# تهديدٌ صريح.
مرور في الزمن... في نهاية الأسبوع وبالتحديد في يوم الجُمعة السّاعة الثامنة مساءا... كان المركز يعجّ بالجماهير المُعجبين للمقاتلين... حيثُ أنّهُ كان هنالك وفد يابانيّ حاظرا للتشجيع نظرا لكون مُقاتلهم يابانيا وهو اليوم ضد بطلنا... بالحديث به... كان جالسا يربِط رباط يديه في غرفة تبديل الملابس وعقلهُ ينشغل ويعمل كثيرا... يُفكّر بأمّه بشكل مكثّف... بعد أن أرسل هيور لها ليبقى معها ويتفقّد حالتها.... بالطبع لن تمُر هذه الليلة على خير نظرا لكون يوري منشغلا عن التفكير بالقتال... فما إن يدخُل الحلبة يجب أن ينسى كلّ شيء ويُركز على خصمه... لكن هذه المرّة مختلفة كثيرا... داهمه مدرّبه ذلك العجوز الطيّب... وحينما رأى التفكير والشرود من عينيه قاطعه قائلا: " بني! بما تُفكّر؟ هل تعي أنَّ قتالك سيبدأ الآن؟ يجب أن تستعدّ له نفسيّا وجسديّا بني. "
إنتهى من ربط الرِباط ليرتدي بعدها القفازات وهو يقول أثناء ذلك: " أنا.... أنا بخير لا تقلق مدرّبي... لقد إقتربت من ربع النهائي... لن أفوّت الفرصة الآن!. "
إنحنى سليم أمامه وقال: " أنصت لي بني.... هل تذكر الهرم الذي قلته لك؟. "
أجابه: " بالطبع!. "
ردّ سليم: " والإستراتجيّات التي أخبرتك عنها؟ كلّها... كلّها طبّقها في قتال اليوم لتحظى بلذّة الفوز. "
إبتسم أشقرنا بجانبيّة وقال له: " حتما أيها العجوز... لا تقلق سأربح... وأرسل ذلك الصبي الى أسرته مُجددا. "
إبتسم سليم وعبثَ بشعره الأشقر اللامع وقال: " أحسنت بني... هذا هو يوري الذي أريد رؤيته... هيّا لقد تبّقت دقيقتان فقط. "
إرتدى واقي فمّه وراح يُهرول وصولا للحلبة التي ما إن رآوه مُعجبينه حتّى هتفوا بأقوى ما لديهم... فيستمع الجميع للمُعلّق وهو يقول: " بعد آخِر خسارة شهدناها في تاريخ بطل البلاد العُثمانية... ها هو يعود مُجددا حاملا معه غضبٌ مدوي ومُرعب!!! وفي هذا اليوم وفي هذه الليلة وهذا الحدث!! ضعوا رِهانكم!! لأنّهُ لدينا مُقاتلين لا يُستهان في قُدراتهم!!!!! يوري ضدّ شانغ شاي!!!! تُركيا ضدّ اليابان!!!. "
هتف الجميع بإسم ذلك اليابانيّ... الذي دخل الحلبة مُستعدا كامل الإستعداد... أمّا يوري فكان يحاول التركيز فيما أمامهُ الآن... وبالتأكيد لم يخلى من تشجيع سليم له الذي كانَ يُسانده ورائهُ بالضّبط... إقترب الحَكَم منهُما وقال: " حسنا يا شباب... كلاكُما تعرفان القواعد... إتبعا تعاليمي وإحميا نفسيكما طوال الوقت.... والآن حيّوا بعضكم والجميع يتّجه إلى زاويته. "