احد رد وطقت اكثر من مره ولا فيه استجابه
لين تنهدت وقررت تدخل واول ما فتحت الباب شافت شموخ بالأرض
ام بدر بخوف: ياااويليي عنتس يابنت أخوي
راحت لها بسرعة ورجولها ماعاد تشيلها ، وبصدفة بدر رجع وسمع أمه تصوت من غرفته وركض بخوف يشوف وش صاير واول ما وصل الغرفة شاف شموخ طايحه بالأرض ودب بقلبه الخوف عليها ، وراح لها ركض وهو يضرب خدها بخفه يحاول يصحيها
بدر بخوف: شموخ شممووخ بنت هيي شمووخخ لا تخوفيني تكفين .. يمههه جيبي عبايتها
جابتها ام بدر وهي ترتعد خايفه عليها وبعد ما غطاها شالها بدر وطلع بسرعة ركب السيارة وأنطلق للمستشفى ، اما ام بدر ما عاد تشيلها رجلينها تمسكت بالباب وصولًا لغرفتها وبعد ما لبست عباتها طلعت قاصده بيت أخوها ، بس كان أصلا ابو عساف وعساف وزايد توهم راجعين من المزرعة وشافوها وراحوا لها مسرعين
ابو عساف: علامتس يا هياء وراتس تمشين كذا
ام بدر ما عرفت وشلون تنطق حتى: شموخخ شموخ طاحت مدري شفيها
صبت عظام ابو عساف: وشش تقولين وينها الحين
ام بدر: خذاها بدر وراحوا
ابو عساف: عساف دخل عمتك البيت
عساف كان مو معهم عقله مع بدر وشموخ لين صاح أبوه باسمه مره ثانيه وراح ياخذ عمته لبيتهم ، اما ابو عساف التفت لزايد
ابو عساف: يا زايد اتصل على بدر خلنا نعرف وينهم
طلع زايد جواله بيتصل وسحب ابو عساف يجلسه بمجالس الرجال ، وبعد ما آخذ المعلومات منه جاء عساف بسيارة وانطلقوا ثلاثتهم

—

عند بدر وشموخ بعد ما اخذوا الممرضين شموخ جلس هو عند الباب ينتظر خبر يصحي بدنه ، كان قلبه ينبض بقوة ويحمل نفسه كل شيء وان صار لها شيء أو للولد ماراح يسامح نفسه طول حياته
بعد نص ساعة طلعت الطبيبة كان بدر متوهق كيف يحاكيها بس ما كان مهتم همه الأول يطمن قلبه على شموخ والولد
بدر: كيف شموخ؟؟!!
اول سؤال سأله بدر والطبيبة تنهدت: الحمدلله بخير قدرنا ننقذ الأم والجنين وكان سبب الاغماء حالة نفسية وتداركنا الأوضاع بس..
بدر: بس إيش!!
الطبيبة: واضح ان الام حملها ضعيف فـ حاولوا ما تثقلون عليها وانه تبتعد عن اي شيء ممكن يأثر عليها من أثار نفسية او أعمال جسديه ، وراح ينقلونها لغرفة الملاحظة الحين
بدر نزل رأسه: مشكورة
وراحت الطبيبة ، وبس راحت بدر جلس وحط يده على شعره وجلس يشده ويضرب برأسه يحمل نفسه كل شيء ، واول ما طلعوا السرير الي فيه شموخ وقف بسرعة وراح لها وطول الطريق للغرفة كان ماسك يدها من تحت البطانية بقوة
شموخ الي كانت قد صحت خلاص كانت تحس فيه وهو ماسك يدها وداخلها يتأكل ، وكيف إنها ضيعت شهر كامل من حياتها بغضبها الي كان ما له داعي وسوء ظنها وكيف ما وثقت فيه
وبعد ما وصلوا الغرفة ، طلعوا الممرضين وبعد ما صكر بدر الباب راح لشموخ الي كانت دموعها تنهمر بهدوء ، بدر كان ماسك نفسه وبهدوء رفع يده وحطها على خدها وبات يمسح دموعها
بدر: لا تصيحين بيأثر عليتس وعلى الولد
شموخ: انا اسفهه صدقني
بدر همم: بسامحتس اذا وقفتي دموعتس الحين
شموخ رفعت يدينها ومسحت دموعها بسرعة وقوة
ضحك بدر بخفوت ومسك يدينها ينزلهم: خلاص خلاص سامحتس شوي شوي على عيونتس
طق الباب ودخلت الممرضة معها مغذي
الممرضة: اسفه للمقاطعة بركب لك المغذي
بدر صد وطلع وشموخ ابتسمت وقربت منها الممرضة ، وبعد ما ركبت لها المغذي طلعت ، واول ما دخل بدر إتصل جواله وكا ن زايد يسأل عن الغرفة وبعد ما أعطاه الرقم راح لشموخ
بدر: ابوتس واخوانتس وصلوا
شموخ تفاجأت: أبوي علمتوه!
بدر: شكلها امي راحت لهم مسيكينة دخلت البيت ولقيتها منهارة عندتس وانت طايحه الله لا يعيده
شموخ: يا قلبي عليها عمتي تلقاها الحين تآكل بنفسها خايفه
بدر: يالله ان شاء الله يخلص المغذي ونرجع لها
طق الباب وفتح بدر ودخلوا ابو عساف وعساف وزايد وقف برا ، راح ابو عساف بسرعة لشموخ
ابو عساف: شموخ! علامتس يا بنيتي ان شاء الله بخير والولد
شموخ ابتسمت له إبتسامه مريحه: بخير يا ابوي بس إنه ارهاق وراح
ابو عساف: قايلين لتس وانا ابوتس اجلسي وارتاحي ما تسمعين
شموخ: الحمدلله عدت على خير
ابو عساف: الحمدلله
قرب عساف وباس راسها: الف لابأس عليتس يا خيتي
شموخ: وعليك يا اخوي
ابو عساف التفت لبدر: ما قالوا لك يا بدر متى تطلع؟!
بدر: ان شاء الله اننا بنطلع بعد ما يخلص المغذي
جلسوا عساف وابوه يسولفون مع شموخ اما بدر طلع لزايد
زايد: طهور يا ابو سعد الله يقومها بسلامة
بدر: جزاك الله خير

يتبع..