# أحزان صديقة
____________________
تِلك اللحظات... كانت النّاس تكتظّ حول بطلنا الذي لم يفقِد وعيه بل حتّى الصدمة لم تكُن قويّة إذ أنه تعرّض لها بشكل خفيف لا يؤثر... ولكنّه أثّر على كتفِه الذي قام بعمليّة به قبل عدّة أيام... رآه الطبيب الذي كانَ يتحدّث عِنده قبل قليل فصرخ بالمُسعفين: " أحظروا النقّالة حالا!. "
جرى جمال نحوه ليمسُك بذراعيه محاولا رفعهُ عن الأرضية الساخنة قائلا: " هل أنتَ بخير يا إبني؟ هل تؤلمك ذراعُك؟. "
تمسّك به لينهض بصعوبة قائلا بتعبْ: " إنني.... أنا بخير يا سيّد جمال لا تقلق... فقط لم أنتبِه للطريق. "
أجابهُ بعِتاب: " سامحكَ الله يا ولدي... يجدر بك الإنتباة إلى أينما تذهب... هيا تعال لأرى ذراعك... لابد أن الحادثة قويّة. "
وقتما كان جمال يسنُد ذراع ذلك المُقاتل المسكين حول رقبتهِ ليُساعده في التحرّك حتى وضعه على النقّالة ليذهبوا به مسعفينهُ ، نزل سائق السيّارة التي صدمت بطلنا وكانت امرأة... ذهبت إليهم وهي تقول: " يا اللهي ماذا فعلت!! هل هو بخير دكتور جمال؟ آسفة حقا لقد كانَ بالي مشغولا ولم أنتبِه. "
إستدار جمال لذلك الصوت فيقول: " زينب أبنتي!!! لا تقلقي سيكون بخير.. ما بك يا أبنتي إهدئي سيكون على ما يُرام. "
قال ذلك فور أن لاحظ دموعها النادمة... فإقترب منها رائدا عِناقها ولكنُه تذكّر نفرِها لذلك لأسبابٍ دينية ، فقال لها: " آه كم أنّ لديك قلبا صافيا ورهيفا ونقيّا وطيّبا يا عزيزتي... ليتَ الجميع يتعلّم مِنك طيبة القلب وحُب المُساعدة للغير... لماذا أتيت؟ ظننّت أنك في إجازة؟. "
مسحت دمعتها الساقطة وقالت: " لقد كُنت مارّة من هنا وحسب. "
إبتسم جمال مُجيبا إياها: " من الجيّد أنّك مرِرت... أريد أن أطلب منك طلبا... إلحقي بي الى مكتبي. "
لحقت بِه بالفعل حتى توسّطوا المكتب... أخذ الطبيب جمال بعضا من أوراق كارين أوغلو التي هي والده يوري... ووضع الملفّات مُقابلها... فأخذتهم وباتت تقرأ... ليسرِد عليها كلامه مبتدءا بقول: " كارين أوغلو... امرأة كبيرة في السنّ تُعاني من الزهايمر... لديها ورما أسفل ظهرها ويبدو لي أنه يزداد حجما يوما بعد الآخر... قلت لإبنها... أنه يجب عليها أن تخضع للعملية لأنها هي التي ستُنقذها بعد الله... طلب مني طبيبا بارعا في ذلك المجال فرشّحتُك أنت لذلك... هل توافقين يا إبنتي؟ الرجل فعل كل شيء ليُعالج والدته ولكنّهُ في كُل مرة يُحبط لعدم نجاح ما يجتهِد لأجله... "