# نَدَمْ وَ حُبّ.
بالتأكيد الحياة لن تتوقّف إن مات صاحب او حبيب... إن تأذّى القريب او البعيد... ستستمرّ في مُضيها ولن تتوقّف مهما حصل... خرجت زينب من المشفى بعد مرور شهرا ونصف على حالتها الصحيّة... تسبّب لها ذلك الكسر ليس فقط آلاما جسديّة ، بل حتّى نفسيّة لدرجة ذبول وجهها وتساقط شعرها بشكلٍ مخيف تبكي منه أحيانا... لأن شعرها سبق وتساقط بهذا الشكل من نفسيّتها التي دمرّها من تظن أنها تحب!! ولكن هنالك إيجابيات كما هنالك سلبيّات.... صارت حالتها أفضل بمراحل عن قبل... خاصةً مع وجود رفيقة دربها معها ووالدها وأخيها الصغير... عائلتها الصغيرة بجوارها لا تخشى شيئا وستتعافى مليّا ولكن المسألة تحتاج لوقتٍ فقط وكلّ شيء سيعود لنصابه مجددا...
على عكس بطلنا الذي لم يُقابلها خلال ذلك الشهر والنصف تماما... بل كان يدفن نفسه بالتدريب والتمارين كثيرا لينسى ما حدث... بخلاف وجود قتالا له في هذا اليوم المُنتظر ويجب عليه أن يتجهّز جيّدا له... أجهد قدمه المصابة كثيرا وبات يشعُر بتعبها وبألمها في كامل أنحاء جسده... ولكن رغم ذلك كلّه قد كان مصرّا إصرارا وعازما على عدم الخسارة او التراجع... بعدما حصل لا زالت فكرة أنه رجلا سيء لا تفارق عقله... وصار متأكدا منها حينما تعرّض شخصٌ بريء لحادثٍ مروع بحياته بسببه... صار يلجأ للوحدة ولا يفضّل البقاء مع أحد حتّى مع رفيق دربه هيور... الذي كلما حاول أن يقترب منه ولو قليلا ينفر منه ويُبعده بحجة التعب الجسدي...
في ذلك اليوم المنتظر لعشّاق رياضة القتال... كانَ المُقاتلين مرهونين بمبالغ ضخمة... خاصّة يوري الذي تم الرهن عليه بمئة ألف يورو ولأوّل مرة... كان في غرفة تبديل الملابس يتجهّز كعادته حتّى دخل عليه هيور وهو يقول: " ماذا تظن نفسك فاعلا يا هذا؟ هل سأبقى ألاحقك هكذا كالقطّ والفأر؟ أجبني يوري مالذي يحدث معك؟ لما لا تريدني بجانبك بأوقات كهذه؟ لما تنفر منّي؟ هل بسبب ما حصل بيننا بالمشفى قبل شهر؟. "
أجابه بهدوء وهو يعدّل رباط يده: " كلّا... أساسا قد نسيت الأمر... إبتعد عنّي هيور رجاءا لا تضغط عليّ... "
ثم نهض مجددا وما إن فعل حتّى يدفعه صديقه بقوّة نحو الخزانات الحديديّة الخاصّة بالمقاتلين ليقول: " هل لا زلت تلوم نفسك على ما حلّ بزينب؟ أيها الأحمق.... هل أنت من صدمها يا هذا؟ ها؟؟؟ أخبرني!!!!!! هل أنت من قاد تلك السيّارة وتعمّد صدمها؟ حتّى مكالمة هاتفيّة لتتحمّد عليها بالسلامة لم تفعل!!! الامرأة لها أكثر من شهر قد خرجت من المشفى وأنت لم تُتعب نفسك بإتصال؟ هذا ليس أنت يا يوري! هذا شخصا آخر مُظلم يسكنك! أخرجه وعُد كما كنت وإلا.... "
" وإلا ماذا؟. " قال ذلك ما إن لاحظ صمت هيور... فيعود ويضيف قائلا: " هذا القتال... إما سيرفعني للأعلى أم سيقذفني للأسفل... لذلك توقّف عن تشتيت ذهني وإضعاف تركيزي... وإبتعد... "